نيروبي (أ ف ب) - اعلن الاثنين فوز الرئيس الكيني المنتهية ولايته اوهورو كينياتا ب98,2 بالمئة من الاصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 26 تشرين الاول/اكتوبر وقاطعها المعارض الرئيسي رايلا اودينغا وسط مخاوف من تجدد العنف بالبلاد. وبلغت نسبة المشاركة في التصويت 38,8 بالمئة من الناخبين المسجلين، اي اقل بكثير من النسبة التي سجلت في اقتراع الثامن من آب/اغسطس (79 بالمئة) والغت المحكمة العليا نتائجه. وهذه أسوأ أزمة سياسية في كينيا أكثر بلاد شرق افريقيا استقرارا خلال عقد وشهدت مقتل نحو 50 شخصا منذ اب/اغسطس الفائت. واعلن رئيس اللجنة الانتخابية وافولا تشيبوكاتي أن كينياتا حصل على 7,483,895 صوتا مقابل 73,228 صوتا لادوينغا أي اقل من واحد بالمئة من الأصوات في مؤشر واضح لنجاح المقاطعة التي دعا اليها اودينغا. وجرت الانتخابات الجديدة بعدما ألغت المحكمة العليا في الأول من أيلول/سبتمبر نتائج الانتخابات السابقة التي فاز فيها كينياتا بـ54,27% من الأصوات مقابل 44,74% لأودينغا. وبررت المحكمة العليا قرارها الذي شكل سابقة في إفريقيا بحصول مخالفات في النتائج. وإذ برأت المرشحين، القت مسؤولية تنظيم انتخابات "غير شفافة وغير قابلة للتثبت من نتائجها" على عاتق اللجنة الانتخابية. ومارس اودينغا ضغوطا لاصلاح اللجنة الانتخابية، قبل أن يعلن مقاطعته الانتخابات. وما عزز هذا الموقف الشكوك التي أبداها رئيس اللجنة الانتخابية قبل فترة حيال قدرتها على ضمان مصداقية التصويت. لكن تشيبوكاتي قال الاثنين إنه واثق من أن الاقتراع "حر ونزيه وذات مصداقية". وكانت اللجنة الانتخابية قررت الجمعة ان تؤجل مرة أخرى عملية الاقتراع في غرب البلاد التي كانت ستجري السبت، متذرعة بـ "الخطر الذي يهدد حياة" منظميها. - تجدد العنف - وفي اربع من مقاطعات الغرب (هوما باي وكيسومو وميغوري وسيايا) من اصل 47 مقاطعة في البلاد، لم تجر الانتخابات الرئاسية الخميس بسبب الفوضى. وقرر تشيبوكاتي عدم اجراء الانتخابات في 25 دائرة انتخابية تشوبها احداث عنف معلنا انها لن تؤثر في النتائج النهائية. وساد الهدوء في معاقل المعارضة في غرب البلاد خلال اليومين الماضيين، إلا أنه من المتوقع أن يشتعل العنف مجددا بعد إعلان فوز كينياتا. وقبل اعلان النتائج، تم الدفع بتعزيزات أمنية الى بؤر التوتر في غرب البلاد، وفي حي ماثاري الشعبي في نيروبي، وفي الحي التجاري في وسط نيروبي، وكذلك في مدينة مومباسا الساحلية، حسب ما أفاد مسؤول أمني كبير فرانس برس. وبعد وقت قصير من اعلان فوز كينياتا، شرع المتظاهرون في احراق اطارات السيارات في مدينة كيسومو في غرب البلاد وفي حي كيبيرا الشعبي في نيروبي، حسبما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس. وقتل 9 أشخاص على الأقل منذ اجراء الانتخابات الخميس، ما يرفع إلى 49 على الاقل عدد القتلى منذ الانتخابات الذي أبطلت في الثامن من آب/اغسطس، قضى القسم الاكبر منهم لدى إقدام الشرطة على استخدام العنف لقمع التظاهرات، بحسب منظمات حقوقية. وكرر اودينغا دعوته الجمعة الى عصيان مدني، لارغام السلطات كما قال على الموافقة على اجراء انتخابات جديدة في الايام التسعين المقبلة. بدوره عبر السفير الاميركي في كينيا روبرت جوديك عن قلقه ازاء تجدد اعمال العنف داعيا "للهدوء في الايام المقبلة". وقال في بيان إنه "ينبغي على القادة والسياسيين رفض العنف علنا وبوضوح والعمل على حفظ السلام"، وتابع "نحن قلقون للغاية حيال التقارير عن استخدام الشرطة المفرط للقوة". وتعيد أحداث العنف الحالية الاذهان للذكرى المؤلمة لأعمال العنف الاتنية التي اعقبت الانتخابات الرئاسية اواخر 2007 وأسفرت عن 1100 قتيل، وأدت الى تشريد 600 الف شخص. © 2017 AFP
مشاركة :