الهنوف صالح الدغيشيم شعرت بالبهجة والسعادة في كل لحظة أمضيتها داخل معرض إثراء المعرفة الذي أقيم في الرياض، متنقلة بين أركان الأطفال التعليمية، من ركن الرسم والتلوين حيث تنمو الذائقة الفنية وترتقي إحساساتنا إلى ركن الفيزياء حيث تری عرض العلم المشهور بجموده عرضاً شيقاً؛ يصل للأطفال والتلاميذ بطريقة تجمع بين البساطة والمتعة. ويری الزائر المؤثرات الصوتية والبصرية الشيقة والمبهرة فتعلق بذهنه المعلومة لأنها تسللت إليه مصحوبة بمتعة التعلم والإعجاب بإبداع العرض، هنا لا يصبح تعلم العلوم عبئاً ثقيلاً بل متعة وانبهار. أما ركن أسماء الله الحسنى، وما تعنيه من أشواق روحية فقد جاء إبداع المعرض بربطها بالبيئة وتنوعها والجغرافيا والتاريخ، ثم الانتقال الجميل من مدائن صالح القادمة من فجر التاريخ إلى البحار والجبال، مروراً بالبراكين وتكويناتها، حيث تحضر الصخور والتكوينات الجبلية ونشاط كوكب الأرض، فننتبه أننا نعيش علی كوكب حي وليس مجرد أرض جرداء، رأيت ركنا جميلا جدا وعميقا، يترك أثره في النفس طويلا. أنا سعيدة، أن هذه الرياض، الرياض أجمل وألطف، حينما نملأ أوقات أطفالنا بالفضول العلمي والإبداعي، والتعلم بطريقة ممتعة تنمي روح البحث العلمي منذ الصغر، وتزرع خصلة التمحيص والانبهار بالدقة، إننا هكذا ننشئ بدايات التفكير العلمي منذ الصغر في أطفالنا وناشئتنا فنحميهم من اتجاهات تدغدغ غرائز وعواطف جياشة لا تستند إلا علی أوهام في الغالب قد تؤدي بهم إلی الضياع. نحن في عصر العلم بمعناه الحديث وإدراك أهميته يبدأ منذ الصغر بعيداً عن تهويمات لا ترتكز إلا علی تخرصات وتخيلات عن عصور مضت بخيرها وشرها. اكتشاف الموهبة في الصغير، ورعايتها وجعلها منتجة تحميه وترتقي بمستقبله. واجبنا تجاه وطننا يبدأ من إحساسنا واهتمامنا بتعليم أطفالنا بطريقة تجمع العلم والمتعة وإدراكنا أهمية المعارض والمتاحف إن رغبنا في تعليم عصري. ولا يفوتني أن أشير إلی ما هو جميل وإنساني في أداء العاملين في المعرض، ها هم شبابنا وشاباتنا، نشطون متطوعون لخدمة المجتمع وتوعيته بدور العلم، عمليون يرتبون، ينسقون، يشرحون، يوجهون. كل ذلك بأدب وابتسام، كم هو جميل ومبهج رؤية شابات وشباب متطوعين لترتيب أركان المعرض وإدارته، وتعليم الأطفال، والتسهيل على الزائرين.. هؤلاء الرائعون يستمتعون بعملهم ويشعرون بالرضا الذاتي ويستحقون شكرنا وتقديرنا. شكراً لأرامكو على هذا الجهد الجبار، فمن واجبات المؤسسات الكبری والشركات تجاه المجتمع؛ كما في أي بلد متحضر؛ تقديم برامج تعليمية للأطفال وخدمات اجتماعية كالمعارض العلمية، ننتظر من الجامعات والمؤسسات مزيداً من المعارض المفيدة والجميلة. زوروا المعرض، بأطفالكم وناشئتكم.. فهو يستحق.
مشاركة :