ليست المرّة الأولى يَتوجّه فيها رئيس الحكومة سعد الحريري الى الرياض، لكن الزيارة المفاجئة التي أُعلن عنها أمس اكتسبتْ دلالاتٍ بارزة في توقيتها وما قد تحمله من لقاءات. وحسب أوساط سياسية في بيروت فإن الحريري الذي أُعلن انه بدأ «زيارة عمل» للسعودية بعد مشاركته في إحياء ذكرى اغتيال اللواء وسام الحسن وافتتاح جادة باسمه عند الواجهة البحرية لبيروت، توجّه الى المملكة على وقع كلامٍ غير مسبوق أطلقه وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، المكلّف الملف اللبناني، وخاطب به مباشرة الحكومة اللبنانية حين غرّد: «ليس غريباً ان يعلن ويشارك حزب المليشيا الإرهابي حربه على المملكة بتوجيهاتٍ من أرباب الإرهاب العالمي. ولكن الغريب صمت الحكومة والشعب في ذلك!». وفي حين تم التعاطي مع هذه «التغريدة» على أنها تعبّر عن «رسالة» من الرياض حيال عدم ارتياحها الى خفوت الأصوات اللبنانية التي «تعلن الاختلاف» مع «حزب الله» وسلوكياته في المنطقة بما يعزز الانطباع بأن «حزب الله» و«الدولة» أصبحا «جسماً واحداً»، فإن أوساطاً أخرى لم تستبعد ان تكون زيارة الحريري في سياق استكمال الرياض سلسلة اللقاءات التي كانت بدأتْها مع قادة وشخصيات لبنانية لاستكشاف آفاق الوضع اللبناني و«توازناته» بعد مرور سنة على التسوية السياسية التي أنهتْ الفراغ الرئاسي.
مشاركة :