«قمة الموارد البشرية»: مخرجات التعليم لاتزال غير مُهيِّئة لبيئة العمل

  • 10/31/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

اتفق مشاركون في فعاليات الدورة الخامسة للقمة الحكومية للموارد البشرية، التي انطلقت في أبوظبي أمس، تحت شعار «تحويل أصعب التحديات إلى أكبر الفرص»، على وجود حالة وصفوها بـ«عدم التواؤم» ما بين موظفي الشركات والمؤسسات في مختلف قطاعات العمل، ومسؤولي الموارد البشرية بمؤسساتهم، داعين إلى ضرورة تركيز الرؤساء التنفيذيين للمؤسسات على تنمية الثروة البشرية، من خلال تلبية احتياجات موظفيهم وتطوير أدائهم ومواهبهم والاهتمام بالتعاقب الوظيفي. توفير 13 ألف وظيفة للمواطنين أكد رئيس تطوير الكوادر الوطنية بهيئة المعرفة والتنمية البشرية، عيسى الملا، في تصريح صحافي على هامش القمة، أن المبادرات والخطط التي أقرتها الهيئة، أسهمت في توفير أكثر من 13 ألف وظيفة للمواطنين خلال السنوات الماضية. وقال: «تحدثنا عن دور الحكومة في تشغيل المواطنين، واستراتيجيات 2021 و2030، التي تهتم بالتعليم، وأهمية تأثير التعليم في تغيير المفاهيم، والوصول بالشباب إلى التفكير في ريادة الأعمال، حيث إن السوق فيها باحثون عن عمل من المواطنين، إلا أن هناك من يغفل الفرص في مجال ريادة الأعمال والفرص المتاحة في سوق الشركات الخاصة». واقترح استحداث نظام لإدخال التعليم المبني على الجزء النظري والتدريب العملي خصوصاً في مجال الأعمال، بهدف إعداد خريجين قادرين على إنشاء مشروعاتهم الخاصة. فيما جددوا التأكيد على أن مخرجات التعليم الجامعي في دول الخليج العربي لاتزال غير مهيِّئة لبيئة العمل، ومعظمها يكتفي بالجوانب النظرية فقط. وشهدت الجلسة التفاعلية الأولى من أعمال القمة التي تختتم أعمالها اليوم، نقاشاً حول سبل تحويل التحديات الكبرى إلى أعظم الفرص، تحدث فيها خبير القيادة العالمي الأمين العام السابق لشؤون توظيف وتدريب قدامى المحاربين، بالولايات المتحدة الأميركية، راي جيفرسون، مؤكداً أنه لكي تتمكن جهات العمل بدول الخليج من تكوين فرق عمل متحدة ومتجانسة، ينبغي على كل فرد أن يطلق العنان لطاقاته الفردية، ما يسهم في الارتقاء بشكل كلي بالمجتمع. فيما تحدثت الجلسة النقاشية الثانية عن «تطوير وتوظيف الطاقات البشرية في دول مجلس التعاون الخليجي»، متناولة دور أقسام الموارد البشرية كشريك عمل استراتيجي يشرف على أهم الأصول بالنسبة للمؤسسات، وهو رأس المال البشري. وبدأ مدير الجلسة، رئيس الكوادر الوطنية في برنامج الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية «كوادر»، عيسى الملا، حديثه بسؤال للمشاركين، مفاده «لماذا يشكو الموظفون كافة من مسؤولي الموارد البشرية في مؤسساتهم؟»، فأجابته الرئيس التنفيذ لشركة زين الكويت، إيمان الروضان بالقول: «هناك حالة من عدم المواءمة التاريخية بين الموظف ومسؤول الموارد البشرية، لأسباب بعضها خارج عن إرادة الأخير، والبعض الآخر يتحملها، مثل تركيز الاهتمام على تطوير وتنمية الموارد المالية للمؤسسة دون النظر إلى احتياجات الموظفين الحياتية والوظيفية أيضاً». وهو ما أيّده الرئيس التنفيذي لمؤسسة بريد عمان، عبدالملك البلوشي، مؤكداً أن «الشخص عندما يعمل في الموارد البشرية قد يختلف منظوره عن منظور الموظف، ما يخلق حالة من الصراع داخل بيئة العمل». وأكد الوكيل المساعد لشؤون العمل في وزارة العمل بالبحرين، الدكتور محمد علي الأنصاري، ضرورة المشاركة بين القطاع الحكومي لتسهيل مهمة الباحثين عن العمل من أجل تقليل معدلات البطالة، ووضعها في حدودها الآمنة وفقاً للمستويات العالمية. وطرح مدير الحلقة النقاشية سؤالاً آخر حول ما إذا كان النظام التعليمي في دول الخليج مساعداً حقيقياً لقطاعات العمل في هذه الدول، إذ أجمع المشاركون على أن «مخرجات التعليم الجامعي في دول الخليج لاتزال غير مهيِّئة لبيئة العمل، ومعظمها يكتفي بالجوانب النظرية فقط»، إلّا أنهم أشاروا إلى قيام جامعات أخيراً بإبرام اتفاقات وتفاهمات لتحديث بعض التخصصات القديمة التي لم تعد ذات فائدة لسوق العمل.

مشاركة :