اختزل لنا هويتك في حروف متجاورة؟ - إنسان عربي مسلم يحب وطنه ويسعى إلى رفعته. أيهما يغذي ذائقتك أكثر الإدارة أم الأدب؟ - منظومة القيم الأساسية وتطبيقاتها المعرفية والجمالية متشابكة، يغذي بعضها بعضاً. ما القاسم المشترك بين حبر أقلامك.. ودم شرايينك؟ - اليقين بأن الإيمان شخصي، وأن العقل مناط التكليف. نادي جدة الأدبي في عهد رئيسه السابق الدكتور عبدالمحسن القحطاني.. بماذا تميز؟ - تميز بإكمال مسيرة النادي التاريخية والمحافظة على زخمها، وإعطائها نقلة نوعية مشهودة، وإنجاز النواقص اللوجستية، ولعل أهمها مبنى النادي الجديد. وما أكثر سهام النقد التي وجهت إليه؟ - النقد دائماً يرتبط بحيوية الساحة الثقافية وعافيتها، وكلما زادت مساحته، فهي دليل على أن هناك شجراً مثمراً. كيف ترى مسيرة النادي في عهد رئيسه الحالي الدكتور عبدالله السلمي؟ - أراها مسيرة منتظمة تحافظ على المكاسب الأساسية، وتسعى إلى التنويع، والتطوير، واجتذاب فئة الشباب تحديداً. وما أكثر ما يعاب عليه؟ - في العمل العام لا نبحث عن العيوب، بقدر ما نبحث عن الإنجازات. ما الذي تطمح إلى تحقيقه في نادي جدة الأدبي؟ - طبيعة العمل الثقافي تجعله مثل المحيط الواسع، لو سبحت فيه ألف ميل، بقي منه آلاف الأميال الأخرى. أين تكمن الفضيحة في وسطنا الثقافي؟ - الله يبعد عنا الفضائح. وأعتقد أن الضلالات المعرفية هي نقطة ضعفنا الأولى، فالنصوص مثلاً ليست صخوراً، بل هي مثل الصلصال يمكن إعادة تشكيلها وتلوينها. وهو ما يغيب عن كثير من الناس الذين يعتقدون أن النصوص حاسمة بذاتها. ماذا تقول لمن يكتفون بمنطوق النصوص؟ - أقول لهم النصوص سياقية، والنصوص تاريخية، والنصوص خاضعة لخطابات التأويل. وأقول لهم إن هناك أحياناً مسافات ملتبسة بين المنطوق والمفهوم. لو أردت أن تلخص تجربتك في نادي جدة الأدبي.. ماذا تقول؟ - نادي جدة الأدبي مثل البوابة التي فتحت لي مجال المشاركة في الساحة الثقافية، ومن جهتي حاولت أن أسهم بما في وسعي دون جلبة أو ضوضاء، ولعل هذا هو مكسبي الأكبر. وماذا عن علاقتك برئيس النادي الدكتور عبدالله السلمي؟ - علاقة احترام وتقدير وتعاون، وهي طبيعتي مع كل من ينذر نفسه ووقته لخدمة الشأن العام. ما الشيء الذي وددت توافره في نادي جدة الأدبي ولم يتحقق إلى اللحظة؟ - أتطلع إلى إنشاء مختبر للسرديات. مشاركة المرأة للرجل في مجالس إدارات أنديتنا الأدبية.. ماذا أضافت؟ - ليس المهم ماذا أضافت، أو ماذا أنقصت، فهذه تفاصيل، المهم أنه أمر طبيعي وغيابه قصور فادح. وما الذي أضفنه في نادي جدة الأدبي تحديداً؟ - مادام وجودهن طبيعياً، فلا داعي للفرز، لأن العمل جماعي والقرار جماعي. برأيك.. هل انتهت اتهامات المرأة المثقفة للقائمين على الأندية الأدبية بتهميش أدوارها، بعد انضمام الصفوة منهن لمجالس إداراتها؟ - المرأة هي من تفرض وجودها بوعيها ونشاطها، ولا يجب أن تنتظر منحة من أحد. وهل من مثقفاتنا من هي أهل لتكون رئيسة لأحد أنديتنا الأدبية؟ - أعتقد أن مفهوم الرئاسة والزعامة في ثقافتنا ما زال مفهوماً ملتبساً، ولا بد من تصحيحه قبل الدخول في تطبيقاته. ماذا تقول لمن اعتاد على توجيه سهام نقده لنادي جدة الأدبي والقائمين عليه؟ - سبق أن قلت إن تميز الساحة الثقافية يكمن في حيويتها، والمثقفون ليسوا أتباعاً لمرشد روحي في جماعة مغلقة، دعهم ينتقدون كما يريدون. الطفرة الروائية للرواية السعودية.. ماذا أكسبتنا؟ - بعد الطفرة الروائية انتهت مقولة المراكز والأطراف. من أبرز فرسانها؟ - من كثرتهم يصعب حصرهم، وإن اختلفت أدوارهم ومساهماتهم. أين وضعتنا على خارطة الرواية العربية؟ - أصبحت الرواية السعودية جزءاً أساساً من مدونة الرواية العربية. بماذا أفاد الإعلام الرواية السعودية؟ - ساعد على ترويجها والتعريف بها. وماذا أفقدها؟ - أفقدها الاهتمام بالتجويد الفني والجمالي لتركيزه على الجوانب المثيرة اجتماعياً. من أسهم في بلوغ الرواية السعودية لأوج وهجها؟ - المبدعون أولاً، ثم النقاد والمنابر الأدبية ثانياً، وكل ذلك بمصاحبة المتابعات الإعلامية الموسعة. ما نصيب (الربيع العربي) من كعكعة الرواية العربية؟ - الربيع الروائي سبق الربيع العربي ومهد له؛ ولكنه كان يبشر بربيع أصدق وأنقى وأعقل مما جرى على أرض الواقع من جماعات الظلام والتطرف. لو رشحت يوماً لأن تكون ملحقاً ثقافياً.. ففي أي الدول تحب؟ - وظيفياً تخطيت مثل هذه المناصب مع احترامي لها، ولكن أغبط الملحق الثقافي في الصين، فثقافة ذلك البلد ضاربة بأصالة عجيبة في أعماق التاريخ الإنساني. هل تشترط قريحة الشاعر.. ظهور الليل والقمر لتبدأ مهمتها؟ - ربما الشاعر الغنائي الرومانسي، ولكن لكل زمان آفاقه الشعرية الخاصة. من الشاعر الذي يغتاله حضوره؟ - من لا يجيد فن الإلقاء. من أبرز صعاليك القرن العشرين من الشعراء؟ - كثيرون، ومنهم خليجيون، ولكن لن أسمي أحداً. الشعر الشعبي لماذا انتصر على الفصيح إعلامياً؟ - لا أؤيد مفردة الانتصار هنا، فقضية الأدب الرسمي والأدب الشعبي هي قضية كل العصور. شعر المناسبات.. من فرسانه؟ - لا تحضرني أسماء محددة، ولكن شعر المناسبات له دلالات معرفية وثقافية مهمة جداً. وأي دروب الشعر مؤحلة؟ - لعلها دروب الاندفاع المنفلت والإلحاد، فهي دروب عبثية وعدمية. ومتى تتلبسك القصة القصيرة فلا تجد منها خلاصاً؟ - عندما تكون محكمة البناء، ومقتصدة ومبدعة في استخدام الإمكانات التي تتيحها اللغة، وتقدم لحظات الحياة الحية والطازجة. الأندية الأدبية.. كيف هي بورصتها؟ - إذا أردت، فهي مثل بورصة الأسهم بين ارتفاع وانخفاض، وهو أمر طبيعي في كل نشاط بشري. نساؤنا.. هل ما زالت القصائد تثير شيئاً في نفوسهن؟ أم تغيرت العواطف نحو «المادة»؟. - كلما زاد ضغط المادة، زادت الحاجة لكل الفنون الجميلة بصورة أكثر. عندما تزداد الأوسمة على صدر المبدع العربي.. هل يستطيع مواصلة مشواره؟ - أوسمة المبدع الحقيقية هي نصوصه، أما الأوسمة الأخرى فهي تخص من منحوها أكثر مما تخص المبدع. وكيف يوفق المبدع بين تعدد العضويات؟ - أن يبدع في التوفيق بينها. ما الحصان الذي طال انتظارك لصهيله؟ - إصلاح الخطاب المعرفي والثقافي. فدون ذلك سيظل تخلفنا عن العالم يتسع باضطراد. الأدب الحداثي.. ما تعليقك عليه؟ - هذا سؤال كبير، وإنما باختصار هو مرحلة أدبية سبقها ما قبل الحداثة، وتبعها ما بعد الحداثة. ولماذا انفض سامر الحداثيين؟ - لأننا عندما بدأنا الحداثة كان العالم في مرحلة ما بعد الحداثة. وهل أميتت الحداثة كالنقد الأدبي؟ - الفكر لا يموت، وإنما لكل مرحلة ما يناسبها، ويمثل حالتها ومتطلباتها. من هو الشخص الذي يمكن أن نطلق عليه لقب «ناقد»؟ - الناقد باختصار هو من يمتلك (الرؤية الثاقبة) و(الأداة الفاعلة) و(الموقف المعلن). لماذا ينعت الناقد بأنه (أديب فاشل)؟ - هذه من بهارات الثقافة، الأصوب أن المسألة تتعلق بالموهبة والاستعداد، فهذا شاعر، وذاك قاص، والآخر باحث، أو ناقد، وهكذا. ولماذا يمارس الناقد – أحياناً – دوراً سلطوياً تجاه الأديب؟ - لا سلطة هنا فالعلوم الإنسانية والنظرية ليس فيها آراء نهائية أو أحكام قاطعة إطلاقاً. ما الذي يمنع إنشاء مجمع عربي للنقد؟ - لا أملك إجابة، ولا أرى إذا كان هناك ضرورة لمثل هذا المجمع. ماذا تود أن تهمس في أذن كل من: - د. عبدالعزيز السبيل: مثل السحابة الممطرة تنتقل وأينما حلت ينبت الثمر. - د. عبدالمحسن القحطاني، د. عبدالله السلمي: أنتما زميلان أنجزتما أكاديمياً أستاذاً وتلميذاً، وساهمتما بفعالية وبدرجات متفاوتة خارج أسوار الجامعة، وهو ما يطلبه الجميع وينادون به دائماً. - د. سعيد السريحي: تبقى أحد القامات التي دفعت بالأدب السعودي إلى الأمام في مرحلة مهمة، ولا تزال. *عضو مجلس إدارة نادي جدة الأدبي قاص وأديب
مشاركة :