جسرين (سوريا) (أ ف ب) - قتل أربعة أطفال على الأقل الثلاثاء عند مدخل مدرستهم جراء قذيفة أطلقتها قوات النظام السوري على بلدة جسرين في الغوطة الشرقية المحاصرة، إحدى آخر معاقل الفصائل المقاتلة المعارضة قرب دمشق التي تعاني من وضع انساني متدهور. وطال القصف الثلاثاء مناطق عدة في الغوطة الشرقية، موقعاً المزيد من القتلى والجرحى في منطقة تشهد تكثيفاً للقصف من قوات النظام منذ أسبوع على رغم كونها إحدى مناطق خفض التوتر التي تم الاتفاق عليها برعاية ايران وروسيا وتركيا. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "سقطت قذيفة أطلقتها قوات النظام أمام مدخل مدرسة في مدينة جسرين، أثناء انصراف الطلاب منها، موقعة خمسة قتلى بينهم أربعة أطفال من التلاميذ". وشاهد مصور لفرانس برس أمام مدخل المدرسة بقعاً من الدماء على الأرض، وأطفالاً عادوا لتفقد ما حصل. وقال أحدهم "كنت قد خرجت من المدرسة وبصدد الانعطاف إلى الزقاق حين سقطت (القذيفة). هناك من مات ومن أصيب ومن أخذوه إلى المركز الطبي". وأكد طبيب في مستشفى نقل إليه المصابون في جسرين حصيلة القتلى لفرانس برس، مرجحاً ارتفاعها لوجود 25 اصابة "غالبيتها متوسطة وخطيرة". في المستشفى حيث انتشرت بقع من الدماء على الأرض، شاهد مصور فرانس برس حقائب مدرسية زرقاء مع شعار "يونيسف"، منظمة الأمم المتحدة للطفولة. وكانت ألبسة وحذاء طفل صغير ملقاة على الأرض ومغطاة بالدماء، بينما كان مصابون يتلقون العلاج، بينهم طفل بترت رجلاه جراء القصف. وقال إن رجلاً دخل الى المستشفى بعدما علم بمقتل طفله وبدأ بالصراخ والسباب، ولم يقو الموجودون على تهدئته بسهولة. وشاهد مصور ثان لفرانس برس رجلاً جاثياً على ركبتيه أمام جثة طفل ملفوفة بكفن أبيض. كما وضعت جثتا طفلين آخرين على حمالة وهما ملفوفتان بشراشف بيضاء لا تُظهر إلا وجهيهما المليئين بالجروح والدماء. وتوزع الأطفال المصابون ومعظمهم في سن صغيرة على أسرة المستشفى، أحدهم أصيب في رجليه وثان في رأسه وثالث ملأت الشظايا وجهه. وجلس آخرون بهدوء كما لو أنهم في حالة صدمة فيما لم يتوقف طفل عن الصراخ من شدة ألمه. - "لينتقم الله من الظالم" - وتشكل الغوطة الشرقية واحدة من أربع مناطق سورية تم التوصل فيها إلى اتفاق خفض توتر في أيار/مايو في إطار محادثات أستانا، برعاية كل من روسيا وايران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وساهم هذا الاتفاق الذي بدأ سريانه عملياً في الغوطة الشرقية في تموز/يوليو، في تراجع المعارك والغارات العنيفة التي كانت تستهدف تلك المنطقة باستمرار موقعة خسائر بشرية كبرى. إلا أن قوات النظام كثفت وتيرة قصفها المدفعي منذ الأسبوع الماضي، متسببة بسقوط قتلى. بالإضافة الى جسرين، استهدفت قوات النظام الثلاثاء بلدة مسرابا بالقذائف، ما تسبب بمقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفلة، بحسب المرصد. وتظهر مقاطع فيديو لفرانس برس من مسرابا، مسعفين وشباناً يعملون على نقل جثتين موضوعتين داخل أكياس بيضاء بلاستيكية، تعودان لوالد وابنه من داخل قاعة توجد فيها طاولات حديدية على شكل أسرّة. وكتب على كيس إحدى الجثتين اسم القتيل وتاريخ مقتله. وفي الخلفية، كان قريب لهما يقول بانفعال "لينتقم الله من كل ظالم". في مدينة حرستا المجاورة، وثق المرصد أيضاً إصابة عشرة أشخاص بجروح الثلاثاء بينهم خمسة أطفال، في قذائف لقوات النظام سقطت في محيط مدرسة. وتأتي حصيلة الثلاثاء بعد يومين من مقتل 11 مدنياً بينهم صحافي معارض، في قصف استهدف مدينتي حمورية وسقبا في الغوطة الشرقية. وتحاصر قوات النظام منذ أربع سنوات الغوطة الشرقية، حيث يعيش نحو 400 ألف شخص في ظل ظروف إنسانية صعبة للغاية. ويعاني أكثر من 1100 طفل وفق منظمة يونيسف من سوء تغذية حاد. وتوفي طفلان رضيعان قبل أكثر من أسبوع جراء أمراض فاقمها سوء التغذية بينهما الرضيعة سحر ضفدع (34 يوماً) التي التقط مصور متعاون مع فرانس برس صوراً ومشاهد صادمة لها تصدرت وسائل الاعلام حول العالم عشية وفاتها. ودخلت الاثنين قافلة مساعدات محملة بمواد غذائية الى مناطق في الغوطة الشرقية هي الأولى منذ أيلول/سبتمبر. وتزامن القصف الثلاثاء مع انعقاد اليوم الثاني من جولة المحادثات السابعة التي تستضيفها أستانا بين ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة. وتركز هذه الجولة بشكل خاص على مسائل عسكرية وتقنية بالاضافة الى الوضع الانساني. ومن المتوقع أن يصدر عنها بيان في وقت لاحق.عبد المنعم عيسى مع حسن محمد في مسرابا © 2017 AFP
مشاركة :