أظهر استطلاع حديث للرأي أن النفط سيواصل الارتفاع على الأرجح في 2018، وإن كان سيمر بفترات تقلب، حيث سيبدد التمديد المتوقع لقيود الإنتاج التي تقودها أوبك إثر ارتفاع الإنتاج الأمريكي.ورفع المحللون توقعاتهم لسعر النفط الخام، حيث تلقت توقعات تمديد خفض إنتاج النفط دعماً من تصريحات مسؤولين في السعودية أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).يبلغ مستوى التزام أوبك باتفاق خفض الإمدادات أكثر من 80% حالياً.ويُعقد الاجتماع التالي للمنظمة في نوفمبر/ تشرين الثاني، ومن المتوقع أن تمدد أوبك ومنتجون آخرون من بينهم روسيا تخفيضات الإنتاج التي تصل إلى نحو 1.8 مليون برميل يومياً، بعد موعد النهاية المقرر في مارس/ آذار 2018.وتوقع المسح الذي شمل 35 محللاً أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 53.25 دولار للبرميل في 2017 ارتفاعاً من 52.60 دولار للبرميل في توقعات الشهر الماضي. وزادت العقود الآجلة لخام برنت نحو 17% في الشهرين الماضيين، وبلغت في المتوسط 53 دولاراً للبرميل هذا العام.ومن المتوقع أن يبلغ متوسط سعر برنت 55.71 دولار للبرميل في 2018 حسبما أظهره استطلاع الرأي.وساعدت التوقعات بإعادة فرض عقوبات أمريكية على إيران، إضافة إلى التوترات في العراق، حيث يضغط إقليم كردستان الواقع شمال البلاد من أجل الاستقلال، في رفع الأسعار وفقاً للمحللين.لكن بعض المحللين قالوا إن العقوبات الجديدة لن تقود إلى كبح الصادرات الإيرانية بشكل مستدام؛ لأن أوروبا وروسيا لن تؤيدا تلك العقوبات على الأرجح.ويتوقع المحللون أن يبلغ متوسط نمو الطلب على النفط لما تبقى من 2017 وعلى مدى 2018 نحو 1.5 إلى 1.7 مليون برميل يومياً بقيادة دول آسيوية مثل الصين والهند بشكل أساسي.وبلغت الصادرات الأمريكية مستويات قياسية مرتفعة هذا العام، ومن المتوقع استمرار هذا الاتجاه.وقالت دانييلا كورسيني الخبيرة الاقتصادية المتخصصة في أسواق السلع الأولية لدى إنتيسا سان باولو في ميلانو، «صادرات الخام الأمريكية من المرجح أن تستمر في النمو، خلال السنوات القادمة، وآسيا هي أرض المعركة الأكثر سخونة فيما يتعلق بالحصة السوقية. نتوقع زيادة تدفقات الخام الأمريكي باتجاه آسيا».وأضافت: «منتجو الشرق الأوسط وبخاصة السعودية سيردون من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع المستهلكين الرئيسيين في آسيا».في السياق نفسه، تماسكت أسعار النفط وسط قيام المتعاملين بالبيع لجني الأرباح، إثر مكاسب استمرت لأيام ومع انحسار توقعات ارتفاع السوق، التي دفعت خام برنت فوق الستين دولاراً للبرميل، وذلك بفعل احتمالات زيادة الصادرات الأمريكية. وقال المتعاملون، إن برنت تأثر أيضاً بخطوة العراق لزيادة صادرات النفط من موانئ الجنوب 220 ألف برميل يومياً إلى 3.45 مليون برميل يومياً، من أجل تعويض التعطيلات في إمدادات حقول كركوك الشمالية، حيث تماسكت العقود الآجلة عند 60.90 دولار للبرميل، فيما تراجع الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط سنتاً واحداً عن الإغلاق السابق إلى 54.14 دولار للبرميل. لكن ذلك يظل قرب أعلى مستوى منذ فبراير/ شباط، ومرتفعاً نحو 28 في المئة منذ أدنى مستوى لعام 2017 المسجل في يونيو/ حزيران. وقال المتعاملون، إن هناك بيعاً لجني الأرباح بعد ارتفاع أسعار الخام نحو 5% في أكتوبر/ تشرين الأول.من جهة ثانية، قال بريان جيلفاري المدير المالي لشركة «بي.بي»، إن الشركة تعمل على أساس افتراض بأن يبلغ متوسط أسعار النفط 50 إلى 55 دولاراً للبرميل في العام المقبل، مع عودة المخزونات العالمية تدريجياً إلى مستوياتها الطبيعية.وقال جيلفاري، إن اتفاق أوبك وكبار منتجي النفط الآخرين على الحد من الإنتاج من أجل تقليص تخمة المعروض بدأ يؤتي ثماره، لكنه استبعد أن تظل الأسعار عند مستوياتها الراهنة فوق 60 دولاراً للبرميل.وأبلغ رويترز في مقابلة إثر إعلان بي.بي ارتفاع أرباح الربع الثالث من العام لمثليها «بنهاية العام القادم سنعود إلى مستوى مخزونات طبيعي أكثر. سيظل الطريق وعراً خلال العام القادم، ولا أفترض مستويات الأسعار تلك للعام القادم».وقال، «أعتقد أن 50 إلى 55 دولاراً هو افتراض جيد للعام القادم».وأضاف أن أنشطة بي.بي ستكون رابحة في 2018 عند 50 دولاراً للبرميل وربما 45 دولاراً. وقال، إن الشركة تعمل على خفض مستوى التعادل إلى 35 دولاراً للبرميل في المدى الطويل.وحققت بي.بي صافي ربح قدره 1.87 مليار دولار، فيما يتجاوز توقعات المحللين لصافي ربح قدره 1.58 مليار دولار.(وكالات)شركتا نفط صينيتان تسجلان أرباحاً قياسيةسجلت شركتا النفط الصينيتان العملاقتان بتروتشاينا وسينوبك أرباحاً صافية قوية في الفصل الثالث مدفوعة بطلب محلي قوي.وقالت بتروتشاينا المملوكة من الحكومة إن الأرباح الصافية في فترة يوليو/ تموز إلى سبتمبر/ أيلول بلغت 4,69 مليار يوان (706,4 مليون دولار)؛ أي بزيادة أربع مرات تقريباً عن نفس الفترة من العام الماضي.أما سينوبك، أكبر مصفاة نفط في العالم والمملوكة من شركة «الصين للبتروكيماويات» (تشاينا بتروكيميكالز) والمدرجة أيضاً في البورصة، فقالت إن أرباحها الصافية ارتفعت بنسبة 12,77 % على أساس سنوي في الفصل نفسه، وبلغت 11,49 مليار يوان.وعزت سينوبك «النتائج المذهلة» إلى نمو اقتصادي مستقر في الصين، شجع زيادة الاستهلاك المحلي للمنتجات النفطية المكررة، وارتفاع الطلب على البنزين والمازوت والغاز الطبيعي.وقال المحللون إن قطاع التكرير لدى سينوبك سجل خسائر في مراحل الإنتاج الأولى بسبب ارتفاع أسعار النفط.وقالت آنا يو المحللة لدى مركز الأبحاث الدولي «آي. سي. بي. سي»، إن «خسائر سينوبك المسجلة في المراحل الأولى تقلصت مع ارتفاع أسعار النفط ببطء». (أ. ف. ب)
مشاركة :