لم تتأخر الشركات الإسرائيلية في إبداء رغبتها بموطئ قدم في مشروع المدينة الذكية السعودية «نيوم»، التي أعلن عنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأسبوع الماضي، بكلفة 500 مليار دولار. صحيفة «جيروسالم بوست» الإسرائيلية الناطقة بالإنجليزية، الأسبوع الماضي، خصصت مساحة لتقرير يتحدث عن سعي إسرائيل عبر قطاعها الخاص للمشاركة في استثمارات متنوعة في «نيوم».وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إنها علمت من شركات عاملة في السوق المحلي، عن محادثات بينها وبين صندوق الاستثمارات العامة السعودية (بمثابة الصندوق السيادي)، للدخول في المشروع. ومشروع «نيوم» هو مدينة ذكية، سيتم بناؤها لتصبح وجهة حيوية جديدة، تقع شمال غرب المملكة وتمتد إلى مصر والأردن، وستجمع أفضل العقول والشركات لتخطي حدود الابتكار إلى أعلى المستويات. وستنشط المدينة الذكية، في تطوير عدة قطاعات، هي: مستقبل الطاقة والمياه، مستقبل التنقل، مستقبل التقنيات الحيوية، مستقبل الغذاء، مستقبل العلوم التقنية والرقمية، مستقبل التصنيع المتطور، مستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، مستقبل الترفيه، مستقبل المعيشة. وبدأ العمل في مشروع «نيوم»، بإجراء المملكة مشاورات واجتماعات مع مستثمرين محليين ودوليين، على أن تنتهي المرحلة الأولى للمشروع بحلول 2025. حضور إسرائيلي مسؤول في القطاع الخاص السعودي، رفض الكشف عن اسمه، أشار للأناضول باستحالة الإعلان عن حضور إسرائيلي في المشروع السعودي، «طالما تبقى العلاقات الدبلوماسية العلنية معدومة بين البلدين». المسؤول الذي أرجع عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع، أضاف أن أي حضور إسرائيلي مستقبلي في «نيوم» قد يكون سرياً، ومقتصراً على القطاع الخاص في كلا البلدين. ومنذ احتلال إسرائيل لفلسطين عام 1948، لم يسبق لدول الخليج أن أقامت علاقات دبلوماسية رسمية وعلنية على الأقل، مع تل أبيب. لكن جغرافية المكان الذي ستقام عليه المدينة الذكية التي تتجاوز مساحتها 26 ألف كم مربع، تعد نقطة حيوية تجارية للدول العربية الثلاث (السعودية ومصر والأردن)، ولإسرائيل. ويمتد المشروع من شمال غرب المملكة ويمتد إلى العقبة الأردنية (أقصى الجنوب)، ومنطقة شمال شرق مصر، إذ تعد المنطقة نقطة عبور للتجارة بين الشرق والغرب. ولفت المسؤول السعودي، الذي لم ينكر تفوق إسرائيل (تعد أكثر من 8.2 ملايين نسمة) في القطاعات التي تستهدفها المملكة بالمشروع، إلى أن الرياض بدأت بالفعل محادثات مع شركات عالمية للعمل في المشروع. الشركات الإسرائيلية لكن «جيروسالم بوست» أوردت على لسان «إيريل مارغليت»، وهو رجل أعمال إسرائيلي بارز، وجود فرص عمل للشركات الإسرائيلية في المشروع. وأضاف مارغليت الذي زار دولاً خليجية مؤخراً: «ما لا يفهمه القادة السياسيون أن الأمور لن تحدث (تطبيع العلاقات)، ما لم يكن هناك فرص عمل اقتصادية مشتركة». «حقيقة إن الأمير محمد بن سلمان جاء بمشروع للتعاون الإقليمي.. إنه يعطي دعوة للإسرائيليين للتحدث باسم التعاون الاقتصادي الإقليمي من خلال مفهوم الابتكار»، يقول مارغليت. تفوق عالمي على مدى سنوات طويلة، ضخت الحكومة والقطاع الخاص الإسرائيليين أكثر من 20 مليار دولار في صناعة التكنولوجيا، حتى وصلت إلى مرحلة متقدمة اليوم. هاني العلمي، وهو رجل أعمال بارز في قطاع الاتصالات الفلسطيني، يقول إن الشركات الإسرائيلية قادرة على دخول «نيوم» وقتما تشاء، بفضل الأدوات التي تملكها. العلمي (47 عاماً ومالك لشركة تزويد خدمات الإنترنت في فلسطين)، قال إن الشركات الإسرائيلية، تملك أفضل أدوات لصناعة تكنولوجيا المستقبل، وهو ما تركز عليه «نيوم». وزاد: «على الأقل سيكون للشركات الإسرائيلية، الحاملة لجنسيات أجنبية، حضور في المشروع المرتقب.. الشركات الإسرائيلية متفوقة في السايبر وإنترنت الأشياء الذي يغزو العالم اليوم». «الأهم -وهو أمر واقع بعيد عن العاطفة- أن إسرائيل اليوم تملك مفاتيح أمن المعلومات حول العالم.. ومن يملك أمن المعلومات امتلك التكنولوجيا». وبلغ إجمالي صادرات صناعة التكنولوجيا فائقة التطور (الهايتك) من إسرائيل، نحو 28.3 مليار دولار خلال العام الماضي 2016، صعوداً من 23.4 مليار دولار في العام السابق له.;
مشاركة :