نيويورك (أ ف ب) - قتل ثمانية أشخاص واصيب 11 آخرون بجروح في جنوب مانهاتن الثلاثاء في "عمل ارهابي" نفّذه سائق شاحنة صغيرة دهس حشدا من المارة وسائقي الدراجات الهوائية وصدم حافلة مدرسية قبل ان تطلق الشرطة النار عليه وتعتقله، كما اعلنت السلطات في نيويورك. وهي المرة الاولى منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 التي يسقط فيها قتلى في هجوم ارهابي في نيويورك. ولدى خروجه من الشاحنة الصغيرة التي تبيّن انها مستأجرة صاح منفذ الهجوم "الله أكبر" وبحسب وسائل اعلام عديدة بينها نيويورك بوست وديلي نيوز، إلا ان هذه المعلومة لم يؤكدها اي مسؤول او مصدر رسمي. وقال رئيس بلدية المدينة بيل دي بلاسيو خلال مؤتمر صحافي عقده في موقع الهجوم في جنوب غرب مانهاتن وشارك فيه كل من حاكم الولاية اندرو كومو وقائد الشرطة جيمس اونيل انه "استنادا الى المعلومات الفورية المتوفرة هذا عمل ارهابي". - "يوم عصيب" - واضاف رئيس البلدية الديموقراطي "هذا يوم عصيب جدا على نيويورك"، مطالبا سكان المدينة بتوخي اليقظة اكثر من العادة والإبلاغ عن اي امر مريب. من جهته وصف الرئيس دونالد ترامب منفّذ الهجوم بأنه "شخص مختل ومريض جدا". وقال ترامب في تغريدة على تويتر انه "في مدينة نيويورك يبدو ان هناك هجوما آخر نفذه شخص مختل ومريض جدا. قوات الأمن تتابع هذا الامر من كثب. ليس في الولايات المتحدة". ولاحقا ربط ترامب بين هجوم نيويورك وتنظيم الدولة الاسلامية مع ان الهجوم لم تتبنه في الحال اي جهة كما لم تنسبه السلطات الى اي تنظيم. وقال ترامب في تغريدة "علينا ان لا نسمح لتنظيم الدولة الاسلامية بالعودة او الدخول الى بلادنا بعدما دحروا من الشرق الاوسط وسواه. كفى!". ووقع الهجوم بعيد الساعة 15,00 (19,00 ت غ) على جادة هيوستن ستريت الرئيسية التي كانت مكتظة في هذا اليوم المشمس بمتنزهين ومتسوّقين كانوا يستعدون لقضاء عيد الهالوين. - مسدس وبندقية - ومنفذ الهجوم الذي لم تكشف هويته حتى الساعة يبلغ من العمر 29 عاما وقد خرج من الشاحنة الصغيرة شاهرا مسدسا وبندقية تبيّن لاحقا انهما وهميان، فاطلق عليه عناصر الشرطة النار واعتقلوه. واستأجر المهاجم الشاحنة من شركة "هوم ديبو" لتأجير السيارات، كما اعلنت الاخيرة، وبدأ هجومه بأن اجتاح اولا الطريق المخصصة لسير الدراجات الهوائية، فسار على هذه الطريق لمسافة كيلومتر واحد تقريبا مطيحا بالدراجين الذين كانوا يسلكونها وبعدد من المارة، قبل ان يصطدم بحافلة مدرسية ويضطر للتوقف، كما اعلن قائد الشرطة في مؤتمره الصحافي. واضاف انه بعد توقف شاحنته خرج السائق شاهرا مسدسا يعمل بالضغط الهوائي وبندقية كرات الطلاء، فاطلق عناصر الشرطة النار عليه واعتقلوه وحينها تبين لهم انه اصيب بالرصاص في بطنه. واوضح قائد الشرطة ان المهاجم نقل الى المستشفى حيث يتعالج حاليا، من دون ان يوضح مدى خطورة اصابته. من جهته قال جهاز الاطفاء في نيويورك ان حصيلة الهجوم بلغت ثمانية قتلى و11 جريحا، مشيرا الى ان الاصابات "بالغة" لكنها لا تهدد حياة اي من الجرحى. وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض ساره ساندرز ان "افكارنا وصلواتنا مع المصابين" في الهجوم. - ماكرون يتضامن - وعلى صعيد ردود الفعل الدولية كان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اول المتضامنين مع الولايات المتحدة، اذ اكد في تغريدة على تويتر مخاطبا الشعب الاميركي ان "نضالنا من اجل الحرية يوحّدنا اكثر من اي وقت مضى". واضاف "اعبّر عن مشاعر فرنسا وتضامنها مع نيويورك والولايات المتحدة". ويعود آخر هجوم مماثل في نيويورك الى 22 أيار/مايو حين دهس عسكري سابق حشدا من المارة على رصيف في ميدان تايمز سكوير مما اسفر عن مقتل شابة واصابة 22 شخصا بجروح. ولاحقا بيّنت التحقيقات ان العسكري السابق منفذ الهجوم يعاني من اضطرابات عقلية. وميدان تايمز سكوير معلم سياحي اول في نيويورك كان هدفا لهجوم احبط في 2010 ويخضع لمراقبة امنية مشددة منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001. اما آخر هجوم جهادي في نيويورك فيعود الى 17 ايلول/سبتمبر 2016 حين زرع شاب اميركي من اصول افغانية يدعى احمد رحيمي عبوتين ناسفتين في حي تشيلسي الراقي فانفجرت واحدة فقط مما اسفر عن اصابة 30 شخصا بجروح طفيفة. ورحيمي، الذي زرع ايضا قنابل في نيوجيرسي، ادين في منتصف تشرين الاول/اكتوبر الجاري امام المحكمة الفدرالية في مانهاتن بالتهم الثماني التي وجهت اليه، وهو ينتظر الآن صدور العقوبة بحقه، وهي ستكون على الارجح السجن المؤبد. © 2017 AFP
مشاركة :