التغيرات التي تطرأ على صناعة السيارات بوتيرة متسارعة حالياً دفعت الشركات إلى البحث عن حلول جذرية لقضايا ملحّة منها الدفع الكهربائي والقيادة الذاتية والمشاركة في السيارات وغيرها. لاستشفاف هذه المتغيرات كان هذا الحوار مع غاري ويست، مدير حلول التنقل المستقبلية في مجموعة «جنرال موتورز» الذي يعنى بتقنيات المستقبل. أكد ويست أن الشركة أضافت مؤخراً 130 سيارة إلى أسطول القيادة الذاتية في الشوارع الأميركية ليصبح إجمالي العدد 180 تنطلق بلا سائق لاختبار نظم القيادة الذاتية. وأشار ويست إلى أن الشركة تبيع السيارات الكهربائية في العديد من الأسواق إلى جانب السوق الأميركية ومنها كندا وكوريا الجنوبية التي بيعت فيها 400 سيارة بولت كهربائية في غضون ساعتين فقط. وفيما يلي نص الحوار:* ما الجدول الزمني لدى «جنرال موتورز» لإطلاق سيارات ذاتية القيادة؟ وما الأسواق التي ستشهد أول اختبارات تلك السيارات؟- لقد أعلنّا مؤخراً أننا قمنا بتسريع عملية إنتاج سيارة الاختبار ذاتية القيادة شفروليه بولت «إي في» في الولايات المتحدة. وستتم إضافة 130 سيارة إلى أسطولنا الحالي المكوّن من 50 سيارة شفروليه بولت «إي في» ذاتية القيادة، والتي نقوم حالياً باختبارها على طرق عامة ضمن سيناريوهات قيادة واقعية في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، وسكوتسديل بولاية أريزونا، وديترويت في ميشيغان. وبينما تجري الاختبارات بشكل جيد في الولايات المتحدة، فإننا ندرس الخيارات المتاحة لاختبار سيارات ذاتية القيادة في أسواق دولية أخرى، ولكننا نريد أولاً أن نضمن الحصول على نتائج قوية من برنامج الاختبار في الولايات المتحدة.* هل تخطط «جنرال موتورز» لطرح مبادرات التنقل في أسواق خارج الولايات المتحدة قريباً؟- إن مستقبل التنقل مرتبط بالصورة الشاملة، فالتغييرات والمستجدات على مستوى التكنولوجيا والمجتمعات تدفعنا إلى النظر في أكثر من خيار واحد مثل مجال السيارات الكهربائية، والدفع البديل، والقيادة الذاتية، ومشاركة السيارة، والركوب الفوري من أي نقطة على الطريق. وتقوم «جنرال موتورز» بإطلاق هذه التقنيات أولاً في الولايات المتحدة، وبعد ذلك في أسواق أخرى. وعلى سبيل المثال، نحن نبيع حالياً سيارة شفروليه بولت «إي في» في أميركا وكندا وكوريا الجنوبية (حيث تم بيع أول دفعة مكونة من 400 سيارة في غضون ساعتين)، وفي مايو (أيار) من هذا العام بدأنا بيع سيارة أمبيرا - إي في النرويج، ولدينا هناك أكثر من 4000 طلبية في الوقت الراهن. وتتوفر تقنية سوبر كروز، الخاصة بسيارة كاديلاك «سي تي 6» 2018، التي تتيح القيادة على الطرق السريعة دون استخدام اليدين، في أسواق كندا والولايات المتحدة. أما خدمة مافين (MAVEN) الخاصة بمشاركة السيارة، فهي تتيح لأعضائها تحديد موقع السيارة وحجزها وفتحها عن طريق تطبيق الهاتف الجوال، ومن ثم الدفع لقاء الوقت الذي يستخدمون فيه السيارة فقط. وقد تم إطلاق خدمة مافين في 17 مدينة في الولايات المتحدة، وكذلك في أستراليا.* ما إمكانية طرح السيارات الكهربائية في دول مجلس التعاون الخليجي في السنوات القادمة، وما المطلوب من الهيئات الإقليمية لتحقيق ذلك؟- نعتقد أن منطقة الشرق الأوسط تزخر بالإمكانات لاحتضان السيارات الكهربائية على طرقاتها، ويسرّنا أن نرى الحكومات المحلية مثل حكومة دبي تشارك بشكل كبير في مثل هذه المشاريع، حيث تسعى لأن تكون 10 في المائة من السيارات الجديدة كهربائية أو هجينة بحلول عام 2020. ودبي لديها بالفعل نحو 100 محطة شحن مع خطط لإضافة المزيد في المستقبل. ونعتقد أن الجانب المتعلق بإنشاء بنى تحتية لشحن هذه السيارات هو الأكثر أهمية في هذا المجال.* هل تعتقدون أن مفاهيم مشاركة السيارة ونوادي السيارات ستنجح في منطقة ثرية مثل دول مجلس التعاون الخليجي؟- لا شك أن برامج مشاركة السيارات مثل مافين ستكون مناسبة جداً للمنطقة. فجيل الألفية لا يهتم بالملكية الخاصة بقدر الاهتمام بالحصول على تجربة مميزة، وفي الولايات المتحدة، تشكل الحجوزات التي يقوم بها جيل الألفية 75 في المائة من إجمالي الحجوزات على تطبيق مافين. وفي منطقة الشرق الأوسط، لدينا عدد متزايد من الشباب الذين يندرجون ضمن هذه الفئة. إن مثل هذه البرامج تناسب شريحة واسعة من المستخدمين نظراً إلى ما توفره من راحة للمسافرين الراغبين في تأمين سيارة لتنقلاتهم مؤقتاً، أو للأشخاص الذين يبحثون عن وسيلة نقل تربطهم بمحطات النقل العام.* ما تقنيات القيادة الذاتية المستخدمة في أحدث موديلات سيارات «جنرال موتورز» المخصصة للأسواق الإقليمية؟- بالإضافة إلى ميزة سوبر كروز المتوفرة في سيارة كاديلاك «سي تي 6» في الولايات المتحدة وكندا، فإن العديد من موديلات شفروليه وجي إم سي وكاديلاك الموجودة حالياً في أسواق الشرق الأوسط مزودة بخاصيات سلامة معززة بنفس التكنولوجيا الموجودة في السيارات ذاتية القيادة. وتشمل هذه الميزات نظام كروز الفعال، الذي يقوم بتعديل السرعة تلقائياً للمحافظة على مسافة آمنة بين سيارة وأخرى تتقدمها على الطريق، ونظام المحافظة على حارة السير، ونظام الفرملة الأمامية الأوتوماتيكية التي تتوقع الاصطدامات الوشيكة مع السيارات الأخرى أو الأجسام أو المشاة وتقوم بالفرملة الكاملة إن لزم الأمر. وتتوفر هذه الميزات في عدد من أحدث سياراتنا، مثل سيارتي أكاديا ويوكون من جي إم سي، وشفروليه ماليبو، وسيارات كاديلاك. وتتوفر أيضاً تقنيات القيادة شبه الذاتية في خاصيات أخرى مثل ميزة الصف الأوتوماتيكي المتوفرة في سيارة كاديلاك «سي تي إس» منذ عام 2013.* بالإضافة إلى سيارتي بولت وفولت، هل ستقدم «جنرال موتورز» أي موديلات أخرى من السيارات الكهربائية في المستقبل؟- نحن نركز على سيارة بولت «إي في» الحائزة على الجوائز، وسيارة فولت الكهربائية الهجينة. ومع ذلك، ورغم قناعتنا الراسخة بالمستقبل الواعد للسيارات الكهربائية، فإننا نبحث عن أساليب أخرى لتشغيل سياراتنا. فعلى سبيل المثال، احتفلنا العام الماضي بمرور 50 عاماً على تطوير خلية الوقود الهيدروجيني، وكشفنا مؤخراً عن مفهوم شاحنة شفروليه كولورادو، التي تعمل بالوقود الهيدروجيني، والتي يقوم الجيش الأميركي بتقييم قدراتها حالياً. ومن هنا يمكن القول بأن الاحتمالات المتاحة في هذا المجال غير محدودة.
مشاركة :