المثاليات الزائفة أذى، يجب إزالة أصحابها عن الطريق. قبل 10 سنوات طالبتُ بقتل الحيوانات المفترسة حفاظا على أرواح البشر. قلت نصّا: «أطالب الناس جميعا بقتل الذئاب والضباع والنمور والحيوانات المفترسة أينما وجدوها. اقتلوها أيها الناس فلن ينالكم سوى الأجر والثواب». أحد المثاليين حينها هبّ مذعورا، مصنفا ما أتيت به أنه «عبث بالتوازن البيئي». والحمد لله، أنه كفاني وقتها شرح «التوازن البيئي» الذي يقصده. لقد كان -تخيلوا- يطالب بالحفاظ على الحيوانات المفترسة؛ لأنها تأكل القرود، وبالتالي تحد من انتشارها! نترك الحيوانات المفترسة تصول وتجول في أطراف المدن، وبطون الشعاب والأودية التي يرتادها المتنزهون، حتى لا تتكاثر القرود! لو تركنا المجال لهؤلاء المثاليين لوجدناهم يطالبون أيضا بعدم قتل الثعابين والأفاعي والفئران والعقارب حتى لا يختل التوازن البيئي! في الإطار البيئي ذاته، هناك مثاليون آخرون. الذين يرفضون تحمل مسؤولية الآبار التي تقع ضمن أملاكهم أو قراهم. بعضهم يبرر تركها مكشوفة لأنها بئر جده المرحوم، ولا يمكن دفنها. الحل أن يتم حبسه في بئر جده شهرين، وتنتهي الحكاية! يقول أحدهم: ربما احتجنا للشرب منها يوما ما. هل فات على هذا الأحمق أنه لن يجد في الدلو سوى «جيف الحيوانات النافقة» التي التهمتها هذه الآبار! غير مفهوم أن تُترَك الآبار مكشوفة، وكلما اتسعت فوهتها التهمت السيارات! هكذا يذهب الإنسان في نزهة برية فتنتهي حياته في بئر. نجا شخص من موت محقق قبل فترة حينما هوت به سيارته في إحدى الآبار المكشوفة، وقبلها بفترة نجا شخص آخر بعد أن هوت به سيارته في بئر مهجورة في منطقة صحراوية، وقبل سنة لقي مواطن حتفه في بئر أخرى، والذاكرة تحفظ حوادث مأساوية كثيرة مماثلة!. رجائي من معالي وزير البيئة تشكيل لجنة مشتركة، مهمتها رصد الآبار التي باتت تهدد حياة الأبرياء. نحن في موسم النزهات البرية، ترك هذه الآبار المتناثرة في الصحراء دون علاج حاسم، ودون محاسبة، سيحول الصحراء إلى ما يشبه حقل الألغام!. بإمكاننا دفن هذه المصائد قبل أن تصطاد ضحاياها.
مشاركة :