تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة غداً بالذكرى الثالثة عشرة لتولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، رئاسة البلاد، عندما حمّله المسؤولية أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، وانتخبوه قائداً يكمل المسيرة الظافرة نحو غد أكثر حيوية وإشراقاً، بعد رحيل المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان المؤسس التاريخي للدولة، فقَبِلها سموه واعداً ومصمّماً على تحقيق المزيد من الإنجازات الكبرى، وكان له ما أراد، وما حلمنا به، وأكثر.أوفى القائد بوعوده وزاد، وانتقل بالبلاد في سنوات قليلة من عصر إلى عصر، ومن قرن إلى قرن، فيما يشبه المعجزات، ساعده في ذلك أنه ينهل من المدرسة الفكرية التي أسسها الشيخ زايد وتعلم الجميع فيها، وأنه يملك رصيداً غالياً من المحبة للوطن وللشعب الذي يعيش على أرضه، فكان عمله الدائم موجهاً نحو بناء إنسان جديد نوعي، ووطن يحقق أحلام شعبه، ساعده في إنجاح المسيرة إخوانه الحكام وكبار المسؤولين الذين كانوا معاً يصنعون الإمارات الجديدة.ومهما وصفنا، وأحصينا، وعرضنا من منجزات تحققت تحت قيادة خليفة الحكيمة، فلن نوفي القائد حقه، لكن السعادة التي ترتسم على وجهه في كل مناسبة نحتفل فيها بإنجاز جديد، تؤكد ملحمة الحب الأسطورية التي جمعت، وتجمع باستمرار، شعب الإمارات وقيادته، فقد حدد الجميع الطريق، وآمنوا بقدرتهم على تحقيق كل ما يحلمون به، بعزيمة وإرادة وتصميم لا مثيل له.لقد نجح خليفة في الارتقاء بالمكانة السامية التي وصلت إليها الإمارات في كل المحافل الدولية، كنتاج طبيعي لسياستها الخارجية القائمة على احترام الآخرين، وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية، حتى أصبح أبناء الإمارات يدخلون أغلبية دول العالم بلا تأشيرة، إلى جانب دعمها لكل منظمات الأمم المتحدة، خاصة تلك التي تعنى بمساعدة الدول النامية والشعوب الفقيرة، وتقديمها المساعدات السخية للدول المتضررة من الكوارث الطبيعية والحروب، وتلك التي تعاني شحّ الإمكانات، فزادت محبة العالم للإمارات وقيادتها وشعبها، وثقة بسياسة هذه الدولة المحبة للإنسانية، والداعمة للسلم والأمن الدوليين.وعلى صعيد العلاقات الإماراتية - العربية، فقد أرسى سموه مبادئ ترتقي بالروابط العربية، وتستهدف تحقيق التكامل العربي، والاتفاق العربي، نقيضاً للخلافات والحروب والمعارك التي تستنزف طاقات الأمة لمصلحة أعدائها، وعلى حساب شعوبها المغلوبة على أمرها، وساهمت الدبلوماسية الإماراتية في حل الكثير من المشاكل بين الدول العربية، كما أنها وقفت بصلابة إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ورفض احتلال العراق للكويت، وما يتعرض له الشعب اليمني الشقيق من ظلم ودمار رهيب من قبل فئات من داخله، وكانت في كل المواقف القومية نصيراً للشعوب، وعاملاً مساعداً على إنهاء الأزمات والحروب، والقضاء على الاختلافات.أما على الصعيد الوطني فحدّث ولا حرج، فأيادي خليفة ــ المعمرة والمبتكرة ــ بصماتها في كل مكان، وفي السنوات القليلة الماضية، باتت الإمارات دولة عصرية، تكنولوجية، تؤسس للفضاء، والمستقبل، ولما بعد عصر النفط، وتستثمر في إنسانها الذي يبني وينطلق نحو المجد بصاروخ لا يعرف التوقف في محطات.الإمارات تجددت وزادت قاعدتها صلابة، فهي تستعد لاستقبال إكسبو 2020، والاحتفال بيوبيلها الذهبي إنجازات في كل المجالات، وتعدّ علماءها وكوادرها ومشروعاتها لإنتاج الطاقة النووية، وهي ماضية في مشروع قمرها الصناعي إلى المريخ للاستكشاف والاستيطان، وتخوض ثورة التعليم والبحث العلمي وتستثمر فيه بإمكانات هائلة لأنها تستهدف الوصول بإنسانها إلى أعلى درجات الرقي والسمو والتأهيل والفكر النوعي المتفرد والكفاءة العملية النادرة.مشروعات عملاقة تنظر إلى المستقبل بعيون الحاضر نعم، لكن بفكر مستنير يسبق عصره وأوانه، بفضل قيادته الحكيمة المخلصة لوطنها وشعبها وأمتها، التي بنت المدارس والجامعات والمستشفيات، والمطارات والموانئ والطرق، وكل ما في البلاد يدل على مدى ارتباط الإمارات بعصرها، حتى باتت حلم شباب العالم، يتمنون العيش والعمل فيها، لجمال ما صنعه الإنسان من إنجازات، والحياة الوادعة الآمنة بلا صراعات ولا مشاكل، يحكم القانون كل شاردة وواردة، ولا سلطة فوق سلطته.خليفة يقود المسيرة بحكمة واقتدار، بدعم من الجميع، ولذلك الكل يحدوه الأمل في تحقيق المزيد من الإنجازات التي تعود بالخير الوفير على الشعب الإماراتي المخلص لقيادته ووطنه، والذي يستحق المزيد من رغد العيش، والمكانة الدولية الفريدة.
مشاركة :