المحرر حسرة وخيبة أمل يعيشها المستثمرون في الأسهم المحلية وهم يرون بأعينهم الاحتفالات التي تعم صالات التداول في أسواق المال الأمريكية والأوروبية والآسيوية، في عرس متواصل منذ شهور، وفي الأسواق الأمريكية منذ ما قبل الانتخابات الرئاسية وتواصلت بعد فوز ترامب.لسان حال المستثمرين يسأل، لماذا نحن محرومون من هذا الاحتفال؟ فالنفط في أعلى مستوياته منذ أكثر من عامين، والاقتصاد الوطني يثبت يومياً قوّة ومتانة وقدرة على النمو، فلماذا لا تعكس الأسهم حقيقة الاقتصاد والفرص الكامنة وراء الاستراتيجيات الوطنية؟البنوك وكبرى الشركات أعلنت عن نتائج جيدة، والقطاعات الرئيسية جميعها مبشرة، لجهة الاستثمارات العقارية المتواصلة والكشف عن مشروعات جديدة أو لجهة أعداد الزوار والمسافرين. فأين الخلل؟في الأسواق العالمية، تتحرّك الأسهم والمؤشرات على وقع البيانات، نزولاً وصعوداً، أمّا نحن فأسواقنا لم تعد تعير أي اهتمام للبيانات والمؤشرات المالية والاقتصادية من أي جهة أتت، فلا نتائج الشركات محرّك للسيولة، ولا البيانات الاقتصادية ذات تأثير يذكر.لنأخذ مثالاً مؤشر داو جونز، الذي يحقق أرقاماً قياسية متتالية، وارتفع أكثر من 19% منذ انتخاب ترامب، وكذلك شهدنا مستويات قياسية لـ «ناسداك» و«إس آند بي» وفي أوروبا أيضاً لمؤشر «داكس» الألماني، فيما المؤشرات الأخرى تحلّق عند مستويات مرتفعة، فأين نحن من كل ذلك؟بالأمس رفع صندوق النقد توقعات النمو لدولة الإمارات وأبدى نظرة متفائلة بالاقتصاد الوطني، و«البنك الدولي» من جهته كشف عن تقدّم قوي للدولة في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال، ما يعني أن الفرص قوية لجذب المزيد من الاستثمارات، وأشاد البنك بالقفزات التي حققتها العديد من الدوائر، كل ذلك لم يحرّك الأسهم الإماراتية. فما الذي سيحرّكها إذن؟ لا نرى سوى ركود السيولة وشح التداول.حسرة 1.8 مليون مستثمر في أسواقنا مضاعفة اليوم، فعندما تراجعت الأسواق العالمية، انهارت أسهمنا، وقيل يومها إن أسواق الإمارات أصبحت مرتبطة عضوياً بالأسواق العالمية، فأين هذا الارتباط العضوي الآن يا ترى؟الأسواق الحقيقية العميقة تتفاعل مع البيانات وتعكس حقيقة الاقتصاد والشركات والأداء، أما أسواقنا فيبدو أنها في غيبوبة..!!
مشاركة :