تحل اليوم الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم الذي تحتفل به بريطانيا وإسرائيل، وسط غضب فلسطيني وعربي دفع وزير الدولة للشؤون الخارجية معالي الدكتور أنور قرقاش للقول في تغريدة على «تويتر»، إنه «في الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، تمنينا، في الحد الأدنى، ألا تحتفي بريطانيا بوثيقة وسياسة أدت إلى النكبة الكبرى للشعب الفلسطيني». وقبل 100 عام أصدر اللورد جيمس بلفور وعداً لوزير الخارجية البريطانية آنذاك للبارون اليهودي روتشيلد، تعهد فيه بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، والذي أدى إلى احتلال وطن والتنكيل بشعب بأكمله وتهجيره في أصقاع الأرض. واستنكرت الفصائل والرئاسة الفلسطينية الاحتفاء بالوعد بعد رفض بريطانيا طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالاعتذار عنه، والإصرار على الاحتفال هذه المرة بالوعد المشؤوم مع إسرائيل، متحدية مشاعر الفلسطينيين. وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن بلادها ستحتفل «بافتخار» بوعد بلفور. وقالت «نحن فخورون بالدور الذي لعبناه في إقامة دولة إسرائيل وبالتأكيد سنحتفل بالمئوية بافتخار». الجامعة وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن تورط بريطانيا في إعطاء «وعد بلفور» لا ينبغي أن يُمثل أبداً مناسبة للاحتفال أو أن يكون سبباً للشعور بالفخر أو التباهي لأنه يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق شعبٍ بأكمله. جاء ذلك وفق بيان للجامعة، خلال لقاء أبو الغيط مع سفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية جمال الشوبكي. وأكد أبو الغيط، خلال اللقاء، على ما سبق وأن أعرب عنه من أن «خطاب بلفور» وما فيه من تعهدات إنما يُمثل ذروة الانحياز الدولي ضد الشعب الفلسطيني، ويُعد تجسيداً لعدم الاكتراث بحقوقهم التاريخية في أرض فلسطين. وينظم الفلسطينيون اليوم تظاهرة في مدينة رام الله، في إطار حملتهم التي دعوا فيها بريطانيا للاعتذار عن الوعد المشؤوم. وقال مسؤولون انهم يفكرون في مقاضاة بريطانيا بسببه. ويرى المحلل السياسي رجب أبو سرية، أن بريطانيا تحاول التقرب من إسرائيل التي باتت في عالم السياسية اليوم أهم من بريطانيا نفسها، وليس أدل على ذلك من قدرة إسرائيل على الولوج داخل مؤسسات اتخاذ القرار في الولايات المتحدة والتأثير على السياسة الخارجية الأميركية أكثر مما يمكن لبريطانيا نفسها أن تفعل. فبريطانيا نفسها تعاني من حالة عزلة في الاتحاد الأوروبي. وطالب أبو سرية بالبدء بحملة شعبية ورسمية تندد بالوعد المشؤوم وموقف تيريزا ماي الصلف والمقيت، يرافقها إطلاق حملة مقاطعة البضائع البريطانية في كل العالم العربي والإسلامي، ومطالبة جامعة الدول العربية بموقف رسمي يهدد بريطانيا بمقاطعتها دبلوماسياً واقتصادياً ما لم تتراجع عن الاحتفال وتعتذر عن وعدها المشؤوم. من جهته، اعتبر أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم، تصريحات ماي عن احتفال بريطانيا بالذكرى المئوية لصدور وعد بلفور، ينم عن جهل بحقائق التاريخ ووقاحة سياسة، وإصرار على تأييد الجريمة التي وقعت بحق الشعب الفلسطيني. وقال المحلل السياسي د. جمال أبو نحل، أن رسالة ماي بالاحتفال ودعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو هي قمة الاستخفاف بالحق الفلسطيني وبالعرب والمسلمين، وهي موجهة للجميع في الوطن العربي بأن عقلية بريطانيا الاستعمارية القديمة، لا تزال بعد قرن تعيش في عقول القادة الجدد لبريطانيا. وأضاف أن تصريحات ماي «شرعنة للاحتلال مجدداً ورسالة للجميع بأن المشروع الاستعماري لا زال قائماً، وهي زرعت الكيان ليكون خنجراً مسموماً في قلب الوطن العربي».
مشاركة :