صنعاء - أ ف ب: قتل 30 يمنياً أمس في غارة جوية أصابت سوقاً شعبياً في شمال اليمن نفذها إلى التحالف العسكري بقيادة المملكة السعودية. وقال أطباء في منطقة الغارة إن 17 شخصاً آخر أصيبوا في الضربة التي استهدفت سوق علاف في مديرية سحار بمحافظة صعدة الشمالية، معقل الحوثيين في شمال اليمن الغارق في نزاع مسلح منذ سنوات. وذكرت وسائل إعلام أن جميع الضحايا مدنيون، ونشرت صوراً لجثث متفحمة قالت إنها لقتلى الغارة، بينما أعلن التحالف العسكري بقيادة الرياض أنه فتح تحقيقاً في التقارير حول الغارة، وأوضحت وكالة الأنباء «سبأ» أن «غارة طيران العدوان السعودي أصابت مقراً مكتظاً بالعمال وأصحاب البسطات والمحلات التجارية وسط السوق» في سحار. ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعاً دامياً بين المتمرّدين الحوثيين والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمرّدين المتحالفين مع مناصري الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح في سبتمبر من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيداً مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية. وخلّف النزاع أكثر من 8650 قتيلاً وأكثر من 58 ألف جريح بحسب أرقام الأمم المتحدة، وتسبّب بانهيار النظام الصحي، وتوقف مئات المدارس عن استقبال الطلاب، وانتشار مرض الكوليرا، وأزمة غذائية كبرى. وفي أكتوبر 2017 أدرج التحالف العسكري على لائحة سوداء للأمم المتحدة جراء «قتل وتشويه 683 طفلاً» خلال الحرب في اليمن العام الماضي، بحسب ما جاء في تقرير نشرته المنظمة الدولية ورغم الاتهامات بوقوفه خلف الغارة، رفض التحالف تبني الضربة الجوية معلناً أنه يحقق في المسألة. وقال المتحدث الرسمي العقيد الركن تركي المالكي في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن قيادة القوات المشتركة للتحالف «تابعت باهتمام ما تمّ تداوله في بعض وسائل الإعلام بادعاء استهداف قوات التحالف لسوق علاف بمديرية سحار في محافظة صعدة». وتابع إن قيادة التحالف «تقوم بمراجعة إجراءات ما بعد العمل لعملياتها المنفذة كافة وخصوصًا مكان وزمان الحادث محل الادعاء»، مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان عن النتائج الأولية «حال الانتهاء من إجراءات المراجعة الشاملة والتدقيق العملياتي». وأظهرت صور التقطها مصوّر فرانس برس جثثاً على الأرض فوق أكياس بلاستيكية بيضاء خارج مسجد في منطقة الغارة، وجثة طفل غطت الدماء وجهه. وأظهرت صور أخرى محاولات انتشال أشخاص من بين أنقاض مبنى، وفجوة كبيرة في أرض رمليّة بدأت وكأنها موقع الضربة وإلى جانبها بقايا أثاث.
مشاركة :