نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA الأربعاء مئات آلاف الوثائق التي استحصلت عليها بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، عام 2011. وتُظهر إحدى الوثائق معلومات كتبها قيادي لم يُكشف عن اسمه يعرض فيها العلاقات مع إيران وحزب الله وتقلبها بعد سقوط إمارة طالبان. وقال كاتب الوثيقة التي لم تتضح هويته، إن الهدف من كتابتها هو شرح كيفية تعامل من وصفهم بـ"المجاهدين" مع "النظام الرافضي الإيراني، وكيف ينظرون إليه في الحال والاستقبال" على حد تعبيره. وتحمل الوثيقة تاريخ عام 1428 هجرية، الذي يوافق عام 2008 للميلاد. وبدأ الكاتب بمقدمة كشف فيها أن قيادات التنظيم لم تكن تتوقع مستوى الرد الأمريكي على هجوم 11 سبتمبر وأنهم كانوا يترقبون ضربات محدودة، مع تأكيده على أنه لم يتوصل إلى معرفة طبيعة ما كان بن لادن نفسه يتصوره. وتحدث الكاتب أيضا عن تدارس عدد من كبار قادة القاعدة لما يمكن عمله تحت ضغط القصف الأمريكي الشديد، فكشف أن البعض طرح "محاولة الاتصال بحزب الله في لبنان، وذكر بعضهم أن حزب الله فعل أرسل مندوبا.. وعرض أي مساعدة لإيواء الإخوة" وفق تعبيره، في حين اقترح أبو مصعب السوري الاتصال بنظام صدام حسين في العراق، لكن الاقتراحين قوبلا بالرفض من المجتمعين. ويتطرق الكاتب بعد ذلك إلى إيران ونظامها السياسي، قائلا إنهم "شيعة رافضة اثنا عشرية إمامية" ومعتقدهم بالنسبة للسنة والسلفيين "واضح معروف، وطموحهم للسيطرة على العالم الإسلامي" مضيفا: "ومع ذلك فإنهم على أتم الاستعداد للتعاون حتى مع أكثر الناس سلفية و وهابية حيثما رأوا أن هذا التعاون والتعامل يحقق لهم مصلحة ولو مؤقتة، ثم ينبذونه في الوقت المناسب." وبحسب الكاتب فإن الإيرانيين على استعداد لدعم كل من يريد ضرب أمريكا لكنهم يخافون من وقوع أدلة على ذلك بيد واشنطن، مضيفا أنهم عرضوا على بعض السعوديين دعمهم بالمال والسلاح و"تدريبهم في معسكرات حزب الله في لبنان، مقابل ضرب مصالح أمريكا في السعودية والخليج." ويروي الكاتب بعد ذلك دخول عناصر القاعدة إلى إيران بموافقة السلطات الإيرانية وتجمع الكثير منهم بمدينة زاهدان، لكنه يتهم العناصر بخرق الاتفاقيات مع الجانب الإيراني من خلال الظهور والتجمع علنا ومحاولة الاتصال بالخارج عبر الانترنت، ما كشف وجودهم للأمريكيين ودفع السلطات الإيرانية لتنفيذ حملة توقيفات في صفوفهم. ووفقا للكاتب، فقد كان تعامل الإيرانيين جيدا مع عناصر القاعدة بعد القبض عليهم، وظل الوضع كذلك حتى دخول القوات الأمريكية إلى العراق وسقوط نظام صدام حسين وبروز دور القاعدة بالعراق وزعيمها أبومصعب الزرقاوي، عندها بات الإيرانيون يحتفظون بالعناصر الجهادية "ورقة عندهم." (طالع الوثيقة)
مشاركة :