قصة افتتاح صاحب وعد بلفور للجامعة العبرية بفلسطين: مظاهرات حاشدة بالقاهرة لحضور مثقف مصري

  • 11/2/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لا تكاد تخلو مدينة، أو شارع في إسرائيل من اسم بلفور. اسم «آرثر بلفور» الذي ساهم بوعده عام 1917 إلى اللورد روتشيلد رئيس الاتحاد الصهيوني في بريطانيا، بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، موجود في كل مكان تقريبًا، ولما لا وهو صاحب وعد بلفور الشهير. وولد آرثر جيمس بلفور عام 1948، ببلدة صغيرة في أسكتلندا، عاش حياته كلها عازبًا دون زواج، أو أبناء، وتوفي عام 1930 عن عمر يناهز 81 عامًا، ودفن في جنازة مهيبة بمسقط رأسه في بلدة East Lowden بجنوب شرق إنجلترا، بعد أن شغل منصب رئيس وزراء بريطانيا منذ عام 1902 حتى عام 1905، ثم أصبح وزيرًا للخارجية بين عامي 1916 و1919، وهي الفترة التي أصدر خلالها وعد بلفور الشهير. أطلقت إسرائيل المحتلة بعض طوابع البريد التي تحمل صورته عام 1967، بمناسبة مرور 50 عامًا على وعده الشهير، كما حملت قرية اسمه بالقرب من مدينة الناصرة، تقع بجوار مدينة «العفولة» بالجبل الأعلى. لم يزر «بلفور» فلسطين سوى مرة واحدة فقط عام 1925 عند افتتاح الجامعة العبرية، حيث وصل إلى فلسطين بالقطار، بعد احتجاجات شعبية عارمة بمصر، ووصل في البداية إلى مستطونة صهيونية تسمى «قارا»، واستُقبل هناك بحفاوة شديدة، ثم انتقل إلى المدينة اليهودية العصرية الجديدة تل أبيب. وكانت الجامعة العبرية، والتي  افتتحت عام 1925، وبدأ إنشاءها بعد وعد بلفور بعام واحد في سنة 1918،  وكان من ضمن مجلس أمنائها العديد من المشاهير اليهود، منهم العالم النفسي «فرويد»، وصاحب نظرية النسيبة «أينشتاين» الذين ساهموا في دعم الجامعة بشكل كبير. ويظهر في هذا الفيديو بلفور، وهو يقف أمام جمع كبير من الحشود، أثناء افتتاح الجامعة العبرية، حيث يظهر «آرثر بلفور» بعد الدقيقة الأولى، وهو يلقي كلمته.Earl Balfour Jerusalem (1925) BALFOUR, LORD A.J. Earl Balfour opens new Jewish University, Jews of all nations were present. Jerusalem, Palestine. L/S of huge crowds of people stood outside, some wave their hats, men in top hats and dark coats stand to the right. «حشود كبيرة من اليهود تنتظر وزير الخارجية البريطاني حاملين لافتات ترحب ببلفور، والأعلام البريطانية، والصهيونية، يقفون منتظرين ظهور المسؤول البريطاني، الأطفال بجانب الكبار جنبًا إلى جنب»، كان هذا ما كتبه مراسل الأهرام الذي ذهب لتغطية زيارة بلفور هناك، كما أضاف أنهم استعانوا بـ150 شابًا يهوديًا لحفظ الأمن، والنظام. وعلى الجانب الآخر، استقبل الفلسطينيون تلك الزيارة بالغضب، والاضطرابات، واضرب طلاب غزة، وطولكرم، وكلية المعلمين في القدس، ومعاهد فلسطينية أخرى، وانتشرت المظاهرات في أنحاء فلسطين، الأمر الذي كانت تتوقعه بريطانيا. وأوردت الأهرام أيضًا في وقتها، أن وزير الحربية البريطاني أرسل إلى مجلس العموم، باستدعاء فوج فرسان مدرع من مصر إلى فلسطين لإخماد أي اضطرابات. وصل الغضب من طلاب الجامعات، والمعاهد فلسطين إلى طلاب الجامعات في مصر، الذين رفضوا مشاركة رئيس الجامعة المصرية وقتها أحمد لطفي السيد، في مراسم افتتاح الجامعة العبرية، وطلبوا منه عدم قبول الدعوة، الأمر الذي استفز العديد من المصريين، والفلسطينيين على حد سواء، حيث عبروا عن خوفهم من استغلال الصهاينة لاسم مصر في صالحهم، بعد حضور أحمد لطفي السيد. وقضى بلفور أسبوعين في فلسطين وقبل أن يغادرها، زار مدينة حيفا، وجميع المناطق التي أتخذتها القوات الصهيونية مقرًا لها.

مشاركة :