أجرت قناة "سي إن إن" الإخبارية حوارًا حصريًّا مع مقاتل سوري انشق عن تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" منذ أسبوعين وتمكن من الهرب إلى تركيا؛ حيث التقته القناة وأجرت معه الحوار. وقالت القناة بعد انتهائها من المقابلة، إنه تأكد لها بالفعل أن مقاتلي هذا التنظيم ليسوا مجرد مقاتلين غريبي الأطوار يستمتعون بإرهاب المدنيين العزل وبسط سطوتهم على عدد من مدن دول العالم الإسلامي، بل هم يخططون لما هو أبعد من ذلك بكثير. وبدأ الحوار بسؤال المقاتل المنشق الذي كان من المرابضين في مدينة الرقة السورية أحد أهم معاقل التنظيم، عن الهدف الرئيسي الذي يريد التنظيم تحقيقه، فبيَّن المقاتل الذي لم تذكر القناة اسمه حفاظًا على حياته، أن التنظيم يأخذ على جميع المنضمين إلى صفوفه العهود بأنهم سيحاربون من أجل إقامة خلافة إسلامية تضم جميع الدول العربية، ثم ينطلقون بعد ذلك لضم بقية دول العالم، وهو الأمر الذي دفع المقاتل إلى الانضمام للتنظيم ابتداءً. وعندما سُئل عن سبب انشقاقه، أكد المقاتل أنه متفق تمامًا مع جميع أهداف التنظيم، ويرى أنه يجب على الجميع القتال من أجل إقامة الخلافة الإسلامية، لكنه قرر الانشقاق عن التنظيم نظرًا إلى ما يرتكبه تنظيم الدولة الإسلامية من ظلم وجور من أجل تحقيق هدفهم السامي. واستطرد كلامه ليؤكد أنه أحزنه كثيرًا حالة الخوف والهلع التي أصبحت الآن سائدة في مدينة الرقة. وقال: "جميع أهل الرقة يعيشون في خوف شديد؛ لأن مقاتلي التنظيم لا يرحمون من يخالف فكرهم". وحسبما رواه المقاتل، فإن أحكام الصلب والجلد تطبق هناك بنسبة شبة يومية، كما أن المرأة التي تكشف وجهها في الشارع تتعرض للجلد والتهديد، ولا يجرؤ أحد أن يترك دكانه مفتوحًا وقت الصلاة؛ لأن ذلك سيعرضه للسجن. أما عن التعليم، فقد ذكر المقاتل العشريني أن تنظيم الدولة الإسلامية حظر تدريس مادة "الفلسفة"؛ لما تحويه من أفكار كفرية، كما أنهم منعوا تدريس عدة مواد أخرى، مثل الموسيقى والألعاب الرياضية. وتناول الحوار أيضًا الحديث عن وضع المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم؛ حيث أوضح المقاتل أنهم يمثلون أهمية كبرى للتنظيم؛ لأنه من السهل جدًّا الاستعانة بهم في شن هجوم إرهابي على دولهم في أي وقت كان. وأوضح أن الاستعدادات الأمنية غير الاستثنائية التي طبقتها بعض الدول الغربية، قد تجعل هذه الفكرة صعبة التنفيذ في الوقت الحالي، لكنها لن تكون مستحيلة، وقال: "لقد أصبح هؤلاء المقاتلون الأجانب، منذ انضمامهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية، ينظرون إلى بلادهم على أنها بلاد كفار، وأنه من الواجب عليهم قتل أهلها". وأضاف المقاتل أن التنظيم يهتم للغاية بالترويج لهؤلاء المقاتلين الغربيين؛ من أجل إغواء مزيد منهم للسعي للانضمام إلى صفوف التنظيم، وقال: "لقد أراد التنظيم أن يظهر سطوته وانتشار أعضائه في جميع أنحاء العالم؛ لذلك اختاروا (جون البريطاني) ليكون هو المتحدث باسم التنظيم في المقطعين المرئيين اللذين يصوران مقتل الصحفيين الأمريكيين: جيمس فولي وستيفن سوتلوف".
مشاركة :