هل تخفف جولة آسيا انتكاسات ترامب الداخلية

  • 11/2/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تعرض لانتكاسات أضعفته في الداخل للقيام بجولة آسيوية تستغرق 12 يوما وتنطوي على تحديات، يهيمن عليها التهديد النووي لكوريا الشمالية بعد أشهر من التصعيد الكلامي بين واشنطن وبيونغيانغ. وتشمل الجولة اليابان وكوريا الجنوبية والصين وفيتنام والفيليبين وتمتد من 3 إلى 14 تشرين الثاني نوفمبر ضمنا. والجولة هي الأولى للرئيس إلى المنطقة منذ انتخابه قبل عام تماما. وعلى جدول أعماله عدة اجتماعات قمة إضافة إلى لقاءات ثنائية ستتم متابعتها عن كثب، سواء مع نظيره الصيني القوي شي جينبينغ أو رئيس الفيليبين المثير للجدل رودريغو دوتيرتي. ومع نسبة تأييد له هي الأدنى على الإطلاق، هل سيتمكن الرئيس البالغ من العمر 71 عاما من الابتعاد عن التطورات الأخيرة المثيرة للتحقيق في تدخل روسي في الانتخابات؟ هل سيتخلى عن تغريداته الصباحية طيلة أيام الجولة؟ وسعى البيت الأبيض للتأكيد على المدة الزمنية للجولة في خمس دول -- هي الأطول لأي رئيس أميركي منذ جورج بوش الأب في 1991 -- كدليل على التزام ترامب بالمنطقة. لكن تبرز شكوك إزاء ذلك، خصوصا على الجبهة الاقتصادية في أعقاب قرار ترامب المفاجئ -- بعد ثلاثة أيام على توليه الرئاسة - الانسحاب من اتفاقية الشراكة عبد المحيط الهادئ، مثيرا قلق العديد من الموقعين وخصوصا اليابان. ومؤيدو الاتفاق الموقع عام 2015 من جانب 12 دولة تمثل في مجموعها نحو 40 بالمئة من اقتصاد العالم، يعتبرونه ضروريا لتحقيق توازن مع النفوذ المتنامي للصين. آبي "صديق" ترامب بعد توقف قصير في هاواي ينضم ترامب إلى "صديقه" شينزو آبي لمباراة غولف -- بعد مباراتهما في فلوريدا في شباط فبراير من هذا العام -- قبل عقد سلسلة من الاجتماعات الهادفة إلى التأكيد على قوة التحالف الأميركي-الياباني. وفي كوريا الجنوبية لن يتوجه ترامب -- بعكس الكثير من أسلافه -- إلى المنطقة المنزوعة السلاح التي تقسم شبه الجزيرة الكورية، وسيلقي بدلا عن ذلك خطابا يتوقع أن تتم متابعته عن كثب أمام البرلمان الوطني. وستأمل سيول خلال زيارة ترامب لها التي تستمر يومين وتبدأ الثلاثاء، في تأكيد تحالفها مع واشنطن في وقت تمضي كوريا الشمالية قدما ببرنامجها النووي والصاروخي في تحد للمجتمع الدولي. وتسعى سيول أيضا لتأكيدات من نوع آخر. وقال سكوت سنايدر من معهد الأبحاث "مجلس العلاقات الخارجية" ومقره نيويورك إن "الكوريين الجنوبيين يريدون أيضا عن يعرفوا أن الولايات المتحدة لن تجر كوريا الجنوبية بشكل سابق لأوانه وبلا داع إلى أي نزاع عسكري كان". ومنذ توليه الرئاسة توعد الرئيس الأميركي بيونغيانغ "بالنار والغضب" إذا ما هدده نظام كيم جونغ-اون، وناقض تصريحات وزير خارجيته بشأن اتصالات مباشرة مع بيونغيانغ، ووجه عددا من الرسائل المبهمة -- "سنقوم بما ينبغي القيام به" -- مما ترك المراقبين في حيرة حول نواياه الحقيقية تجاه كوريا الشمالية. بالنسبة لمايكل اوهانلون خبير السياسة الخارجية في معهد بروكينغز، فإن ترامب كان "يرتجل" ما أصبح أكبر تحد في السياسة الخارجية خلال فترته الرئاسية حتى الآن. وأضاف "وأشخاص مثل وزير (الدفاع جيم) ماتيس ووزير (الخارجية ريكس) تيلرسون يحاولون منع انفلات الأمور وفهمها والسيطرة عليها، بأفضل ما يمكنهم". شي جينبيغ "صاحب النفوذ القوي" بعد سيول يتوجه الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة إلى بكين الأربعاء للقاء نظيره شي جينبينغ بعد بضعة أسابيع على تعزيز سلطته في قمة هرم السلطة بحصوله على ولاية جديدة على رأس الحزب الشيوعي الصيني. وقال ترامب مؤخرا عن شي "انه رجل يتمتع بنفوذ قوي". وأضاف "اعتقد انه رجل طيب جدا" رغم تصريحاته خلال الحملة التي انتقد فيها انعدام التوازن الاقتصادي مع الصين فيما الولايات المتحدة تخطو بحذر في تعاملاتها مع العملاق الآسيوي. وقال ديفيد دولار، الخبير بشؤون الاقتصاد الصيني في معهد بروكينغز إن "الصينيين راضون أساسا بالوضع الحالي العلاقات التجارية" مضيفا انه يعتقد أن شي سيعدّ لترامب استقبالا حافلا لكن لن يقدم سوى تنازلات محدودة. والجمعة في فيتنام سيشارك ترامب في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا-المحيط الهادئ (ابيك) في داننغ ويلقي خطابا يشرح فيه رؤيته "لمنطقة المحيط الهادئ الهندي حرة ومفتوحة" يترقبه مجتمع الأعمال. لكن بعد تخليها عن اتفاقية الشراكة عبد المحيط الهادئ، فإن خريطة الولايات المتحدة للتعامل مع المنطقة اقتصاديا تبقى غير واضحة. وشرحت إليزابيث ايكونومي من معهد العلاقات الخارجية "لا أرى أملا كبيرا في أن يتم التفاوض على الكثير من الاتفاقيات التجارية الجديدة في هذه المرحلة". وفي المحطة الأخيرة من جولته في مانيلا في 12 و13 الحالي، سيشارك الرئيس الأميركي في قمة أبيك لقادة دول جنوب شرق آسيا، وسيعقد لقاء ثنائيا مع الرئيس المثير للجدل دوتيرتي الذي أثارت حملته الدموية على المخدرات إدانات واسعة. وقال ترامب في وقت سابق هذا الأسبوع "سنذهب إلى الفيليبين، حيث الإدارة السابقة لم يكن مرحبا بها فعلا". ويلفت المراقبون إلى انه رغم أن باراك اوباما كان من بين العديد من المنتقدين الدوليين لحرب دوتيرتي على المخدرات، إلا أن خلفه في البيت الأبيض اعتمد لهجة أكثر تصالحية، وأثنى على الزعيم المثير للجدل الذي "يقوم بعمل لا يصدق في مشكلة المخدرات".

مشاركة :