أثار موقف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الرافض لفكرة الخضوع لابتزاز مقاتلي "داعش" ودفع الدية المطلوبة لإطلاق سراح الرهينة البريطاني ديفيد هاينز؛ موجة غضب شديدة لدى أقاربه وأصدقائه، الذين لم يسعهم إلا التعقيب على هذا القرار قائلين: "كيف لك أن تترك هذا الرجل البريء يموت؟!". ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن أصدقاء ومعارف الرهينة البريطاني قولهم، إن قيام الحكومة البريطانية بالإعلان صراحةً عن رفضها الدخول مع تنظيم الدولة الإسلامية في مفاوضات من أجل ضمان إطلاق سراح الرهينة البريطاني؛ هو بمنزلة الحكم عليه بالموت. وأفادت الصحيفة بأن دراجانا برودانوفيك زوجة الرهينة البريطاني (كرواتية الجنسية) بدت مصرة على عدم فقدان الأمل في أن القوات البريطانية قد تنجح بالفعل في إنقاذ زوجها، وقالت إنها على اتصال دائم بالمسؤولين البريطانيين الذين وعدوها ببذل كل ما في وسعهم من أجل ضمان عودة زوجها سالمًا، كما أكدت أنها تخضع هي وابنتها (4 أعوام) للحراسة الدائمة. ورغم تصريحها بأنها رأت "الجهادي جون" وهو يهدد بقتل زوجها في مقطع الفيديو الأخير الذي بثه التنظيم، لا تستطيع إلا أن تتعلق بأملها في أن تتمكن القوات البريطانية من إنقاذ زوجها. وأوضحت دراجانا أنها قررت الامتناع تمامًا عن الإدلاء بأي تصريحات صحفية عن زوجها؛ وذلك عملاً بنصيحة المسؤولين البريطانيين الذين أخبروها أن هذا التكتم سيزيد فرص إنقاذ زوجها، وقالت: "لست مهتمة بإجراء الأحاديث الصحفية، ولا أريد التحدث مع هؤلاء غير المهتمين بسلامة زوجي". وحاول أحد أصدقاء ديفيد المقربين وصف ما يعانونه جميعًا من خوف وغضب قائلاً: "لقد صدمنا جميعًا ولا نستطيع استيعاب ما يحدث حولنا.. لقد شاهدنا الفيديو ولا نستطيع أن نتفهم موقف الحكومة البريطانية الرافض لدفع الدية المطلوبة". وأكمل: "أعتقد أن وضع ديفيد سيكون أفضل إن كان يحمل الجنسية الإيطالية أو الفرنسية؛ لأنهم حينئذ سيتكفلون بدفع الدية حفاظًا على سلامته". ولم يسع المقربون من ديفيد وعائلته سوى تأكيد صلابة زوجته وشجاعتها في مواجهة هذا الموقف الصعب الذي يمر به زوجها الذي هو كل حياتها.
مشاركة :