كشفت وكالة الاستخبارات الأمريكية يوم الأربعاء النقاب عمّا يقرب نصف مليون من الملفّات والتي تم العثور عليها في جهاز الحاسوب الذي تم ضبطهُ يوم الثاني من شهر مايو عام ٢٠١١ في الغارة التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على مقر زعيم القاعدة في أبوت آباد في باكستان. كما أوضحت وثيقةٌ مكونة من ١٩ صفحة لم تُعرض من قَبْل والتي كتبها أحد كبار أعضاء تنظيم القاعدة تفاصيلَ دقيقة حول ترتيبات جرت بين إيران ومجموعة من أعضاء التنظيم لضرب مصالحٍ أمريكية ” في السعودية والخليج”. كما ذكرت الوثيقة أنَّ إيران عرضت على التنظيم الدعم ” بالمال والسلاح” و “تدريبهم في معسكرات حزب الله في لبنان”. بالإضافة إلى أن الاستخبارات الإيرانية سهّلت سفر البعض بتأشيرات دخولٍ رسمية بينما كانت تأوي آخرين، وفقاً لصحيفة “التليغراف” البريطانية، بحسب ما نشر مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية. وأشار كاتب الوثيقة إلى أن إيران طلبت من الأعضاء الذين تم إيواؤهم عدم استخدام الهاتف نهائياً حتّى يصعب تعقبهم من قبل الاستخبارات الأميركية. ويصف الكاتب علاقة الاستخبارات الإيرانية مع هؤلاء الأعضاء ” العلاقة الطيبة… فهم يبشون في وجوههم ويعتبرونهم أبطالاً” و على الرغم من التعاون اللوجيستي و الاستخباراتي و المصالح المشتركة بين القاعدة وإيران إلا أنَّ الأخيرة قامت باعتقال عدد من أعضاء القاعدة في إيران وتفكيك شبكتهم التنظيمية لنكثهم القوانين التي فرضتها إيران عليهم آنذاك حيث تمكنت الاستخبارات الأمريكية من تسجيل اتصالاتهم و التي احتجت بها كدليل قطعي أمام الحكومة الإيرانية لإيوائها إرهابيين. ويضيف قائلاً ” ليس بيننا وبين إيران حرب، وقد تتقاطع بعض مصالحنا مع بعض مصالحهم وعلى رأس ذلك ضرب أميركا”. وتم نشر وثيقة أخرى وهي عبارة عن رسالة موجهة من خالد بن أسامة بن لادن إلى مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي يناشدُهُ فيها بإطلاق سراح أهالي المعتقلين في إيران. وفي تصريحٍ سابق دعا أسامة بن لادن رفاقهُ لأخذ الحيطة والحذر وعدم تهديد إيران واصفاً إياها ” بالشريان الرئيسي” لتنظيم القاعدة وعلى الرغم من الاختلافات تبقى إيران الداعم الرئيسي للتنظيم ، وفقاً لما أوردته “لونج وور جورنال” في تقريرها. ويتوافق توقيتُ نشرِ الوثائق مع محاولات الرئيس الأميركي ترامب للانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران الذي تم التوصل إليه في عهد سلفه الرئيس باراك أوباما والذي وصفه ترامب بـ ” الاتفاق الأسوأ على الإطلاق”. هذه الوثائق تعتبر دلائلَ قاطعة توضحُ دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمنظمات الإرهابية في المنطقة بحسب صحيف التلغراف البريطانية. إن هذا الكم الهائل من الوثائق وتلاقي ما يسمى أقطاب الإرهاب السُنّي مع الشيعي يفتح الأفق واسعاً للباحثين والأكاديميين لدراسة تنظيم القاعدة بعمق أكبر وكشف تصورات ونظريات كانت في وقتٍ من الأوقات عند البعض غير منطقية إن لم تكن مستحيلة
مشاركة :