وزارة الثقافة توطن التراث القطري في الفرجان عبر إحياء "البراحة"

  • 11/3/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تسعى وزارة الثقافة والرياضة إلى توطين التراث والثقافة والفنون في قطر داخل بنية المجتمع لتخرج بأنشطتها من الأروقة الضيقة إلى الساحات الممتدة لتصل إلى الجماهير المختلفة في أماكنهم، خاصة الفرجان والمناطق السكنية من خلال مشروع "البراحة" الذي تم إطلاقه مساء اليوم في حديقة أسلطة الجديدة. ويتواصل مشروع "البراحة" لمدة ثلاثة أيام في هذه الحديقة، متضمنا فعاليات ثقافية وفنية وتراثية ورياضات ذهنية، مستمدة من التراث القطري لتنتقل بعدها إلى حديقة أخرى لاحقاً، بغية تجميع الفرجان، كما كانت في زمن "لوَل"، انطلاقاً من رؤية الوزارة الرامية إلى توطين الثقافة في الفرجان وإشراك الجميع من مواطنين ومقيمين بحيث يحدث تفاعل مجتمعي مع الأنشطة المقدمة في الفريج، الأمر الذي يشكل عودة للعادات والتقاليد القطرية الراسخة، وينمي وحدة النسيج المجتمعي القطري، كما سيعزز هذا المشروع قيم الترابط والتواصل والتعارف بين أفراد المجتمع القطري، ويحيي أجواء الماضي الأصيل بين الجيل الحالي ويرسخ هذه المعاني والقيم والثقافة في أبناء الجيل القادم. وعن مشروع "البراحة"، قال السيد أحمد جاسم الكواري مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة والرياضة، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن اسم الفعالية جاء من تاريخنا القطري، حيث كانت تتوسط البيوت غالبا منطقة أرض فضاء نسميها "البراحة"، فكانت المكان المناسب للعب الأطفال الذين يتجمعون ليمارسوا رياضاتهم وألعابهم في اطمئنان تام، حيث يطل الأهالي من البيوت على هذه المنطقة ويتابعونهم، ولذا سعت الوزارة، عبر مشروعها الجديد إلى إحياء هذا التراث، بإقامة الفعاليات في أوساط الفريج، لتعزيز التلاحم المجتمعي فيما بينهم، وتقوية عرى الروابط الاجتماعية لديهم.  ومن هنا فقد تم توفير قطار محلي يحمل شعار "البراحة" يطوف على أهل الفريج ليعلم الأهالي والأطفال بالفعالية، ويأتي بهم إلى الحديقة في جو بهيج على أن يعود بهم عقب انتهاء الفعالية في آخر اليوم، وذلك بهدف تقوية اللحمة المجتمعة، وفي نفس الوقت يتم اكتشاف المواهب والابداعات المختلفة عبر ما تقدمه مختلف المراكز المشاركة. ويشارك في مشروع "البراحة" عدد من المراكز التابعة لوزارة الثقافة والرياضة، فيقدم مركز الفنون البصرية ورشة فنية للأطفال، إضافة إلى الرسم المباشر أمام الجمهور مع إتاحة الفرصة للجميع بالمشاركة في أعماله الفنية، ويقدم مركز /نوماس/ المختص بالتراث المجلس القطري بمفرداته من بيت الشعر، والتعريف بآداب المجلس، وكرم الضيافة، وكيفية صناعة القهوة العربية، وتقديمها، وكذلك فن الرزيف أو العرضة القطرية وقيمها في الشجاعة والإقدام والنظام، فيما يقدم مركز شؤون المسرح ورشا فنية للأطفال حول كيفية صناعة الدمى، كما يستقبل الأطفال في حافلة خاصة مجهزة يقدم فيها مسرحية "خيال الظل" من 4 إلى 5 مرات يومياً، ويعد هذا العرض أول أنشطة فرقة الدمى بمركز شؤون المسرح. كما يشارك النادي العلمي القطري بتقديم فعاليات أهمها القبة الفلكية، وعروض علمية وألعاب تفاعلية عبر شاشات ثلاثية الأبعاد، بغية تقديم المعلومات العلمية بطريقة مبسطة إلى الأطفال، كما يشارك مركز فتيات الدانة بألعاب ومسابقات للأطفال تبرز مهاراتهم الفكرية والحركية وغيرها، فضلا عن انعكاسات التراث الشعبي القطري في أرجاء الحديقة من مأكولات شعبية وغيرها بما يعيد أجواء الفرجان الأولى. وحول الاهتمام الفني داخل "البراحة"، يقول الفنان سلمان المالك مدير مركز الفنون البصرية، في تصريح لـ /قنا/، إن فكرة البراحة جاءت متسقة مع أهداف المركز في نقل الفن إلى الجماهير أينما كانوا، فكما شارك المركز في فترة الصيف في المجمعات التجارية، فيشارك حاليا لتأكيد رسالته في إتاحة الفنون للجميع وليس للفنانين فقط.. لافتا إلى أن هناك فرصة لتفاعل الهواة من الجمهور، فضلا عن ورش التعلم التي يقدمها المركز للأطفال أو العروض المباشرة لفناني المركز المحترفين. وأكد المالك أن فكرة البراحة رائعة وتحتاج إلى نقلها إلى مختلف أرجاء الدولة بعيدا عن مركزية العاصمة .. متمنيا أن تنقل مثل هذه الفعاليات إلى الخور والوكرة والشيحانية والجميلية وغيرها بما يعزز التواصل المجتمعي مع الثقافة والفن القطري. وقد حظيت كل هذه الفعاليات بإقبال لافت من جانب أهالي منطقة أسلطة الجديدة الذين تفاعلوا معها مرحبين بالفكرة وما حملته إليهم من أنشطة فنية وثقافية وتراثية.;

مشاركة :