التهاب النسيج الخلوي... عالجه سريعاً لمنع تضاعف الأعراض

  • 11/3/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

التهاب النسيج الخلوي التهاب جرثوميّ يصيب إجمالاً الطبقات العميقة من البشرة وطبقة الدهون تحتها مباشرةً. يُصاب به كثيرون، لا سيّما من هم في متوسّط العمر والكبار في السنّ. في معظم الوقت، يظهر حين تدخل البكتيريا عبر كسورٍ أو جروح في البشرة وتتكاثر. يتراوح التهاب النسيج الخلوي بين الخفيف والحادّ، وتعالجه المضادّات الحيويّة بفاعليّة كبيرة غالباً. والعلاج الفوري هو الحلّ لأنّ هذا الالتهاب، حادّاً كان أو متروكاً، يتوسّع ليصل إلى العقد اللمفاويّة ومجرى الدم والأنسجة الأعمق فيشكّل تهديداً لحياة المريض. يتطوّر التهاب النسيج الخلوي إجمالاً في الجزء السفلي من الساق، لكنّه قد يصيب أيّ جزء آخر من البشرة، فتبدو حمراء اللون ومتورّمة ودافئة عند اللمس، فضلاً عن الألم. مع الوقت، تتوسّع المنطقة الحمراء إذا تُركت من دون معالجة. عوامل ثمّة عوامل عدة تؤدي إلى الإصابة بالتهاب النسيج الخلوي وتشمل: • الجروح والإصابات والشقوق: أي شق في البشرة، من أصغر خدش أو لدغة حشرة وصولاً إلى قرحة أو جراحة حديثة، تفتح الباب لدخول الجراثيم. • مشاكل في البشرة: كقدم الرياضي والتهاب الجلد والأكزيما، تسبّب الكسور والشقوق في البشرة وتزيد احتمال الإصابة بالتهاب النسيج الخلوي. أمّا الهربس النطاقي فيؤدّي إلى تشقّق التقرّحات الضعيفة أمام الالتهاب. فالتقرحات تدفع بالمريض إلى حكّها وهذا بدوره يدخل البكتيريا إلى طبقات أعمق من البشرة. • التورّم: تتورّم البشرة نتيجة لضررٍ أصاب الأوردة (الوذمة) أو الجهاز اللمفاوي (الاستسقاء اللمفاوي) أو بعد الجراحة، وتتشقق فتدخل الجراثيم إلى عمق الجلد. • الحلقات السابقة: الإصابة السابقة بالتهاب النسيج الخلوي تزيد خطر الإصابة به مجدّداً. • اعتلال الأعصاب المحيطيّة: تراجع الإحساس وعدم القدرة على الشعور بالألم يزيدان خطر الإصابة بالتهاب النسيج الخلوي. • أمراض أخرى: بعض الأمراض كالسكّري أو السرطان يجعل المريض أكثر عرضةً للالتهاب لأنّ الدورة الدمويّة تكون سيئة والجهاز المناعي ضعيف. لذا على مريض السكّري أن يبقي السكريات في دمه تحت السيطرة لإبعاد خطر إصابته بأمراض عصبيّة أو أخرى تصيب الأوعية الدمويّة، كذلك محاربة التهاب النسيج الخلوي. التشخيص إذا ظهرت علامات التهاب النسيج الخلوي أو أعراضه، فلا بدّ من مراجعة الطبيب فوراً. وفي حال ازدادت الأعراض سوءاً أو بدأت تشعر بالحمّى أو البرد، عليك التماس الرعاية العاجلة لأنّ الالتهاب يكون حادّاً في هذه الحالة أو أنه ينتشر بسرعة. لتشخيص حالتك، يراجع مقدّم الرعاية الصحية تاريخك الطبّي ويجري فحصاً لينظر إلى ميّزات البشرة التي تدلّ على وجود التهاب النسيج الخلوي. وإذا ظهرت علامات كالاحمرار والتورّم على القدمين، فعلى الأرجح ليس التهاب النسيج الخلوي هو السبب، بل حالة مرضيّة أخرى. لذا يعتبر بعض فحوص الدم والتصوير الشعاعي أساسيّاً لاستبعاد حالاتٍ أخرى كالتجلّط الدموي في وريد الساق (تخثّر الأوردة العميق)، وهو ردّ فعل على تعاطي المخدّرات أو تهيّج البشرة أو الاستسقاء اللمفاوي أو التهاب المفصل. ولتشخيص التهاب النسيج الخلوي البسيط وغير المعقّد، لا تُعتبر الفحوص الإضافيّة ضروريّة. العلاجات تشكّل المضادات الحيويّة أفضل علاج لهذه الحالة، فيما تخفّف العناية الموضعيّة (رفع القدم والضغط عليها) التورّم، من ثم تتحسّن الدورة الدمويّة فتصل المضادات الحيوية إلى المنطقة الملتهبة وتكون أكثر فاعليّة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن وضع كمادات باردة على الالتهاب لتخفيف الانزعاج. تحتاج المضادّات الحيويّة عموماً من 5 إلى 14 يوماً لتعطي مفعولاً حسب حدّة الالتهاب وموقعه. وتتحسّن حالة كثيرين في غضون يومين أو ثلاثة من بدء العلاج. مع هذا، يُنصح المريض بإتمام العلاج بالمضادّات الحيويّة بحسب الوصفة الطبية لضمان زوال الالتهاب والقضاء على الجراثيم. كذلك يفيد علاج الحالات الكامنة التي تجعل الفرد أكثر عرضة لالتهاب النسيج الخلوي، كالوذمة والأكزيما والسكّري، في التخلّص من الالتهاب ومنع ظهوره مجدداً. تتطلّب الالتهابات الأكثر حدّة دخول المستشفى لتلقي المضادّات الحيويّة عبر الحقن الوريدي ولمراقبة المضاعفات والتحسّنات عن كثب. مضاعفات مضاعفات الإصابة بالتهابات النسيج الخلوي نادرة، ولكن في حال وقوعها، ربما تشكّل تهديداً لحياة المريض، إذ تسبّب موتَ الأنسجة المحيطة بالمنطقة المصابة. وفي حالات نادرة، تدخل الجراثيم مجرى الدم وتنشر العدوى في أجزاء بعيدةٍ في الجسم. أخيراً، في حال تكرّرت الإصابة بالتهابات النسيج الخلوي، يصف الطبيب تناول المضادات الحيوية الوقائية على المدى البعيد. وتُعتبر مراجعة طبيب الجلد أو اختصاصي أمراض الالتهاب مفيدةً أيضاً للبحث عن الأسباب الأخرى للأعراض. * د. مارسيا أوبرين

مشاركة :