شكا عدد من أولياء الأمور بمدرسة أبي سفيان الابتدائية بجدة من عدم اكتمال وجاهزية ملعب المدرسة والذي من المفترض أن يكون مكتملا مع بداية العام الدراسي، إلا أن ثمة قصور حال دون ذلك, مما جعل أبناءهم يستنشقون التراب كل صباح، الأمر الذي يحتمل تعرضهم لأمراض الجهاز التنفسي مطالبين بمحاسبة المقصرين وإنجاز المشروع في أقرب وقت. وقال سعد الغامدي –وهو والد أحد الطلاب بالمدرسة-: «تعود تفاصيل قضية مدرسة أبي سفيان الابتدائية إلى نهاية العام الدراسي الماضي تقريبا, حيث تم ترسية مشروع زراع عشب صناعي (نجيلة) في ملعب المدرسة وتوقيع العقد, ومع بداية الإجازة الصيفية أتى المقاول بعدته وعتاده وشرع في إنشاء المشروع, حيث بدأ بتكسير البلاط, وحينما وصل إلى منتصف المساحة أوقف أعماله فجأة وردم الأرض بالتراب وأخذ معداته, ولم نجد له أثرًا». وعند عتبة بوابة المدرسة -الكائنة بحي بني مالك- أوصى أحد أولياء الأمور ابنه بعد أن ودعه بألا يكون في مقدمة طابور الصباح وعليه أن يكون في منتصفه على أقل تقدير, وحينما سألناه عن سبب ذلك, أجاب: «حتى لا يستنشق التراب» وأردف قائلا: «ألا ترى كيف أن الطلاب أصبحوا يستنشقون التراب في هذا الصباح الباكر, بدلا من الروائح الجميلة, وخاصة وأنهم في أعمار الزهور», والسبب في ذلك هروب المقاول بعد توقيع العقد, فقد أصبح نصف الملعب مردومًا بالتراب. أما أبو سعيد القرني الذي جاء لأخذ ابنه من المدرسة مع نهاية يوم دراسي, فتفاجأ بعدم فرحه على عكس العادة, حيث يقول: «جرت العادة أن يكون اليوم الذي فيه حصة البدنية أجد ابني فيه مسرورًا فرحًا لممارسته الرياضة مع أصدقائه, وعندما سألته بعد عودتنا إلى المنزل, أجابني بأنهم لم يتمكنوا من أخذ راحتهم في حصة الرياضة، حيث إن نصف مساحة الملعب مردومة بالتراب فيما سمح لهم باللعب في النصف الآخر فقط, وأن العدد الكثير لزملائه في الفصل البالغ عددهم 35 طالبًا جعلهم متكدسين في نصف الملعب فقط, وبالتالي لم يتح لهم اللعب بالشكل المريح». أما أبو أخالد والد أحد الطلاب بالمدرسة فقد راودته عدة تساؤلات لم يجد لها جوابا –حسب قوله- إذ يقول: «كيف سُمح للمقاول أن يذهب دون أن يكمل مشروعه؟ فربما يكون استلم جزءا من الميزانية المخصصة ثم هرب, وربما يكون لم يستلم شيئًا من الأساس لذلك ولى هاربا», وأضاف: «نطالب إدارة التعليم بجدة بمحاسبة المقصرين عن عدم تنفيذ المشروع وسرعة الإنجاز وخاصة وأن مثل هذه المشروعات لا تستغرق فترة زمنية طويلة». الناطق الإعلامي لإدارة التعليم بجدة عبدالمجيد الغامدي قال: سيتم التواصل مع إدارة المدرسة من جهة, وكذلك إدارة المشروعات من جهة أخرى لتزويدنا بالمعلومات التفصيلية وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بصدده».