"الوشمي": "رؤية 2030" تؤكد على اللغة والقيم والأخلاق والثقافة العربية

  • 11/2/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أقام جناح المملكة الذي تنظمه وتشرف عليه الملحقية الثقافية بسفارة خادم الحرمين الشريفين بدولة الإمارات العربية المتحدة، على هامش معرض الشارقة الدولي للكتاب محاضرة للدكتور عبدالله الوشمي الأمين العام لمركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية بعنوان "جهود المملكة العربية السعودية في خدمة اللغة العربية"، قدمها مدير المحاضرة الدكتور محمد المسعودي، المسؤول الإعلامي في الملحقية الثقافية، وذكر نبذةً مختصرة عن تاريخ ونشاط الدكتور العلمي والثقافي والمعرفي. في البداية يقول الدكتور عبدالله الوشمي: الحديث عن موضوع المحاضرة الذي يقع أو يسجل فوق رأسي وأقصد بذلك أمرين بأنه فوق الرأس بالتعبير الشعبي عن قيم عليا. وأشير إلى ما اللغة العربية، وفي الوقت نفسه يدعوني الحديث عن اللغة العربية أن أشير إلى زاويتين مهمتين ما اللغة العربية التي نحن جميعًا نتحدث هذه اللغة ونعيشها. ولكن سؤالاً بسيطاً جدًا مثل هذا السؤال سوف يعيد طريقة حديثنا لربما في هذه الجلسة ما اللغة العربية؟ وما الذي تنتظرونه وأنتم المعنيون بهذا الموضوع عندما تشهدون عنواناً كهذا في جهود دولة مهمة مثل المملكة العربية السعودية في خدمة اللغة العربية، ما اللغة العربية التي نتحدث عنها؟ كثيرون ينظرون إلى اللغة العربية بوصفها النحو والصرف وما يتصل بذلك، وهذا مستوى مهم. وهناك من ينظر إلى اللغة العربية كموقف من العاميات، وهذا مستوى مهم، ولم أقل رفض العاميات بل قلت الموقف من العاميات، وهناك من ينظر إلى اللغة العربية بوصفها لغة المسلمين أو اللغة العامة للمسلمين. وهناك من ينظر إلى اللغة العربية بوصفها لغة الثقافة والحاضرة وغير ذلك، الزاوية الثانية في الحديث عن اللغة العربية عندما تشرفت بمسؤولية الأمانة العامة للمركز وهي مسؤولية ضخمة لأسباب كثيرة منها: أني تلقيت اتصالين في وقت متقارب جداً: الأول من قريب عزيز يسكن في أحد الأحياء يسمى "أصلي" وقال لي بالمعنى البسيط السريع: "دكتور عبدالله بعد أن بارك المسؤولية، دكتور عبدالله في الحي الذي أنا فيه هناك لوحة لا توجد فيها الهمزة أرجو أن ترسل من يعالج هذه الموضوع فهو مؤذٍ لي بشكل مستمر، أغلقت المكالمة، واتصل بي الملحق الثقافي السابق في الصين وتكلم عن وضع اللغة العربية في الصين، وأنه يجب تأسيس معهد وتفاصيل مهمة. وأضاف "الوشمي": إن الجهات المعنية باللغة العربية مسؤولة عن همزة حي "أصلي" إلى الصين والناس يطالبونهم بأن يقوموا بكل شيء، وأحد أسباب ذلك أن مؤسسة مثل المركز أو كلية اللغة العربية أو جمعية حماية اللغة العربية لم تحدد مستوى اللغة العربية الذي تريد أن تتحرك بها، ولذلك نجد مطالب مستمرة أن يكون لدينا موقف من العامية وآخر يطلب بأن نؤلف المعاجم، وآخرون يقولون يجب أن تتحدثوا عن القرار السيادي وإيصال هذه الحقائق الى المسؤولين. وهناك من يطلب التركيز على لغة الطفل أدنى ما اللغة العربية التي يجب أن نتحدث عنها هذه سؤال كبير يكفي أن نقول بإيجاز إنها مستويات عديدة. ويضيف الدكتور الوشمي: عندما أتحدث عن جهود المملكة العربية السعودية سوف أشير إشارات سريعة، في البداية هناك إرث ضخم يقع على أهل الجزيرة العربية بشكل رئيس وما يقترب منها بشكل آخر يقتصر بالمسؤولية التاريخية عندما نتحدث عن نزول القرآن الكريم ولهجات العرب ولغاتهم وعندما نفتش في داخلنا ونجد لغة أو لهجة في لسانه لا يستخدمها الجميع ولكنها موجودة عند الشاعر الفلاني أو القبيلة الفلانية، بمعنى أن مخزن اللغة العربية إنما انطلق وشاع في هذه الأرض – وأسعد بأن أنتمي إلى المملكة العربية السعودية – والتي تمثل الجزء الأكبر من الجزيرة العربية، عندما نتحدث عن المملكة فإننا نتحدث عن الكيان السياسي، ولذلك أقول أنا نقطة جوهرية في هذه السياق تتمثل في الخيار الذي اتخذه الملك عبدالعزيز مبكراً عندما جعل العربية الكلمة الثانية في اسم المملكة العربية السعودية، فهي الوصف الأول للمملكة ولم توصف بغير ذلك، المملكة توصيف سياسي جاء التوصيف اللغوي في البداية هناك من يقول على المنظمات الكبرى حين لم تستطع أن تحسم قضاياها السياسية والاقتصادية أن تحسم اللجان اللغوية، أقول من زاوية أخرى لو حسم الخيار اللغوي لحسمت كثيراً من القضايا بدل أن نقول لم ننجح اقتصادياً علينا أن نخدم اللغة العربية الواقع يقول عكس ذلك، عندما نحسم موضوع اللغة العربية لن يتناقش مسؤول في وزارة التعليم أن يعلم العربية أو الإنجليزية هل نوظف أم لا نوظف، أيضا عندما يحسم الخيار اللغوي في دولة مثل المغرب لديها إثنيات سوف تحسم الكثير من القضايا. ويؤكد الدكتور الوشمي: المملكة هي واحده من الدول العربية والإسلامية التي قدمت جهوداً في خدمة اللغة العربية، هناك جهود مباشره تحمل اسم اللغة العربية تتمثل بما يزيد على الستين اسماً للغة العربية في الجامعات السعودية، وعدد متنوع من الجمعيات والكراسي والمبادرات والجوائز، وهناك مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، الذي أطلق آخر هذه المؤسسات وأسندت إليه مهام تختلف بالمستوى عن مهام الجهات الأخرى، حيث إنه معني بخدمة اللغة العربية وليس بالتعلم والتعليم، والتعلم والتعليم قسمان مهمان من أقسام خدمة اللغة العربية. ومن الجهود المباشرة للمملكة العربية السعودية في خدمة اللغة العربية الجهد الدولي، حيث توجد مسارات المنح في الجامعات غير العربية التي تمولها المملكة العربية السعودية وهناك مراكز وأقسام منها مركز الأمير سلطان لتعليم اللغة العربية في الجامعة الحكومية في موسكو وهو يقع ضمن ما يشرف على مركز الملك عبدالله، أيضا مركز الاستعراب في أذربيجان، كرسي الأمير نايف وعدد متنوع من هذه الجهود، هناك جهود سيادية لتمكين اللغة العربية على مستوى المنظمات أهمها أن المملكة مع دولتين عربيتين استطاعت في وقت مبكر دعم خيار اعتماد اللغة العربية لغة أساسية من اللغات الست في جميع المنظمات وهو جهد نوعي ونفذ في وقت مبكر رغم أن دولة مثل اليابان لغتها ليست من اللغات المعتمدة وكذلك ألمانيا، تبعاً لذلك أن المركز وغيره من المؤسسات يضغطون باستمرار لتوفير خيار اللغة العربية في جميع أنشطتها بوصف اللغة العربية مجموعة من الدول ومعيار تقدم اللغة وتراجعها منوع، وأشير إلى نقطة علميه مهمة، أحياناً يجد صديق لوحدتنا باللغة الإنجليزية في وسط دولة عربية ولربما يجد أستاذ يقول كلمة "أوكي" فيحمل قلقاً كبيراً يدفعه للقول إن اللغة العربية ماتت وانقرضت وأحياناً يسمع عن تقرير ما أن اللغة بقي لها سنتان وتكبر القضية في ذهنه حتى يظن أنها انتهت. وهذا أمر يحتاج إلى تحليل عميق لأن تقدم اللغات حديث لها زاوية متنوعة أهمها أن خريطة اللغات في العالم هي وفق بعض التقارير ستة آلاف لغة. وبعض التقرير تزيد عن الستة آلاف لغة وهناك لغات لا يتحدث بها إلا أقل من خمسين فرداً، أما اللغات التي لها قومية مثل اللغة العربية ويدعمها دين وأيضا لها تاريخ عريق وفيها كتاب منزل، فهده من اللغات التي حسم خبرها في البقاء والعلم عند الله. بل إن هناك تقارير في جمعية اللغات المنقرضة أو المهددة بالانقراض في بريطانيا تتحدث عن سلطة اللغة العربية وطردها للغات في أفريقيا بمعنى أن هناك حديثاً أن اللغة العربية بدأت تقصي عدداً من اللغات. وأنا لا أحسم هذا الموضوع وإنما أشير إلى مفارقات عندما جاء الإسلام ماذا فعلت اللغة العربية في مصر أصبحت اللغة العربية هي السائدة. هل معنى ذلك أن الدين بشكل عام هو الذي يفرض اللغة؟ هذا سؤال فلننظر إلى إيران حين جاءها الإسلام ولكن اللغة الفارسية استمرت وأصبحت اللغة العربية في حيز معين، إذاً ارتباط اللغة بالدين هو ارتباط مهم لكنه يحتاج إلى تحليل علمي وليس أن ننطلق منه إلى أحكام ومسلمات. ويضيف الدكتور الوشمي: من الجهود السعودية في مجال خدمة اللغة العربية المسار السيادي أو التنظيمي حيث إن سياسة التعليم وسياسية الإعلام وسياسة القضاء وهي نقاط رئيسة ومسارات رئيسة في بناء أي دولة كلها تركز على اللغة العربية. وقد أصدر المركز مدونة القرارات والأنظمة والتعاميم الخاصة بالمملكة وخاصة باللغة العربية في المملكة ورصد 149 قراراً ولائحة في جميع مجالات العمل والنشاط في المملكة العربية السعودية وما زالت تصدر القرارات تباعاً لتمكين اللغة العربية بل إن رؤية 2030 التي أطلقت مؤخراً وأقرتها الحكومة السعودية ويرعاها بشكل تفصيلي مباشر صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تنص في عدد من المواضع ليس على اللغة فقط بل تنص على نشر اللغة العربية وتنص على القيم العربية وعلى الثقافة العربية، بمعنى أن مكون اللغة العربية حاضر في النظام الأساسي في الحكم في المادة الأولى لغتنا العربية وتتناسل في جميع الأنظمة والقرارات والتعاميم إلى أن رأينا رؤية 2030 تؤكد على اللغة وعلى القيم وعلى الثقافة العربية، فالمملكة العربية السعودية تشعر بمسؤولية كبيرة تجاه اللغة العربية، ولذلك أسست مجموعة من الأنشطة الدولية ودعمتها في هذه السياق ولدينا برامج المنح للناطقين بغيرها وهو برامج قوي ويوجد في عدد من الجامعات قرابة الستة معاهد، بالإضافة إلى مجموعة من الوحدات وغير ذلك. وختم الدكتور الوشمي حديثه عن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية وقال: من القيم المهمة لدينا في المركز أن اللغة مسؤولية وليست وظيفة فرد ومؤسسة، وتبعاً لذلك نحن والقطاعات مسؤولون جميعاً، ولذلك يسعد المركز أن يكون له أنشطة مع الدفاع المدني والخطوط السعودية بالإضافة إلى الجامعات ونحاول أن نشعل فتيل الاهتمام باللغة العربية لينتقل ويصبح مسؤولية كما أن المسؤول في جميع مؤسسات الدولة باعتباره مستشاراً شرعياً عليه أن ينظر إلى اللغة العربية بوصفها ثابتاً من ثوابت الدول في جميع الدول العربية، وهنا أتكلم عن المملكة العربية السعودية نحن نحاول أن نحرك هذه الحس في القطاعات الحكومية وأن يُنظر إلى اللغة العربية بأنها مسؤولية، ولذلك على جميع الوزارات أن تطلق مبادرات في خدمة اللغة العربية، وهذا لا يتعارض مع نظامها وهذا خدمة للنظام الأساسي ولرؤية 2030، ومع ذلك هناك جهود كبيره وهي نوع من الجهود السعودية ونحتفي بجهود مدينة الملك عبدالعزيز التي أطلقت المدونة النووية وهي مدونة عظيمة وموجودة في الشبكة العنكبوتية ونشيد بالفهرس العربي الموحد في المكتبات في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة. وبين أن المركز كان قد أطلق مجموعة من المبادرات أهمها "اللغة العربية في العالم"، وهي على مسارات متنوعة: المسار الأول قواعد البيانات، الثاني: أدلة اللغة العربية، ونعمل مع منظمة اليونسكو لإطلاق تقرير عن حالة اللغة العربية والذي ستنطلق أعماله في القريب العاجل، وهناك مجال التخطيط اللغوي ولدينا مسار مهم وقد فاز المركز بجائزة الشيخ محمد بن راشد في مجال التخطيط اللغوية، ومسارات العمل كثيرة جدا. هناك من يقول عليكم أن تطبقوا تجربة المركز البريطاني وآخر التجربة الصينية وآخر التجربة الإسبانية، فقمنا بإطلاق دراسة جهود اللغات الدولية في البرامج في تنمية لغاتهم وماذا فعل الصينيون للغتهم وماذا فعل الإسبان للغة الإسبانية، وهكذا في مجموعة من اللغات وهو نوع من المسار اللغوي. وختم الوشمي محاضرته بقوله: أشيد بالدعم الدائم من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين – أيده الله- والتعاون الجيد من مختلف المؤسسات، كما أثمن كثيراً ما يجده المركز من لدن معالي وزير التعليم المشرف العام على المركز وما تسعد به الأمانة العامة من الرؤى والتسديد من لدن أصحاب المعالي والسعادة أعضاء مجلس الأمناء في مختلف دوراته، وتأتي أعمال المركز نتيجة هذه الجهود ونابعة من تكامل العمل وترادفه في اللجان المتنوعة على يد الخبراء والمستشارين فيها، ونتيجة لسلسلة من الأعمال العلمية والإدارية المختلفة.

مشاركة :