المهاجرون من آسيا الوسطى أهداف سهلة للدعاية الجهادية

  • 11/3/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بشكيك (قرغيزستان) - يرى خبراء أنه بمعزل عن صعود الإسلام المتطرف في آسيا الوسطى، يكشف رابع اعتداء ينفذه أوزبكي هذه السنة ضعف المهاجرين من هذه المنطقة أمام الدعاية الإعلامية للجهاديين. وكان سيف الله سايبوف الذي قتل ثمانية أشخاص دهسا بشاحنة صغيرة في مانهاتن، وصل إلى الولايات المتحدة عام 2010 بعدما حصل على تصريح بالإقامة الدائمة. وهو رابع شخص يحمل الجنسية الاوزبكستانية أو ينتمي إلى الاتنية الأوزبكية ينفذ هجوما يسقط فيه قتلى في الأشهر الأخيرة. فعبدالقادر مشاريبوف الذي يعتقد أنه نفذ الاعتداء الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية في اسطبنول ليلة رأس السنة وأسفر عن سقوط 39 قتيلا، كان اوزبكستانيا. وكذلك رحمن عقيلوف الذي أوقفته الشرطة السويدية بعدما دهس بشاحنة حشدا في شارع للمشاة مكتظا في ستوكهولم ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص. أما أكبر جان جليلوف المولود في قرغيزستان ويحمل الجنسية الروسية ومنفذ الاعتداء في مترو سان بطرسبورغ الذي أسفر عن سقوط 14 قتيلا في أبريل/نيسان، فينتمي إلى الاتنية الاوزبكية. وشهدت أوزبكستان ابان تسعينات القرن الماضي حركة إسلامية متطرفة وتحاول أن تبدو كبش محرقة في هذه القضية، لكن خبراء يحذرون من أي تسرع في التفسير. وقال يان ماتوسيفيتش من المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن "معظم المهاجمين من أوساط غير دينية، لكنهم توجهوا إلى التطرف في البلدان التي انتقلوا إليها". وأضاف هذا الخبير أن هذه الهجمات "تشترك في أن منفذيها من آسيا الوسطى"، لكنها في الواقع تعود إلى شكل "أشمل وأوسع للتطرف"، موضحا أن "أوضاع معيشة المهاجمين متنوعة جدا" وفي بيان نشرته الأربعاء، حرصت أوزبكستان البلد الذي يضم أكبر عدد من السكان في آسيا الوسطى (32 مليون نسمة) على التذكير بأن لا شيء يدل على أن سيف الله سايبوف اعتنق أفكارا متطرفة عندما كان في بلده الأصلي. وأضاف البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية القريبة من السلطة في أوزبكستان أن الرجل الذي أصبح سائقا لدى شركة اوبر وكان يعيش في نيو جيرسي "وصف بعبارات ايجابية جدا" من قبل جيرانه في العاصمة طشقند. وتابع أن "والديه من المسلمين التقليديين ولا تربطهم أي صلة بأي فصيل متطرف". وقالت ديردري تينان مديرة قسم آسيا الوسطى في مجموعة الأزمات الدولية إن "النقطة المشتركة الوحيدة التي يمكن أن نطرحها بين سايبوف وماشاريبوف هو أنهما كانا اوزبكيين يعيشان خارج بلدهما ويتابعان دعاية الدولة الاسلامية". وحذرت من أنه من "المبكر جدا" تحديد ما إذا كان لسايبوف اتصالات مع تنظيم الدولة الاسلامية، مضيفة أن "المنظمة الجهادية تصدر عادة رسائلها باللغة الروسية ولغات آسيا الوسطى عبر منصات عديدة". وكشفت الدعاية التي يخص بها تنظيم الدولة الاسلامية دول آسيا الوسطى: تركمانستان وطاجيكستان وكازاخستان واوزبكستان وقرغيزستان وكلها جمهوريات مسلمة علمانية في 2015 عندما قام طفل قيل انه كازاخستاني بإعدام رجل تم تقديمه كجاسوس روسي، في تسجيل فيديو. وبعيد ذلك، نشر فيديو آخر لقائد القوات الخاصة الطاجيكية وهو يعلن انضمامه إلى تنظيم الدولة الاسلامية. وكانت تقنيات التجنيد مجدية بينما دفعت الأوضاع الاقتصادية والفساد الكثير من الشبان إلى الهجرة، خصوصا إلى روسيا. وعززت الأنظمة الاستبدادية في آسيا الوسطى قمعها كل ما تعتبره ظاهرة للإسلام المتطرف. وفي روسيا، تعلن السلطات باستمرار تفكيك خلايا ارهابية في صفوف جاليات مواطني آسيا الوسطى. وقالت سفيتلانا غانوشكينا الناشطة الشهيرة في الدفاع عن حقوق الانسان وتهتم خصوصا بمواطني آسيا الوسطى الذين يعملون في روسيا "لدينا انطباع بأن بعض عمليات الاعتقال لها أهداف سياسية لتحديد عدو مشترك" للجمهور. وتابعت "من هم أعداء روسيا؟ العدو الخارجي هو الولايات المتحدة بينما المهاجرون من آسيا الوسطى هم أعداء الداخل".

مشاركة :