فلسطين تتشح بالسواد والغضب رفضاً لوعد «بلفور»

  • 11/3/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

انطلقت مسيرات غاضبة داخل فلسطين المحتلة للتذكير بجريمة بريطانيا ضد الشعب الفلسطيني والتي تمثلت بمرور 100 عام على وعد «بلفور» المشؤوم بإقامة وطن لليهود في فلسطين، فيما شرعت السلطة الوطنية بتحريك دعاوى قانونية لمحاكمة بريطانيا في المحاكم الدولية والمحلية على جريمتها بحق الشعب الفلسطيني، والمتمثلة بوعد «بلفور».ففي محافظة جنين، نظمت المؤسسات والفعاليات الوطنية والرسمية والشعبية أكثر من 30 فعالية في العديد من مدارس المحافظة الهدف منها تعريف طلبة المدارس بتفاصيل وعد «بلفور» المشؤوم على الشعب الفلسطيني.وفي نابلس، قال عماد اشتيوي منسق لجنة التنسيق الفصائلي، إن عشرات الفعاليات أقيمت في المحافظة في عشرات المدارس والمؤسسات والقرى والمخيمات بمناسبة الذكرى ال100 للوعد المشؤوم. وخرج آلاف المواطنين في مسيرة حاشده أطلقوا عليها «مسيرة الغضب»، حيث طالبت الحكومة البريطانية بالاعتذار عن الوعد المشؤوم.وتظاهر آلاف المواطنين أمام مقر الأمم المتحدة في قطاع غزة تنديداً بمرور مئة عام على وعد «بلفور» الذي أعطى بموجبه وعد من لا يملك لمن لا يستحق. وشارك في المسيرة التي انطلقت من الجندي المجهول في مدينة غزة باتجاه مقر الأمم المتحدة عدد من قيادات فصائل العمل الوطني والفصائل الإسلامية، حيث رفعت الرايات الخضراء والصفراء والأعلام الفلسطينية.وسلم ممثلون عن القوى الوطنية والإسلامية مذكرة مكتوبة إلى مسؤولي الأمم المتحدة في غزة، طالبت المنظمة الدولية بتحمل مسؤولياتها في إنصاف الشعب الفلسطيني عما لحق به جراء صدور وعد «بلفور».وندد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، في اعتصام نظمه المجلس في غزة رفضاً لوعد «بلفور»، بموقف رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي «التي عبرت عن فخرها بدور بلادها في إقامة دولة «إسرائيل» وأصرت على الاحتفال بمرور مئة عام على صدور وعد بلفور». واعتبر أن موقف ماي يعتبر «تحدياً واضحاً وصريحاً لقادة الأمة العربية وزعمائها». ونظمت حركة «فتح» في محافظة سلفيت والتربية والتعليم وكافة المؤسسات الرسمية والأهلية، فعاليات في مدرسة بنات سلفيت الأساسية العليا وكافة مدارس المحافظة، تنديداً بجريمة بريطانيا ضد الشعب الفلسطيني.وشاركت جماهير محافظة طولكرم في وقفة التنديد بمئوية وعد «بلفور». ونظمت اللجنة الوطنية للتنديد بوعد «بلفور» فعالية مركزية في ميدان الشهداء بطوباس، وتماشياً مع قرار الحكومة بمشاركة واسعة من الشارع الفلسطيني.وجدد رئيس حكومة الوفاق رامي الحمد الله مطالبة بريطانيا ب«مراجعة نفسها وتحمل مسؤولية خطئها التاريخي الذي ارتكبته بحق الشعب الفلسطيني وتصويبه بدل الاحتفال به».وأكد الحمد الله، «حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه بكافة الوسائل التي كفلتها المواثيق الدولية وحقه في الحرية والاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس». ودعا شعوب العالم الحر إلى «المشاركة في الفعاليات والمسيرات الرافضة لوعد بلفور بغرض حشد الرأي العام البريطاني والعالمي والدفع قدماً نحو إنصاف الشعب الفلسطيني».وأطلق تلفزيون فلسطين الرسمي صافرات الإنذار تزامناً مع إطلاقها في المدارس الفلسطينية تنديداً بوعد «بلفور» المشؤوم. وأعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية إعدادها مئة ألف رسالة من طلبة المدارس لتسليمها لبريطانيا رفضاً لوعد «بلفور» ومطالبتها بالاعتذار عنه.واختار الفلسطينيون القنصلية البريطانية في القدس لتكون المكان الذي يعبرون فيه عن ذروة احتجاجاتهم على دور بريطانيا في تمكين اليهود من احتلال فلسطين عبر «وعد بلفور». ورفع المحتجون الرايات السوداء واللافتات المنددة ببريطانيا، خاصة مع تحدي رئيسة الوزراء البريطانية تيزيزا ماي ووزير الخارجية بوريس جونسون لمشاعر الفلسطينيين بتصريحاتهم الأخيرة التي أكدوا فيها «فخرهم» بدور بلدهم في قيام دولة «إسرائيل».في الأثناء، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إنه وبتوجيهات من الرئيس عباس بدأنا بتحريك دعاوى قانونية أمام المحاكم البريطانية. وهو ما أكده نائب رئيس حركة «فتح » محمود العالول الذي قال «بدأنا فعلاً بإعداد ملف قانوني لمحاكمة بريطانيا».وأضاف المالكي: سوف أوقع قريباً تفويضاً لمكتب محاماة بريطاني لمتابعة هذه الإجراءات القانونية وبأسرع ما يمكن، من أجل تحقيق العدالة ورفع الظلم التاريخي الذي وقع على الشعب الفلسطيني، وإلزام الحكومة البريطانية بتقديم الاعتذار وتقديم التعويضات المناسبة بديلاً عن هذه المأساة وبما يشمل ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين التي أنكرت حقها في الوجود.وكشف المالكي أنه وفي نفس الوقت، ستعمل الوزارة على تحفيز المواطنين الفلسطينيين الذين تضرروا من تطبيقات هذا الوعد برفع دعاوى مشابهة، وخاصة من يحمل الجنسية البريطانية، إضافة للمواطنين البريطانيين الذين تضرروا جراء سياسات حكوماتهم اتجاه فلسطين وعبر هذا الوعد.وأكد نائب رئيس حركة «فتح»، محمود العالول، أن القيادة الفلسطينية بدأت فعلاً بإعداد ملف قانوني لمحاكمة بريطانيا.وأكد على هامش المسيرة المركزية التي أقيمت في ميدان الشهيد ياسر عرفات، وسط رام الله، والتي تحولت إلى اعتصام أمام مقر المركز الثقافي البريطاني: «نعم هذا ما بدأنا به، وكنت حاضراً لأحد الاجتماعات الخاصة بملف محاكمة بريطانيا، وكان معنا مجموعة من المختصين والقانونيين، نعم سنحاكم بريطانيا على جريمتها بحق الشعب الفلسطيني، وسنحاكمها حتى في القضاء البريطاني».واعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أنه «لا عار يضاهي عار الاحتفال بالاستعمار»، وذلك رداً على تأكيد بريطانيا الاعتزاز بوعد بلفور والاحتفال به في مئويته.وقال: «كان على بريطانيا اغتنام الفرصة لتصحيح خطيئتها والاعتذار لشعب فلسطين عن الظلم التاريخي الذي ألحقته به والانتصاف لضحاياه بما يشمل التعويض، والاعتراف بدولة فلسطين».

مشاركة :