أبوظبي:فؤاد علي ووام شيعت جموع غفيرة من المواطنين عصر، أمس، بمقبرة بني ياس، جثمان الشهيد الجندي أول عبدالله أحمد عبدالله الحوسني، يتقدمهم والده وأشقاؤه وأقرباؤه، واللواء الركن صالح محمد العامري قائد القوات البرية وكبار الضباط وأفراد من القوات المسلحة؛ حيث أدوا صلاة الجنازة على جثمانه؛ حيث قدم روحه شهيداً للوطن أثناء مشاركته في عملية إعادة الأمل التي تقودها المملكة العربية السعودية وتشارك فيها قواتنا المسلحة الباسلة. وكان قد وصل إلى مطار البطين الخاص في أبوظبي أمس جثمان الشهيد الجندي أول عبدالله أحمد عبدالله الحوسني على متن طائرة عسكرية تابعة للقوات المسلحة.وجرت على أرض المطار المراسم العسكرية الخاصة باستقبال الجثمان، فيما كان في الاستقبال عدد من كبار ضباط القوات المسلحة.وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة نعت أمس الشهيد عبد الله أحمد عبد الله الحوسني الذي انتقل إلى جوار ربه خلال أدائه واجبه الوطني في مهمته ضمن عمليات قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية للوقوف مع الشرعية في اليمن.وتقدّمت القيادة العامة للقوات المسلحة بتعازيها ومواساتها إلى ذوي الشهيد، سائلة الله، عز وجل، أن يسكنه فسيح جناته ويتغمده بواسع رحمته.وقال والد الشهيد الحوسني: نزف اليوم ابني الذي استشهد في سبيل الله وانضم إلى كوكبة أبناء الإمارات البررة ممن قدموا أرواحهم فداء للوطن ولقيادتنا الرشيدة من أجل إحقاق الحق وإعادة الأمل للأشقاء في اليمن، وأضاف: إن الشهيد عبدالله، هو فارس من الفرسان واستشهاده يعتبر مصدر فخر واعتزاز لي ولإخوته، لا سيما أن ذلك صادف يوم رفع العلم وهو يوم عزّ وكرامة، وكلنا فداء لوطننا الغالي، وأن استشهاده نعمة أنعمه الله له بها و الحمد لله رب العالمين، فكان باراً بنا، فقد اتصل بي وهو على متن الطائرة وهو يقول لي: سامحني يا أبي، فقلت له إن شاء الله تعود بالسلامة، وابني هو الثاني من بين 13 ابناً وكلهم فداء للوطن وقيادتنا الرشيدة.فيما قال إبراهيم عبدالله الحمادي، جد الشهيد، إن حفيده تميز عن بقية إخوانه بصفات كثيرة منها التواصل الدائم مع الأهل ورعاية إخوانه والاهتمام بشؤونهم ورعايتهم، لافتاً إلى أنه كان باراً بوالدته، وأضاف: نحمد الله تعالى على استشهاده في ساحات الوغى، ميادين الرجال والبطولة.وفي نبرة عزة وإباء، قال علي عبدالله الحوسني، شقيق الشهيد، إن شقيقي كان قريباً مني وهو حبيبي، كان إنساناً مفعماً بالحيوية والطيبة أفتقده كثيراً وكانت صدمة كبيرة عليّ وعرفت بخبر استشهاده من زملائي في العمل بالقوات المسلحة وذهبت إلى البيت وأخبرت شقيقي، وكنا في حيرة كيف نخبر والدتنا بأمر استشهاده، وكنا نخاف عليها من الصدمة فاتصلنا بالإسعاف حتى لا يصيبها أي مكروه، ودخلت عليها وأخبرتها أن الشهيد عبدالله مصاب، فردت بشكل عفوي، تأكد من الموضوع، وسكت لحظة، ولم أستطع أن أخفي عنها الخبر لأني كنت في حالة صعبة وتنظر إليّ والحزن بادياً على وجهي، فأخبرتها قائلاً: أخوي استشهد، وكأي أم تفقد فلذة كبدها انصدمت وتعبت كثيراً.من جانبه أضاف عمر أحمد الحوسني، شقيق الشهيد: كان آخر تواصل بيننا قبل استشهاده بيوم؛ حيث طلب مني أن أسامحه، وكانت علاقتي معه قوية ويحبني كثيراً كوني الأصغر في إخوتي، ولا شك في أن استشهاده فخر للعائلة ونحن سائرون على دربه، نشارك في بناء إمارات العزة تحت راية شيوخنا، أطال الله في أعمارهم.ويقول عبدالله إبراهيم الحمادي خال الشهيد: أرسل لي عبر الواتس آب يوم الأحد الماضي، «حبيبي خالي أنا عبدالله ولد أختك، أنا مسافر بإذن الله إلى اليمن، سامحني على القصور واستودعك الله يا أعز خال»، فرديت عليه «الله يحفظك ترجع بسلامة»، لقد ربيته وعمره صغيراً إلى أن وصل عمره 18 سنة وكان بمثابة أبنائي، وهو شخصية في قمة الأخلاق ويقوم برعاية إخوانه، وبالنسبة لي كان أكثر من صديق والعلاقة لم تكن ابن أختي فقط. وقال المقدم محمد علي الجنيبي، لقد كان الشهيد عبدالله أحمد الحوسني، رحمه الله تعالى، شخصاً طيباً بشوشاً لا تفارقه الابتسامة في كل لحظة وكان ملتزماً بأداء عمله وعلاقاته مع زملائه بالعمل في أحسن ما يكون، وكان لا يتذمر ولا يرفض تنفيذ المهام الملقاة على عاتقه لذلك كان مثالاً لنا جميعاً ولزملائه.وأشار عبدالرحمن سلمان البلوشي زميله في القوات المسلحة إلى أنه كان جندياً شجاعاً ودائم الابتسامة ويملك قلباً كبيراً وكل أفراد الوحدة يحبونه كونه شخصاً يمد يد العون والمساعدة للجميع، رحمه الله تعالى، رحمة واسعة.من جهته قال المهندس محسن البشر شقيق زوجة الشهيد: تعجز الكلمات عن تعداد مناقب الشهيد فقد أنعم الله عليه بصفة الطيبة وحسن الخلق ويحمل مشاعر الود والمحبة لكل إنسان يعرفه أو لا يعرفه، وكلنا سائرون على درب التضحية في سبيل دولتنا الغالية وقيادتنا الرشيدة ونفتخر أن يكون شهيداً.
مشاركة :