هيا خالد الهاجري أكثر ما يُثقل الجسد والروح هو وجود بقايا ذكريات سلبية مؤلمة لأحداث وأشخاص كلما ذكرهم الشخص شعر بالألم والغضب؛ لأنه لم يُسامحهم على ما بدر منهم في الماضي، ويظن أنه بهذا الشعور المؤلم يمارس حقه مع أشخاص قد يكونون ظلموه أو أخطأوا بحقه، ولكنه لو علم أنه عندما يسامحهم ويغفر لهم يحرر نفسه وصحته ومشاعره لأشياء أفضل في الحياة، لكان بادر بأسرع ما يمكن بإطلاق سراح تلك الذكريات وبقايا هؤلاء الأشخاص وللأبد، ليس من أجلهم هم، بل من أجل نفسه هو وراحته، ولكي يستمتع بالحياة.الشخص الوحيد المستفيد من التسامح هو أنت؛ لأن الشخص الآخر قد يكون ينعم بحياته، ولا حتى يشعر بك.عندما تسامح وتغفر ليس معناه أنك يجب أن تحب هذا الشخص أو أن تلقاه وترحب به وكأن شيئاً لم يحدث، لا.. المطلوب فقط أن تطلق سراح تلك المشاعر التي ستظل حبيسة داخل روحك وجسدك وتسبب لك الألم و المرض. ليس مطلوباً أن تحب من أساؤوا، فالقلب لا يملك السلطة على حب أو كره بعض الأشخاص، وأنت حر في ألاَّ تشاهدهم، ما دام هذا الأمر يريحك، إلا إذا كانوا ذوي رحم، فالوضع هنا يختلف، فأنت تقوم بواجبك بصلتهم، ولكن ليس من واجبك أن تُكثر الجلوس معهم.الحادثة القديمة المؤلمة قد حدثت وانتهت، ولم يبقَ منها شيء قطّ، إلا مشاعر تحملها بداخلك، فحرر تلك المشاعر؛ لتشعر بالخفة والراحة والعافية.وكلما عادت لك تلك المشاعر أو الذكريات، فاسأل نفسك: ما هو الدرس أو الفائدة التي تعلمتها من هؤلاء الأشخاص؟ لأن كل شخص يدخل حياتك يأتي ومعه رسالة لك يجب أن تفهمها وتتعلم منها، التسامح والغفران من شيم الأشخاص المُحسنين، فكن أنت منهم.قال تعالى: «الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبّ الْمُحْسِنِينَ»،(آية ١٣٤) سورة آل عمران. haya171@hotmail.com
مشاركة :