أكد أستاذ التاريخ القديم والآثار في جامعة الملك فيصل، الدكتور مدحت هريدي، أهمية تقديم الأحساء ملفاً لليونسكو في التراث الثقافي الخاص بالواحة؛ مبيناً أن المواقع الأثرية -وفقاً لتعريف اليونسكو والاتفاقيات الدولية- تدخل ضِمن التراث الثقافي. وبيّن "هريدي"، خلال المحاضرة التي أقامتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الأحساء بعنوان "التسجيل والتوثيق الإلكتروني للمواقع الأثرية في الأحساء"، ضمن فعاليات ملتقى الآثار، الذي تقيمه الهيئة في الرياض برعاية خادم الحرمين الشريفين، أن تاريخ الأحساء يعود لأكثر من ستة آلاف سنة؛ وهذا ما تؤكده الدراسات، ويعتبر بمثل "خبيئة أثرية"؛ إلا أنه لم تُجرَ تنقيبات أثرية كافية. ولفت إلى أن تاريخ الأحساء متواصل ومتسلسل؛ موضحاً أنه لم تمرّ سنوات معينة من تاريخ هذه البقعة من الأرض لا يُعرف عنها شيء، وظهر ذلك من خلال التاريخ الموروث للمملكة العربية السعودية منذ عصور ما قبل التاريخ، مروراً بالعصور التاريخية القديمة، والتواصل الحضاري مع المنطقة بأسرها؛ لأن هذه المنطقة تُعَد المركز التجاري للعالم القديم، وبعد بزوغ فجر الإسلام ظهرت مخلفات حضارية ذات قيمة كبيرة لا يزال العالم يتفحصها ويقدّم استنتاجاتها للبشرية. ووصف "هريدي" تاريخ الأحساء بأنه ضارب في القدم؛ ولذا فأرضها تحتفظ بكنوز لا بد من البحث عنها. بدوره، أكد مدير عام آثار الأحساء "وليد الحسين"، أن توجيهات رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الأمير سلطان بن سلمان، تقضي بضرورة إقامة فعاليات في المناطق والمحافظات، تسبق انطلاق ملتقى الآثار الأول المزمع انعقاده في الأسبوع المقبل. ولفت "الحسين" إلى أن هذه المحاضرة تأتي للتعريف بهوية الآثار في الأحساء، ورفع الوعي، وتعزيز الشعور الوطني لدى المواطنين، وتثقيف النشء بماهية الآثار وما تحويه بلادنا من إرث حضاري، وإحداث نقلة نوعية في ذلك، وتحويل قضية الآثار إلى مسؤولية مجتمعية.
مشاركة :