ارتفعت حالة التوتر في العاصمة اليمنية صنعاء، عقب إعلان جماعة الحوثي تنفيذ عصيان مدني في عموم أرجاء العاصمة، وشل الحركة فيها، ودعت أنصارها في الاحتشاد في الساحات والميادين العامة وشوارع العاصمة خلال اليوم الأحد وغدًا الاثنين. وقابل تصعيد جماعة الحوثي استنفار أمني وعسكري في شوارع صنعاء ومدن يمنية أخرى وسط توقعات بحدوث مصادمات بين قوات الشرطة وجماعة الحوثيين من جهة وبين الحوثيين وجماعة دينية أخرى كأنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة الإرهابى في جزيرة العرب. وفي إطار الاستعداد لتنفيذ العصيان المدني استحدثت جماعة الحوثي مخيمًا جديدًا في شارع المطار شمال العاصمة بالقرب من ثلاثة وزارات حكومية مهمة هي الداخلية والاتصالات والكهرباء، بالإضافة إلى وزارة الصحة وخمس هيئات حكومية مهمة. وقال شهود عيان: إن قوات مكافحة الشغب توزعت حول المخيم وعلى مباني وزارات الداخلية والكهرباء والاتصالات وفي محيط حديقة الثورة مما أثار الرعب في صفوف الحوثيين، وأكد شهود عيان لـ»المدينة» أن مصفحات ومدرعات تمركزت بالقرب من المخيم المستحدث في شارع المطار بالقرب من وزارة الداخلية والكهرباء والاتصالات، وأن حالة من الهلع دبت وسط المعتصمين الحوثيين بعد وصول قوة مكافحة الشغب إلى محيط وجودهم بالحصبة بالعاصمة صنعاء، وأعلنت السلطات الأمنية اليمنية الاستنفار الأمني في مدينة عدن، جنوب البلاد، عقب رصد أمن عدن تحرك ثلاث سيارات مفخخة قادمة من محافظة مأرب باتجاه شبوة وعدن وأبين لتنفيذ عمليات إرهابية. من جهته قال مصدر أمني يمني لـ»المدينة»: إن نزول قوات مكافحة الشغب إلى شوارع العاصمة هو إجراء احترازي لمنع حدوث أي أعمال فوضى وشغب من قبل جماعة الحوثي التي يوجد ضمن معتصميها مسلحون.. مشيرًا إلى أن أجهزة الأمن لن تتهاون في تهديد الأمن والسلم الاجتماعي للمواطنين وأنها ستتعامل وفقًا للنظام والقانون مع من يقلق سكينة المواطنين من أي جماعة كانت. وكانت جماعة الحوثي، أعلنت الجمعة استمرار المرحلة التصعيدية، وإقامة مخيمات جديدة لم تحدد مواقعها، لكنها قالت للمعتصمين من أتباعها: إنها ستكون فعالة في شل الحركة بشكل تام داخل العاصمة صنعاء لفرض العصيان المدني على السكان والسلطات الحكومية، وكشفت مصادر يمنية رفيعة عن استمرار المفاوضات بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين للتوصل إلى حل للأزمة وإنهاء تصعيد الجماعة في العاصمة صنعاء. وفي حين قالت مصادر لـ»المدينة»: إن الحوثيين قدموا ملاحظاتهم على المبادرة التي أطلقتها اللجنة الوطنية الأسبوع الماضي والمتضمنة إقالة حكومة باسندوة وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وأن التفاوض بين الحكومة اليمنية والحوثيين ما زال قائمًا للتوصل إلى حل ينهي الأزمة، مؤكدًا أن اليومين المقبلين سيكونان حاسمين، وذكرت المصادر أن التشاور جار لتشكيل الحكومة واختيار رئيس للوزراء، وقال المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام: إن أمين العاصمة «صنعاء» عبدالقادر هلال عاد من صعدة بعد أن قدم مبادرة للحل «أبدينا ملاحظاتنا عليها»، مضيفًا: «إن هناك مبادرة أخرى لإنهاء الأزمة تقدم بها شيوخ قبليون ما زلنا نبحثها». وأكد أن جماعته لن تشارك من حيث المبدأ في الحكومة الجديدة في ظل الظروف الراهنة، مضيفًا: «إننا مستمرون في التصعيد السلمي حتى تحقيق المطالب». إلى ذلك، أسفرت المعارك الدائرة في محافظة الجوف بين قوات الجيش المدعوم من رجال القبائل ومسلحين حوثيين إلى سقوط 40 قتيلًا بينهم 30 من الحوثيين و10 من أفراد الجيش ومسلحي القبائل، وأثارت طائرة أمريكية بدون طيار رعب السكان في مدينة عدن مساء أول أمس عندما حلقت في سماء المحافظة وكذلك في سماء محافظة لحج لساعات طويلة في مهمة استطلاعية، حيث اعتقد السكان أنها قد تنفذ عمليات استهداف لبعض المواقع داخل المدينة، وأوضحت المصادر بأن الأجهزة الأمنية قد تلقت معلومات يوم الخميس، تفيد بتحرك ثلاث سيارات مفخخة قادمة من جهة مأرب باتجاه عدن وأبين وشبوة يعتزم تنظيم القاعدة تنفيذ عمليات إرهابية بها في تلك المحافظات، وقالت: إن الأجهزة الأمنية عممت على كافة النقاط الأمنية والعسكرية عن تلك السيارات بغية ضبطها قبل تنفيذ العمليات الإرهابية المتوقعة. المزيد من الصور :
مشاركة :