يتنفس الناس في هذه الأيام وكأنهم في سباق مع الزمن، لكنهم لا يعرفون أنهم بهذه الطريقة إنما يلحقون أشد الضرر بأنفسهم، خصوصاً لجهة تقصير أعمارهم. إن لعملية التنفس بعمق فوائد جمة، فهي تخفف من عملية تأكسد الخلايا التي تسرّع عملية الشيخوخة وتقصّر العمر، وتنقّي الدم من الشوائب والسموم، وتزيد مناعة الجسم، وتعطي الطاقة والحيوية، وتغذي المخ وتنشطه، وتحفز الذاكرة، وتجلب الاسترخاء والنعاس للحصول على نوم مريح، وتحضّ على طرح الهرمونات المهدئة للأعصاب، وتزيد القدرة على إنجاز الأعمال، وتؤمن استقرار نبض القلب وأرقام ضغط الدم، وتعزز من فقدان الوزن، وترفع قدرة الجسم على التحمّل، وتساهم في إشراق البشرة. ووجدت دراسة نشرت في المجلة الطبية التي تصدر عن مركز بوسطن الطبي المتخصص في الطب البديل، أن التنفّس العميق ساهم في خفض ثلاثة مركبات كيماوية في الجسم تنتمي إلى مجموعة السيتوكينات التي ترتبط بالألم والالتهاب. وفي دراسة للباحثة في الطب النفسي والأمراض العصبية كيس ستريتر، من جامعة بوسطن، على مجموعة قليلة من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الحاد، تبين أن العوارض الملازمة للمرض تراجعت في شكل ملحوظ بعد 12 أسبوعاً من الممارسة اليومية للتمارين والتنفس العميق، كما تم تسجيل مستويات عالية من هرمونات المخ المضادة للقلق. ويوصي العلماء بشدة بممارسة عملية التنفس العميق والطويل يومياً وبصورة مستمرة، سواء في المكتب أم في المنزل أم في أوقات الزحمة، وهي تقوم على أخذ شهيق عميق وطويل لاستنشاق أكبر كمية ممكنة من الأوكسيجين، يتبعه زفير عميق أيضاً لإخراج أكبر قدر ممكن من غاز ثاني أوكسيد الكربون من الرئتين.