هل النجف بعد كردستان‎ بقلم: كافي علي

  • 11/3/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ليس من السهل تهميش الزعامات الفقهية وتفكيك الميليشيات التابعة لها، كما حدث في إقليم كردستان بعد أن رسخت سلطتها من خلال نفوذها في البرلمان.العرب كافي علي [نُشر في 2017/11/03، العدد: 10801، ص(8)] بعد أن أعلن رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني استقالته من منصبه، وبسطت الحكومة الاتحادية سيطرتها على آبار النفط والمنافذ الحدودية، هل ستكون النجف المكان الأخير لتصحيح أخطاء السياسة الأميركية السابقة في العراق وخلقها لزعامات يقبض بعضها بخناق البعض الآخر من أجل المال والسلطة؟ إذا كان حكم الزعامات السياسية وعوائلها للإقليم الكردي قد أنتج نظاما شبه مستقل عن حكومة بغداد، فإن سلطة الزعامات الفقهية في النجف وعوائلها أنتجت نظاما طائفيا يسير حكومة بغداد. وإذا كانت تجارة النفط في كركوك تسيطر عليها الزعامات السياسية والبيشمركة، فإن تجارة النفط في البصرة بيد الزعامات الفقهية الشيعية ومليشياتها. بالتأكيد ليس من السهل تهميش الزعامات الفقهية وتفكيك الميليشيات التابعة لها، كما حدث في إقليم كردستان، بعد أن رسخت سلطتها من خلال نفوذها في البرلمان، ووفرت الغطاء القانوني لميليشياتها بمصطلح “الحشد الشعبي”، لكن مظاهر أزمة اقتتال بين ميليشياتها والولايات المتحدة بدأت تتكشف على إثر تصريح لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قال فيه إن الوقت حان للميليشيات التابعة لإيران والمتواجدة في المدن السنية بذريعة قتال داعش أن تعود إلى ديارها، ويقصد إلى مدنها الشيعية، بالإضافة إلى أن جميع الجهات الخارجية المتواجدة في العراق تحتاج العودة إلى ديارها ومنح العراقيين فرصة استعادة وبناء دولتهم، ويقصد إيران. استنكر رئيس الوزراء حيدر العبادي تصريح تيلرسون وقال إن الحشد الشعبي تحت سلطة الحكومة العراقية، وإن المقاتلين في صفوف هيئة الحشد الشعبي هم عراقيون وطنيون. الحقيقة استنكار حيدر العبادي يفتقر للمصداقية، خاصة بعد استخدامه لعبارة “الحشد الشعبي” كبديل لعبارة “الميليشيات التابعة لإيران” كما وردت على لسان تيلرسون، ربما بسبب حيرته بين مسؤوليته الوظيفية التي تحتم عليه السير وفق الاستراتيجية الأميركية وبين مسؤوليته الحزبية التابعة لسياسة إيران، أو تأرجحه بين الولاء للطائفة الذي يفرضه انتمائه الحزبي، وبين الواجب الوطني في رعاية مصالح العراق وشعبه. يعلم حيدر العبادي أن الميليشيات الشيعية التابعة لإيران ليست المواطنين المدنيين الذين اضطروا إلى حمل السلاح وقتال تنظيم داعش دفاعا عن أهلهم ومدنهم. الميليشيات التابعة لإيران قوات مسلحة يقودها الجنرال قاسم سليماني، تقاتل لصالح المشروع الطائفي الإيراني، وقد صرحت قيادات تلك الميليشيات في أكثر من مناسبة بأنها تخضع لسلطة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي لا لسلطة الدولة العراقية. وكان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي حذر حيدر العبادي، أثناء زيارته لطهران، من أن الولايات المتحدة الأميركية ستوجه ضربة أخرى للعراق إذا سنحت لها الفرصة. تحذير مريب يدعو إلى التساؤل عن أسباب الضربة الأميركية والجهات المستهدفة منها. هل هناك غير الميليشيات التابعة لإيران؟ وهل هناك علاقة بين تحذير خامنئي وبين تحذير طهران للزوار الإيرانيين المتوجهين إلى العراق لزيارة المراقد الدينية ‌من الاحتكاك بالعراقيين؟ هل تهديد الأمين العام لميليشيات العصائب، قيس الخزعلي، لأميركا، ووصفه لوزير خارجيتها بالوقح أو الجاهل يعني أن إيران تسعى لفتح جبهة مع أميركا في العراق للدفاع عن نفسها؟ قيس الخزعلي يقول إن الحشد الشعبي ينتمي للنجف وعشائر الجنوب، ماذا عن باقي الطوائف والقوميات التي تقاتل في الحشد الشعبي؟ تبقى سلطة السيستاني على شيعة العراق الحد الفاصل بين بقاء تلك الميليشيات أو تفكيكها. ولأن الأزمة تُحل بالضرورة، صار تعاون السيستاني مع أميركا لعزل العراق عن إيران ضرورة، لا للحفاظ على كيان الدولة التي تستضيف السيد الفقيه، ولكن لمواجهة مشروع الولاية الذي تهدد تداعيات انهياره القريب شيعة العراق ومدنهم. كاتبة عراقيةكافي علي

مشاركة :