أكدّ مدير هيئة مطارات إيران محمد علي إيلخاني أمس، أن بلاده أرغمت طائرة تابعة لشركة «فلاي دبي» الإماراتية كانت في رحلة من قاعدة «بغرام» الأميركية في أفغانستان إلى دبي، على الهبوط في مطار بندر عباس لساعات ليل الجمعة لـ «التحقيق في معلومات خاطئة أعطتها قبل دخولها أجواء إيران»، في وقت كشفت مصادر أميركية أن الطائرة استأجرها البنتاغون لحساب قوات الحلف الأطلسي (ناتو)، وأن ركابها أميركيون وكنديون. وأوضح إيلخاني أن برج المراقبة في مطار بندر عباس طلب من الطائرة الهبوط للتحقق من المعلومات التي زوّد بها، مشيراً إلی اعتراف قائد الطائرة بوجود أخطاء في أوراق الرحلة التي نقلت إلی السلطات الإيرانية، قبل السماح باستئناف رحلتها في الساعة 7:30 بالتوقيت المحلي. وأكد أن الركاب «عوملوا بطريقة لائقة، لكننا لم نحقق في هوياتهم، بل فقط في معلومات زودتنا بها الطائرة قبل دخولها أجواء إيران»، مشيراً إلى أن شركة «فلاي دبي» تنفّذ رحلات منتظمة إلی مطار طهران الدولي، «لكنها أعطت هذه المرة معلومات متناقضة حول رحلتها ودخولها الأجواء». ولم يعلّق المسؤول الإيراني على معلومات تحدثت عن مواكبة طائرات مقاتلة إيرانية الطائرة الإماراتية وإجبارها على الهبوط في مطار بندر عباس، فيما نفت وزارة الخارجية الأميركية معلومات أوردتها صحيفة «واشنطن بوست» عن إرغام القوات المسلّحة الإيرانية الطائرة على الهبوط، وقالت الناطقة باسمها ماري هارف: «حصلت مشكلة إدارية بسيطة لا أكثر حول مسار الطائرة». وصرّح منصور حقيقت بور، نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوری الإيراني، أن الطائرة نقلت جنوداً أميركيين إلی دبي، لافتاً إلی أن «الأميركيين يجب أن يعلموا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدافع بحزم عن حدودها في البر والبحر والجو، ويجب عليهم الالتزام بالقوانين الدولية في هذه الحالات وإلا فإنهم سيواجهون مثل هذه الإجراءات». وذكرت المصادر أن السلطات الإيرانية أرادت توجيه رسالة إلی الولايات المتحدة ودول الخليج بأنها علی دراية بتنقلات عسكريي حلف الـ «ناتو» في المنطقة. وأعلن جاسم جادري، محافظ إقليم هرمزكان الذي يقع مطار بندر عباس ضمن نطاقه، أن 140 عنصراً من حلف الناتو كانوا في الطائرة، يحمل 110 منهم الجنسية الأميركية، «وكان الركاب جميعهم يرتدون ملابس مدنية وينتعلون أحذية عسكرية». وأضاف أن قائد الطائرة أبلغنا بمعلومات متناقضة حول أفراد طاقم الطائرة، فطلب منه الهبوط في مطار بندر عباس. وقال جادري إن «الركاب» رفضوا النزول من الطائرة للاستراحة، واستأنفوا رحلتهم في طائرة أخری عند الثالثة من فجر أمس، موضحاً أنه كان علی اتصال مباشر مع الأمين العام لمجلس الأمن القومي علي شمخاني وإدارة الطيران المدني، ولم يُسمح باقتراب عناصر الشرطة والأمن من الطائرة.