“عزيزي المتصل إن الجوال المطلوب مغلق.. الرجاء الاتصال في وقت لاحق”، جملة يسمعها كثير من المواطنين، عند الاتصال تليفونياً بصديق أو قريب أو زميل.. ورغم أن الملايين منا يسمعونه يومياً يردد هذه الكلمات، ويميزون صوته جيداً ويحفظون كلماته.. فإننا لا نعرف من هو قائل هذه الجملة الشهيرة؟ إنه المذيع رائد الجرباء، والذي بدأ حياته الإذاعية بالصدفة، فقال إنه كان حينها مسؤولاً عن الرد الآلي بشركة الكهرباء، و”ذات يوم طلب مني مديري، التواصل مع مذيع معروف ليقوم بتسجيل صوته، لكن تعذر الوصول إلى المذيع، فأخبرني المدير بأن الأمر لا يحتمل التأجيل، وأنه يجب اختيار أحد الموظفين للقيام بتسجيل صوتي مؤقت، على وجه السرعة.. فتطوعت للقيام بهذا التسجيل، إذ كانت لي تجارب سابقة في تقليد الأصوات”. وأضاف الجرباء: عند استماع المدير للتسجيل بصوتي، أثنى عليَّ وقال لي: “أنت صوتك إذاعي”، وهذه الجملة مثّلت تحولاً في مسار حياتي. وتابع رائد: “إن الجملة زادت من ثقته في نفسه، وحفزته للانطلاق في عالم التسجيلات الإذاعية، وبدأ من حينها بتوزيع صوته على الاستديوهات، ومن ثم انتقل للعمل في شركة الاتصالات السعودية، ووقع عليه الخيار لتسجيل الرد الآلي، وارتبط صوته بالجملة الشهيرة”. وعن شعوره بتواجد صوته في هذه الخدمة، أعرب الجرباء عن شعوره بالفخر والتشرف بهذه الميزة، كونه يمثل شركة كبرى، رغم الغضب الذي يحل عليه وربما الدعاء عليه عندما يكون المُتصِل في وقت أحوج ما يكون للمُتصَل عليه، لافتاً إلى أن المحافظة على درجة صوته لسهولة التعرف عليه وتمييزه بين الأصوات، هو بمثابة تأسيس لشركة وماركة مسجلة لـ”صوته”، الذي جعل له قبولاً في أماكن مهمة، منها الإعلان عن الرحلات في مطار الملك خالد في الرياض، وغيرها الكثير، وفقاً للعربية نت. وحول المواقف الطريفة التي واجهته، أوضح الجرباء أن الصوت الإلقائي يختلف عن الصوت العادي، لذلك لا يكتشف المتعاملون معه أنه صاحب الصوت، لكنه أحياناً يقوم بعمل مقالب على زملائه عندما يتصلون عليه، فيجيب عليهم بنفس صيغة الرد الآلي، فيحتارون هل هذا صوته الحقيقي أم الرد الآلي، متمنياً أن لا يكون مصدر إزعاج للمتصلين، ومعرباً عن سعادته بكونه مرتبطاً بمشاعر المجتمع السعودي.
مشاركة :