عبدالله الحسني-الرياض-سفراء: استطاع شاب سعودي من ذوي الاحتياجات الخاصة تحويل الألم إلى أمل والإعاقة إلى نقطة انطلاق نحو فضاءات الإبداع ونجح عبر برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف في تخصص هندسة البرمجيات في مرحلة البكالوريوس من جامعة سيدني. الشاب أحمد محمد الناجي الذي تعرض لحادث مروري أفقده يده اليسرى التي كانت ترجمان فكره رسماً وكتابة، كان انموذجاً لقصة تحدٍ فأحمد لم يقف رهيناً لعجزه الجسدي فشعلة روحه المتوقدة طموحاً وتحديَّاً وأملاً باسماً جعلته يشق في كوة الظلام نوراً مشعاً تجدد معه حلمه بمواصلة طموحه وأحلامه في الكتابة الأدبية شعراً ونثراً لا يتعارض مع تخصصه العلمي إذ التحق أحمد ببرنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالله للابتعاث الخارجي . عن تجربته يقول أحمد: لم تكن صدمة فقد إحدى يدي بسيطة فهي كانت المترجم لانثيال فكري وروحي ورؤاي وأحلامي الطريّات، لكني بفضل الله لم أقف عند محطة العجز اندب الحظ وأمارس التحسر والتندم إيماناً مني بأنها مشيئة الخالق الذي لا أدري أيُّ خير ادَّخره لي سبحانه وتعالى لتبدأ رحلة الكفاح مع مجابهة الإحباط وتبديده بإرادتي الواثقة بيقين ربها وتوفيقه وانخرطت في دراستي العلمية بكل همة وطموح وتحدٍ كما مارست ميولي الأدبية التي زادت جذوتها إحساساً وتعبيراً. ويضيف أحمد : كنت أدرس علوم الحاسب لمدة فصل دراسي قبل الحادثة وأكثر ما أثر في اقتراحات بعض من حولي بالتحول إلى تخصص نظري يتماشى مع قدراتي أحسست حينها بأني كدت أن أفقد الثقة في نفسي لوهلة ولكن بفضل الله ثم بدعم والدي ووالدتي وتشجيعهما بحثت عن أعرق جامعات أستراليا، وأعمق مجالات تخصصي وها أنا اليوم ولله الحمد أتخرج بتفوق وبمرتبة الشرف , وهذا لأثبت أن القصور الجسدي لم يكن أبداً عائقاً للسعي نحو أي طموح بل بالعكس هو يضفي طعماً أحلى للإنجاز فلقد جربت الاثنين. أحمد الذي يعد من ذوي الاحتياجات الخاصة، تخرج مؤخراً من جامعة سيدني بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف في تخصص هندسة البرمجيات، تم تكريمه وقد قدم حفل خريجي أستراليا الذي أقيم قبل أيام في مدينة برزبن، وسجل قبل ذلك عدداً من الانجازات حيث حصل على المركز الأول في معرض الابتكارات العلمية على مستوى المملكة, والأول على مستوى المملكة أيضاً في مسابقة المستشار اللغوي والمركز الثالث في مسابقة الخاطرة الأدبية ومسابقة الإلقاء بالرغم من تخصصه العلمي إلا أن له ميولا أدبية تطغى على ملامح شخصيته فهو يكتب المقالة والشعر العربي الفصيح.
مشاركة :