دير الزور ترسم نهاية وشيكة لتنظيم الدولة الاسلامية

  • 11/3/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - على وقع عدة هجمات، فقد تنظيم الدولة الإسلامية الجزء الأكبر من محافظة دير الزور الغنية بحقول النفط والغاز التي سيطر عليها بالكامل في العام 2014. ومُني بأقسى خسائره فيها الخميس باستعادة الجيش السوري السيطرة على كامل مدينة دير الزور، مركز المحافظة وآخر كبرى المدن السورية التي تواجد فيها تنظيم الدولة الإسلامية. وتعد مدينة دير الزور العاصمة الادارية للمحافظة التي تحمل الاسم ذاته والمحاذية للعراق. وتعرف هذه المحافظة بغناها بحقول النفط والغاز الأكثر غزارة في سوريا. وبعد تحول حركة الاحتجاجات ضد النظام التي بدأت في مارس/اذار 2011 إلى نزاع مسلح، سيطرت فصائل معارضة وجهادية في العام 2012 على أجزاء واسعة من المحافظة ومدينتها دير الزور. ولكن مع تصاعد نفوذ تنظيم الدولة الاسلامية وسيطرته على أجزاء واسعة من سوريا والعراق، استولى أيضا على المناطق التي كانت تحت سيطرة الفصائل في دير الزور. وأحكم إثر ذلك حصاره تدريجيا على الجيش السوري وعشرات آلاف المدنيين من سكان المدينة والمطار العسكري المجاور. وخلال السنوات الماضية، استهدفت الطائرات السورية والروسية ومقاتلات التحالف الدولي بقيادة واشنطن مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في المحافظة. وشهدت المدينة منذ اطباق تنظيم الدولة الاسلامية حصاره عليها، معارك مع الجيش السوري المحاصر داخلها. وفي مطلع العام الحالي وبرغم القصف الجوي الروسي والسوري الكثيف، ضيق التنظيم المتطرف الخناق أكثر على المدينة وفصل مناطق سيطرة الجيش السوري إلى جزئين، شمالي وآخر جنوبي يضم المطار العسكري. وفي سبتمبر/أيلول وعلى وقع عملية عسكرية بدعم جوي روسي تمكن الجيش السوري من فك حصار محكم فرضه التنظيم قبل نحو ثلاث سنوات على الأحياء الغربية لمدينة دير الزور والمطار العسكري المجاور لها. وشهدت المدينة منذ ذلك الحين معارك عنيفة إلى أن تمكن الجيش السوري الخميس من فرض سيطرته كاملة عليها. مخاوف انسانية وكان تعداد سكان مدينة الزور قبل اندلاع الحرب يقدر بنحو 300 ألف نسمة. وقدرت الأمم المتحدة قبل كسر الحصار تعداد السكان في الأحياء تحت سيطرة قوات النظام بأكثر من 90 ألف مدني. وقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره عدد المدنيين في الأحياء الشرقية بعشرة آلاف شخص. وتسبب حصار تنظيم الدولة الاسلامية للمدينة بمفاقمة معاناة السكان مع النقص في المواد الغذائية والخدمات الطبية. ولم يكن الوصول إلى مناطق سيطرة الجيش متاحا وبات الاعتماد بالدرجة الأولى على مساعدات غذائية تلقيها طائرات سورية وروسية. وبدأ برنامج الأغذية العالمي في العام 2016 أيضا القاء مساعدات انسانية من الجو. وعانى المدنيون المقيمون في الأحياء تحت سيطرة الجهاديين أيضا من شح المواد الغذائية وانقطاع خدمات المياه والكهرباء. وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحا لعمليتين عسكريتين، الأولى يقودها الجيش السوري بدعم روسي عند الضفاف الغربية لنهر الفرات حيث تقع مدينتا دير الزور والبوكمال والثانية تشنها قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد الجهاديين عند الضفاف الشرقية للنهر الذي يقسم المحافظة. وبرغم طرده من مناطق واسعة منها، لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على 37 بالمئة من محافظة دير الزور. وتعد مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، آخر أهم معاقله فيها. كما لا يزال يسيطر على بعض الجيوب المحدودة في محافظة حمص (وسط) وقرب دمشق وفي جنوب البلاد. وبات الجيش السوري يسيطر على 32 بالمئة من محافظة دير الزور مقابل 31 بالمئة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (تحالف فصائل كردية وعربية). وتتركز أنظار قوى إقليمية ودولية على منطقة وادي الفرات. وانعكس التنافس بشكل واضح نهاية الأسبوع الماضي حين سيطرت قوات سوريا الديمقراطية بدعم أميركي على حقل العمر النفطي الذي كان يشكل هدفا للجيش السوري وحليفته روسيا. ويضع الجيش السوري ومن معه من مقاتلين لبنانيين في حزب الله أو أفغان وعراقيين وإيرانيين، نصب أعينهم اليوم مدينة البوكمال الحدودية مع العراق والتي تقع على الجهة المقابلة لمدينة القائم العراقية. ويتقدم الجيش السوري بغطاء جوي روسي نحو البوكمال من الجهة الجنوبية الغربية، إلا أنه لا يزال يبعد عنها مسافة 40 كيلومترا على الأقل. ومن المتوقع أن تلتقي القوات السورية والعراقية عند نقطة على جانبي الحدود، بين مدينتي القائم والبوكمال لتطويق التنظيم المتطرف في منطقة وادي الفرات الممتدة من دير الزور إلى القائم. ودخلت القوات العراقية صباح الجمعة مركز مدينة القائم في غرب العراق بعد تمهيد من سلاح المدفعية وطيران الجيش والتحالف الدولي بقيادة واشنطن. ويرى محللون أن منطقة وادي الفرات الممتدة من ما تبقى لتنظيم الدولة الإسلامية في دير الزور إلى القائم تشكل "مركز الثقل الحيوي لتنظيم الدولة الإسلامية". وهي منطقة ذات طبيعة صحراوية، فقيرة ومهملة من السلطات المركزية، كما يغلب عليها الطابع القبلي.

مشاركة :