كيف جعل جاك ما «علي بابا» إمبراطورية إلكترونية عظمى؟

  • 11/4/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: وائل بدر الدين يبدو من الصعب جداً وصف حجم النمو الذي حققته مجموعة علي بابا منذ نشأتها في العام 1999، وهي الشركة الصينية التي أضحت اليوم أحد أقطاب التجارة الإلكترونية في العالم، فضلاً عن أنها أصبحت مثالاً يحتذى به، وتعتبرها جهات كثيرة في العالم معياراً لنمو الشركات، وبالتدقيق في أرقام الشركة، نجد أن نحو 200 مليون شخص يتسوقون يومياً على قسم الهواتف الجوالة بالموقع، وباعت الشركة العام الماضي ما قيمته 550 مليار دولار من المنتجات.في مايو/ أيار الماضي، أعلنت الشركة أن عائداتها ارتفعت بنسبة 56% لتصل إلى 23 مليار دولار، فيما قدرت مؤسسات بحثية أن يبلغ معدل نمو الشركة ما بين 45 إلى 49% في العام الجاري، وقد كان الطرح الأولي العام للشركة في العام 2014 الأكبر تاريخياً، حيث جمعت منه الشركة أكثر من 25 مليار دولار في بورصة نيويورك.وعند الحديث عن علي بابا، لا بد من ذكر الاسم الذي يتبادر إلى الأذهان بمجرد ذكرها، ألا وهو جاك ما، مؤسس الشركة ورائد الأعمال الذي قادها إلى آفاق تخطت حدود العالمية في عصر أصبحت فيه التجارة الإلكترونية أقوى من اقتصادات الكثير من دول العالم حتى المتقدمة منها. يبلغ جاك ما من العمر 53 عاماً، وقد أسس أول أعماله بمشاركة 17 شخصاً في شقته الكائنة بمدينة هانجتشو، والتي كانت تبلغ قيمتها 50 ألف دولار. بيد أن طفولته كانت صعبة جداً، حيث ولد لعائلة فقيرة كانت تكسب نحو 7 دولارات فقط شهرياً، إلا أن ثروته اليوم تبلغ نحو 39 مليار دولار.وكانت المرة الأولى التي استخدم فيها جاك ما الشبكة العنكبوتية في العام 1995، وفقاً لما ذكره أصدقاء له، وكان ذلك في منزل أحد أصدقائه في مدينة سياتل الأمريكية، وكان يبدو عليه الذهول والحذر في آن واحد، وهو ما دفع صديقه إلى حث جاك على لمس لوحة المفاتيح بالقول: «يمكنك أن تلمسها، لن تكون هنالك أي مشكلة». ومنذ تلك اللحظة أدرك جاك القوة التي يمكنه الاستفادة منها من شبكة الإنترنت.وكانت فكرة تأسيس الشركة تجول في خاطره منذ أن كان يعمل مدرساً للغة الإنجليزية في الصين، وبعد 4 سنوات من أول رحلة له إلى الولايات المتحدة، أسس جاك مع مجموعة من أصدقائه شركة علي بابا، ووصف جاك نفسه في تلك الفترة كما لو كان شخصاً أعمى يمتطي صهوة نمور عمياء، وأنه لم يكن على دراية بالتكنولوجيا أو حتى جهاز الكمبيوتر.وعن السر الذي كان وراء النجاح الكبير الذي حققه جاك في بناء إمبراطورية علي بابا، يقول مقربون منه إنه كان مدركاً للأهمية الكبيرة لشبكة الإنترنت، خصوصاً ما يتعلق بجمع المنتجين والبائعين والمستهلكين في منصة واحدة، وكان هوسه مساعدة الشركات الصغيرة، حيث كان يدرك أن مساهمته في دعم تلك الشركات ومساعدتها على عرض منتجاتها وبيعها سيعود عليه بالنفع يوماً ما.أما اليوم، فإن مجموعة علي بابا تمتلك عدداً من الشركات التابعة متنوعة الأغراض، من التسويق والخدمات المالية وغيرها، مثل «Alipay» التي يستخدمها نحو 520 مليون شخص حول العالم، إضافة إلى أنها تمتلك أسهماً في كيانات ومؤسسات كبرى مثل شركة التوصيل المعروفة باسم «كاينياو»، والتي تقوم بشحن نحو 55 مليون شحنة يومياً، حيث تمتلك علي بابا 51% من أسهمها، وشركة «علي بابا بكتشرز»، والتي تعتبر مشروعاً مشتركاً بينها وبين «أمبلين بارتنرز» المملوكة لستفين سبيلبيرج.وقد كان جيري يانج مؤسس موقع ياهو مصدر إلهام كبيراً لجاك ما، حيث التقى به في العام 1999 في أحد المؤتمرات التي كان يمثل فيها رواد الأعمال الصينيين. وبنى جاك رؤيته المستقبلية للشركة استناداً إلى نموذج الشركات الأمريكية التي لاقت نجاحاً منقطع النظير مثل ياهو و«eBay» وغيرهما.ويقول جاك الآن إنه يرى تغييراً كبيراً في الطريقة التي يتم بها استهلاك المنتجات حول العالم، حيث أشار إلى أنه وقبل 30 عاماً، كان الاستهلاك المحلي في الولايات المتحدة يقود الاقتصاد العالمي، وهو ما يدعم الكثير من الشركات الناشئة في سعيها لتسويق وبيع منتجاتها، أما اليوم، فإنه يعتقد أن القوة الاقتصادية للصين، ستقود ملايين الشركات الصغيرة حول العالم.وبعد التطور الهائل الذي حققته المجموعة والمستوى الرفيع الذي مكّنها من تبوؤ مكانة مرموقة بين شركات التكنولوجيا العالمية، فإن مستقبلها لا يتمحور حول أنشطة التجارة الإلكترونية فحسب، بل إنها تعمل في مجالات أخرى، مثل الحوسبة السحابية التي بلغت عائداتها للمجموعة نحو 968 مليون دولار العام الماضي، بارتفاع بلغ 121% على أساس سنوي، علاوة على أنشطة الترفيه والإعلام التي تتضمن موقع «يوكو تودو»، الذي يشبه في طبيعته موقع «يوتيوب» الشهير، وموقع «داماي» الخاص ببيع تذاكر الفعاليات، والذي بلغت عائداته 2.1 مليار دولار بنو 271% على أساس سنوي. التجارة بين الصين ودول الحزام والطريق إلى 786 مليار دولار بلغت التجارة بين الصين ودول الحزام والطريق 786 مليار دولار في الأرباع الثلاثة الأولى، وفقا لما ذكرته وزارة التجارة.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية قاو فنغ في مؤتمر صحفي إن حجم الصادرات والواردات ارتفع بنسبة 15 في المئة عن نفس الفترة من العام الماضي.واستثمرت الشركات الصينية في الفترة من يناير إلى سبتمبر 9.6 مليار دولار في الدول الواقعة على طول الحزام والطريق بزيادة 29.7 %على أساس سنوي.وبلغت الاستثمارات التي حققتها دول الحزام والطريق في الصين 4.24 مليار دولار أمريكي بزيادة 34.4 في المئة على أساس سنوي.وساعدت الشركات في بناء 75 منطقة تعاون اقتصادي وتجاري في 24 دولة على طول الحزام والطريق، ما أدى إلى توفير أكثر من 209 آلاف فرصة عمل.يذكر أن الحزام والطريق هي شبكة للبنية التحتية تربط آسيا مع أوروبا وإفريقيا على طول وما وراء الطرق التجارية لطريق الحرير القديم. وتشمل النسخة الحديثة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير البري وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين. قالوا عنه «طوال الفترة التي عملت معه فيها، فإنه كان دوماً ما يصف نفسه بأنه غير مطلع وغير مواكب للتكنولوجيا الحديثة، وكان دوماً ما يقول إن كل ما أمكنه فعله هو إرسال رسائل البريد الإلكتروني والتصفح بشكل عام، لذلك يمكنني القول إنه لم يكن يوماً خبيراً في التكنولوجيا، وعندما بدأت الشركة، كان بيع شيء ما على الإنترنت كمحاولة لبيع شيء خيالي للناس».بورتر إريسمان - نائب رئيس علي بابا السابق«إن أقل ما يمكن به وصف ما أنجزه جاك ما هو أنه لأمر مذهل حقاً، بل هو مثير للدهشة بشكل أكثر مما حققه نظراؤه في العالم مثل جيف بيزوس وزوكربيرج وإيلون ماسك».جيل لوريا - مدير الأبحاث والدراسات لدى «دي إي دافيدسون آند كو»«عندما تأسست الشركة في بداياتها، كان تصميم الموقع والطريقة التي يتم بها عرض المنتجات شبيهاً بما يبدو عليه الحال في موقع ياهو، وذلك لأن جيري يانج كان بمثابة ملهم لي».«نحن نضع المسؤولية المجتمعية نصب أعيننا، حيث إن كل ما نقوم به نحاول من خلاله ضمان أن يكون المجتمع بخير». جاك ما - مؤسس علي بابا

مشاركة :