أبوظبي: مهند داغر أكد خبراء ماليون تراجع أداء الأسهم المحلية خلال الأسبوع الماضي، نتيجة الضغوط من قبل سهم إعمار العقارية، إلى جانب عمليات جني الأرباح على بعض الأسهم، مع استمرار حالة الترقب لنتائج مزيد من الشركات التي تأخرت عن الإفصاح عن نتائجها، ما عزز من الضغوط على تلك الأسهم.قال الخبراء إن القلق والتردد الذي لازم المستثمرين خلال جلسات الأسبوع الماضي غير مبرر في ظل الأداء الجيد للأسواق العالمية وارتفاع أسعار النفط، مستبعدين أن يكون انحسار السيولة مرتبطاً باكتتاب «إعمار للتطوير».قال المحلل المالي وضاح الطه، لا يزال هناك نوع من القلق والتردد غير المبرر للمستثمرين لأن الأسواق لم تحافظ على مستويات السيولة التي وصلت إليها في الأسبوعين الماضيين، مقللاً من أهمية ربط انحسار السيولة بموضوع اكتتاب «إعمار للتطوير»، لا سيما أن الاكتتاب جذاب أساساً وسيولته غير داخلة في السوق.وأشار الطه إلى أن هناك تردداً مبالغاً فيه من قبل المستثمرين، تجاه العوامل الجيوسياسية، خصوصاً، أن الأداء الإيجابي لأسواق الأسهم العالمية، وارتفاعات أسعار النفط التي شهدناها لم تنعكس إيجاباً على أداء أسواقنا المحلية.وفيما يتعلق بنتائج الشركات، أوضح الطه أنها جاءت متباينة إلى حد ما، ولكن بشكل عام كانت نتائج البنوك الرئيسية إيجابية، نتيجة تخفيضها المخصصات وانعكس ذلك بصورة إيجابية على نتائجها الفصلية.ولفت الطه إلى أن الأسواق المحلية تمر بمرحلة تناقض، إذا ما نظرنا إلى الاقتصاد الكلي وبيانات البنك المركزي ومستويات السيولة المتوفرة، والتي جاءت في مجملها إيجابية، إلا أنها لم تلقَ صدى في أسواق الأسهم.بدوره اتفق جمال عجاج المدير التنفيذي لشركة الشرهان للأسهم والسندات، مع وضاح الطه في أن القلق لدى المستثمرين مبالغ فيه، وكذلك التأثير النفسي والسعري مع بدء اكتتاب إعمار للتطوير مبالغ فيه أيضاً، لأن البعض متخوف من أن اكتتاب إعمار سيؤثر على مستويات السيولة.وذكر عجاج أن شركة إعمار أوضحت أن 90% من عوائد الاكتتاب ستكون لمؤسسات، ورجح أيضاً أن يكون لاكتتاب «أدنوك» المرتقب، دور في ضعف السيولة التي نشهدها في الوقت الراهن، كما أن نتائج بعض الشركات لم تكن بالمستوى المطلوب.وأفاد عجاج بأن بعض جلسات الأسبوع الماضي تركزت على أسهم قيمتها أقل من درهم، ويأتي ذلك في إطار المضاربات وتحقيق الربح السريع لأن تكلفة السهم أقل وحركته أسرع، في حين جرت عمليات تدوير من سهم لآخر.واستبعد عجاج أن يطرأ أي تغيير على الأداء في الأسبوع المقبل، باستثناء آخر جلستين مع قرب الانتهاء من اكتتاب إعمار للتطوير، والذي ستكون عوائده مجزية لمساهمي «إعمار الأم».من جانبه تطرق المحلل المالي زياد الدباس «إلى الاهتمام الكبير في مشاريع شركة إعمار العقارية وتأثير هذه المشاريع على ربحية الشركة وارتفاع قيمة حقوق مساهميها وتوزيعاتها السنوية، ومنها طرح شركة إعمار مناقصة أكبر مركز تجاري بالعالم بتكلفة تزيد عن 15 مليار درهم.وقال الدباس «إن طرح إعمار أسهم وحدتها للتطوير للاكتتاب العام بعلاوة تبلغ ما بين 10% إلى 20% على صافي قيمة أصول الوحدة، فيما تم تقدير القيمة العادلة لإعمار للتطوير ما بين 26 مليار إلى 33 مليار درهم، وهذا يعني أن سعر العرض سيكون ما بين 6.63 درهم إلى 7.23 درهم للسهم الواحد».ولفت الدباس إلى النمو القياسي في الأرباح الفصلية لبنك الإمارات دبي الوطني والتي بلغت 37% وتجاوزت أرباحه أرباح بنك أبوظبي الأول بحيث بلغت قيمة الأرباح خلال التسعة أشهر الاولى من هذا العام 6.71 مليار درهم، مشيراً إلى أن بنك الإمارات دبي الوطني من البنوك الرائدة في الإمارات ويحتل مراتب متقدمة في حقوق المساهمين وإجمالي الموجودات.لفت الدباس إلى أنه في المقابل تراجعت أرباح الربع الثالث لسوق دبي المالي بنسبة 22% مع العلم أن إجمالي قيمة تداولات السوق انخفضت بنسبة 5% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي لتصل إلى 86.5 مليار درهم مقابل 91 مليار درهم في الفترة المماثلة من عام 2016، مشيرا أيضاً إلى أن أرباح السوق لا تشكل نسبة تذكر من قيمة رأس ماله أو من قيمة حقوق المساهمين والذي انعكس بصورة واضحة على سعر أسهمه في السوق.وختم الدباس قائلاً: من أجل إدخال شريحة هامة من المستثمرين قررت شركة تبريد أن تكون أسهمها متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، وبناء على هذه الشهادة أدرجت شركة تبريد في قائمة سوق دبي المالي للشركات التي تتوافق أعمالها مع أحكام الشريعة الإسلامية، وهذا القرار يتوقع أن يساهم في توسيع قاعدة مستثمري الشركة مما يساهم في زيادة سيولة أسهمها.
مشاركة :