ترامب يبدأ أطول رحلة آسيوية لرئيس أمريكي منذ سنوات

  • 11/4/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الجمعة، أطول رحلة آسيوية لرئيس أمريكي خلال أكثر من ربع قرن، يتطلع خلالها للضغط على كوريا الشمالية لنزع فتيل أزمة نووية، فيما تتطلع الصين واليابان إلى هذه الزيارة، للتعبير عن طموحاتهما وقلقهما.وتشمل جولة ترامب اليابان وكوريا الجنوبية والصين وفيتنام والفلبين، وتستمر حتى 14 نوفمبر/تشرين الثاني، وستبعده قليلاً عن عدة قضايا تشغله في واشنطن. ومن بين هذه القضايا تحقيق مكثّف فيما يتعلق بالتدخل الروسي في الانتخابات التي جرت العام الماضي، وتعافي نيويورك من هجوم أودى بحياة ثمانية أشخاص، وجدال حول خطة لخفض الضرائب، والتي إذا وافق عليها الكونجرس، ستكون أول انتصار تشريعي كبير له.وكانت آخر مرة زار فيها رئيس أمريكي آسيا لفترة طويلة، في أواخر عام 1991، وأوائل 1992، عندما أصيب الرئيس جورج بوش الأب، بحالة إعياء خلال عشاء رسمي في اليابان.وقال مستشار لترامب تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: «إنها رحلة طويلة للغاية وستضر بأهم أولوياته المتمثلة في إقرار أجندته التشريعية في الكونجرس. الذهاب إلى آسيا لن يجدي شيئاً، في برنامجه لخفض الضرائب، ولن يساعده في جهوده لإعادة انتخابه». وهوّن المسؤولون بالبيت الأبيض من هذه المخاوف، وأكدوا أن بإمكان ترامب الإبقاء على تركيزه على العديد من القضايا، وهو في أي مكان.وقبل بدء جولته توجه ترامب صباح أمس إلى هاواي، حيث التقى بالقوات الأمريكية في المحيط الهادي، وزار بيرل هاربر. وسيسافر ترامب بعد ذلك إلى اليابان وكوريا الجنوبية، من أجل تشكيل جبهة موحدة ضد كوريا الشمالية، ثم يتوجه إلى بكين، حيث سيحث الرئيس الصيني شي جين بينج على اتخاذ موقف صارم مع بيونج يانج.وسيحضر ترامب قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي، في دانانج بفيتنام، ويقوم بزيارة دولة لهانوي، وينهي جولته بحضور قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا في مانيلا.وقال مساعد بارز للرئيس ترامب، إنه سيبلغ القادة الذين سيلتقي بهم في جولته الآسيوية أن «الوقت ينفد» بشأن وضع حد للأزمة النووية، التي تسببت فيها كوريا الشمالية. وقال إتش. آر مكماستر، مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض للصحفيين في إفادة صحفية: «الرئيس يدرك أن الوقت ينفد منا (للتعامل مع كوريا الشمالية)، وسيطلب من كل الدول فعل المزيد». وأضاف أن ترامب سيحث الدول التي لها أكبر تأثير على بيونج يانج على «إقناع قادتها بأن السعي وراء أسلحة نووية طريق مسدود»، وأن عليها نزع السلاح النووي.و خلال أول زيارة يقوم بها ترامب للصين، ربما يقتنص العملاق الآسيوي الفرصة لإظهار نفسه كقوة مساوية لواشنطن. وسيستقبل الرئيس الصيني نظيره الأمريكي بحرس الشرف العسكري، وسيقيم مأدبة عشاء رسمية، وذلك بحسب ما قاله السفير الصيني في واشنطن، تسوي تيانكاي.وتمتد زيارة ترامب لبكين من 8 إلى 10 نوفمبر الجاري، ومن المتوقع أن يقوم خلالها بتعزيز التحالفات ومناقشة القضية النووية الكورية الشمالية، وتوقيع اتفاقيات استثمارية. وستكون هذه أول زيارة يقوم بها ترامب للصين كرئيس.ولكن إلى جانب مناقشات القضايا الأمنية والتجارية، فمن المتوقع أن يستغل شي جين بينج الفرصة لترسيخ الصورة التي رسمها خلال مؤتمر سياسي هام الشهر الماضي، وتظهر الصين وهي تتولى «مقعد القيادة» فيما يتعلق بالعلاقات الدولية كدولة «قوية» و«كقوة عظمى».وقال جيا قينجو، عميد العلاقات الدولية في جامعة بكين: «في الماضي أمريكا كانت قوية للغاية، لذلك اعتقدت أنه يجب على الصين الاستماع إليها»، مضيفا: «ولكن الآن، ربما لن تستمع الصين. هذا قد يكون أكبر اختلاف».وقالت يو ينجلي، الخبيرة في شؤون شبه الجزيرة الكورية، إنه فيما يتعلق بالحقائق على الأرض، مثل حجم الاقتصاد وقوة الجيش، وقوة التحالفات الاستراتيجية، فإن أمريكا مازالت تتفوق على الصين. وأضافت: «لم يكن هناك تغير هدام في العلاقة»، موضحة: «ولكن الفجوة تتقلص».وقال جوناثان فينبي، المحلل في شركة تي أس الاقتصادية والبحثية: «في الإجمالي، أرى أن ترامب سيتوجه لهذه الزيارة وهو اللاعب الأضعف، وهو الموقف الذي فاقمه ترسيخ سلطات الرئيس الصيني في مؤتمر الحزب، والافتقار لسياسة أمريكية صينية مترابطة».ومن المتوقع أن يوقع ترامب وشي جين بينج، اتفاقيات استثمارية تقدّر بمليارات الدولارات، مما سيعزز من صورة ترامب في أمريكا، ويخدم هدفه في الحد من العجز التجاري مع الصين. وأشار تقرير لوكالة بلومبرج إلى أن الاتفاق الأبرز، الذي يجري التفاوض بشأنه، ربما يكون استثمارات في مجال الطاقة، تقدر بمليارات الدولارات من جانب شركة تشاينا بتروليوم، المملوكة للصين في تكساس وجزر فيرجن الأمريكية. وقال نائب وزير الخارجية الصيني تشنج تسه قوانج، أمس الجمعة، إن بلاده بذلت ما في وسعها لحل القضايا المتعلقة بشبه الجزيرة الكورية، قبل زيارة ترامب. وأضاف أن المسألة النووية الكورية الشمالية، ستكون موضوعاً مهماً خلال المناقشات بين ترامب والرئيس الصيني. وقال في إفادة صحفية ببكين، إن الصين تعارض بشدة أي صراع في شبه الجزيرة الكورية، وتعتقد أن استخدام القوة ليس الطريقة الصحيحة لحل الأزمة. وأضاف أن الصين والولايات المتحدة لديهما مصلحة مشتركة في تحقيق السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.من جهة أخرى، وعلى الرغم من أن قادة بعض الديمقراطيات الكبرى، حاولوا النأي بأنفسهم عن ترامب، وبعض السياسات فيما يتعلق بالمناخ وإيران، فقد أشاد رئيس الوزراء شينزو آبي، الذي أعيد انتخابه حديثاً بعلاقته الوثيقة مع الرجل الثري، الذي لا يمكن التكهن بتصرفاته. وقال آبي لترامب خلال محادثة هاتفية استمرت 20 دقيقة، الاثنين الماضي، إنه يريد استغلال هذه الزيارة «لإرسال رسالة قوية بشأن التنسيق بين اليابان والولايات المتحدة»، وذلك بحسب ما ذكره مسؤول حكومي ياباني.وقال المحلل السياسي الياباني مينورو موريتا: «يعتقد أنصار آبي والحزب الديمقراطي الليبرالي، أن اليابان ليس لديها خيار إلا الاعتماد على أمريكا، في حال استمرار تهديد كوريا الشمالية». ويعد آبي أول مسؤول أجنبي يجرى مباحثات مباشرة مع ترامب، حتى قبل تنصيبه رئيساً. وخلال زيارته لأمريكا، مارس آبي وترامب لعبة الجولف سوياً في منتجع الجولف الخاص بترامب في فلوريدا. ومن المقرر أن يمارس الرجلان جولة أخرى من الجولف يوم الأحد، وهذه المرة سينضم إليهما لاعب الجولف المحترف هيديكي ماتسوياما، المصنّف حالياً الرابع على مستوى العالم. (وكالات)

مشاركة :