حصار سوري - عراقي على «داعش» في آخر معاقله

  • 11/4/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد، دير الزور (سورية) - أ ف ب استعاد الجيش السوري السيطرة على كامل دير الزور، آخر كبرى المدن السورية التي تواجد فيها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، في هزيمة جديدة للمتشددين تزامنت مع تقدم القوات العراقية داخل مدينة القائم الحدودية، آخر أهم معاقلهم في العراق المجاور. وسيطرت القوات العراقية في تقدم سريع اليوم (الجمعة)، على منفذ القائم الحدودي مع سورية. وعلى وقع هجمات عدة، فقد تنظيم «داعش»خلال الأشهر الماضية مساحات واسعة أعلن منها «خلافته» في سورية والعراق في العام 2014، أبرزها معقلاه مدينتا الرقة والموصل. ولم يعد يسيطر سوى على حفنة من المناطق المتفرقة. وأعلن الجيش السوري في بيان اليوم أن «أنجزت وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة مهماتها في إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة دير الزور بالكامل». ويأتي ذلك بعدما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مساء أمس عن سيطرة الجيش السوري على كامل المدينة، وهو أمر أكده الإعلام السوري الرسمي صباح اليوم. وتقوم وحدات الهندسة، وفق بيان الجيش السوري بـ«بتمشيط أحياء المدينة وإزالة العبوات الناسفة والمفخخات التي خلفها التنظيم الإرهابي في المباني والساحات». وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية منذ صيف العام 2014 على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق وعلى الاحياء الشرقية من المدينة، مركز المحافظة. وفي أيلول (سبتمبر) الماضي، وعلى وقع عملية عسكرية بدعم جوي روسي تمكن الجيش السوري من فك حصار محكم فرضه التنظيم قبل حوالى ثلاث سنوات على الأحياء الغربية لمدينة دير الزور والمطار العسكري المجاور لها. وشهدت المدينة منذ ذلك الحين معارك عنيفة. وتشكل استعادة مدينة دير الزور، وفق بيان الجيش السوري «المرحلة الأخيرة في القضاء النهائي على تنظيم داعش الإرهابي في سورية،خصوصاً أنها كانت تمثل المقر الرئيس لمتزعمي التنظيم». وأضاف البيان أنه «بفقدان سيطرته عليها يفقد قدرته بشكل تام على قيادة العمليات الإرهابية لمجموعاته التي أصبحت معزولة ومطوقة في الريف الشرقي للمدينة»ـ مؤكداً على تصميمه مواصلة الحرب ضد «ما تبقى من فلول تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية». ومحافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحاً لعمليتين عسكريتين، الاولى يقودها الجيش السوري بدعم روسي عند الضفاف الغربية لنهر الفرات حيث تقع مدينتي دير الزور والبوكمال، والثانية تشنها «قوات سورية الديموقراطية» بدعم من التحالف الدولي ضد المتشددين عند الضفاف الشرقية للنهر الذي يقسم المحافظة. وعلى رغم طرده من مناطق واسعة منها، لا يزال «داعش» يسيطر على 37 في المئة من محافظة دير الزور تتركز في الجزء الشرقي منها. وتعد مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، آخر أهم معاقله فيها. ولا يزال يسيطر على جيوب محدودة في محافظة حمص (وسط) وقرب دمشق وفي جنوب البلاد. ويضع الجيش السوري، والقوات الحليفة، نصب أعينهم اليوم مدينة البوكمال التي تقع على الجهة المقابلة من مدينة القائم في العراق. ويتقدم الجيش السوري بغطاء جوي روسي نحو البوكمال من الجهة الجنوبية الغربية، لكنه لا يزال يبعد عنها مسافة 40 كيلومتراً على الأقل. ومن المتوقع أن تلتقي القوات السورية والعراقية عند نقطة على جانبي الحدود، بين القائم والبوكمال. ودخلت القوات العراقية صباح اليوم مركز مدينة القائم في غرب العراق بعد تمهيد من سلاح المدفعية وطيران الجيش والتحالف الدولي بقيادة واشنطن. وتقدمت القوات العراقية داخل مركز المدينة لتسيطر على أحياء عدة داخلها بينها الغره والنهضة. وأفاد «الإعلام الحربي» التابع لقوات «الحشد الشعبي» بـ«هروب عناصر داعش في اتجاه البوكمال السورية، ضمنهم مقاتلون أجانب رافقوا عائلاتهم». وبعد ساعات، تمكنت القوات العراقية من السيطرة على منفذ القائم الحدودي الرئيس الذي يصل العراق مع سورية، ويتصل بمدينة البوكمال من الجانب الآخر للحدود. وقال قائد عمليات تحرير غرب الأنبار الفريق الركن عبد الامير رشيد يارالله في بيان إن «قطعات قيادة عمليات الجزيرة تفرض السيطرة الكاملة على منفذ حصيبة الحدودي في القائم». وبدأت القوات العراقية الأسبوع الماضي هجوماً ضد التنظيم لطرده من القائم، في عملية وصفها التحالف الدولي بأنها «آخر معركة كبيرة» ضد التنظيم. وتوقع الناطق باسم قوات مكافحة الإرهاب صباح النعمان أن تكون المعركة «سريعة والسيطرة ستكون أسهل على رغم أنها منطقة صحراوية». إلى جانب القائم، ما زال تنظيم المتشدد موجوداً في بلدة راوة المحاذية ومناطق أخرى مجاورة لها على الحدود مع سورية. وعلى جبهة أخرى في سورية، قتل تسعة أشخاص اليوم في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في بلدة حضر في هضبة الجولان السورية في وسط البلاد، وفق ما أفادت «وكالة الأنباء السورية » (سانا)، التي اتهمت «جبهة النصرة» (هيئة تحرير الشام حالياً) بتنفيذ التفجير الذي أعقبته اشتباكات مع الجيش السوري. وفي وقت لاحق، أفادت «سانا» بأن سوريين حاولوا العبور من الجزء المحتل من هضبة الجولان لمساندة أهل بلدة حضر، لكن لم يسمح لهم.

مشاركة :