السيرة الذاتية..ترميم لثقوب الذاكرة المنسية

  • 11/4/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: «الخليج» استضاف ملتقى الكتاب في المعرض مساء أمس، كلاً من الروائي الجزائري الدكتور واسيني الأعرج، والروائي الكويتي الشاب سعود السنعوسي، في ندوة بعنوان «نقوش»، تناولت أدب السيرة الذاتية، وقدرته على تأريخ وجود الكاتب في الحياة، وسرد تفاصيل كانت أبعد ما يكون عن متناول القارئ.طرحت الندوة التي أدارتها الإعلامية المصرية دينا قنديل، عدداً من التساؤلات، منها هل السيرة الذاتية نسيجٌ لغوي طيّع يشبه الرواية؟ أم أنه واقعٌ سرديّ أراد له الكاتب أن يصير نصاً متدفّقاً من الصور المترابطة معاً لتشكّل مسيرة حياة مملوءة بالتفاصيل؟وحسم الروائي الجزائري، الجدل حول السيرة الذاتية، بمداخلة له أشار فيها إلى أن السيرة الذاتية للأديب هي نوع إشكاليّ، لأن لا قارئ محداًد له، ولا شواهد عليه، واصفاً إياه بالفضفاض بقوله: «هذا النوع من الأجناس الأدبية لديه خصائص مشتركة بين جميع الكتابات الأخرى، ويمكن لأي كاتب أن يكتب السيرة، لكن ليس من السهل أن نطلق عليه لقب أديب، وهنا تكمن نقطة الحسم». وأضاف: «السيرة الذاتية هي ترميم لثقوب الذاكرة، وأهم ما يكمن فيها هو اعتراف الكاتب منذ البداية بأنه يكتب سيرته الذاتية من دون اختباء، أو خوف، لكن الأهم هو الصدق، وأن يسرد الكاتب ما حدث في حياته كأنه أمام مرآة، وأسوأ ما في السيرة أنك تشعر وأنت تبدأ بكتابتها وكأنك تقف أمام الموت الذي تتلمس خطواته بداخلك وهي تقترب، لكنك تقوم بهذا الفعل الأدبي لكونك لا تريد أن يكتب آخرون سيرتك».وتابع الأعرج: «على الكاتب الذي يخوض في كتابة سيرته أن يتحمل المسؤولية كاملة عن هذا النوع من الكتابة، لكون السيرة في ظروف ما يمكن لها أن تقتل صاحبها، وهذا ما حصل مع عدد من الأدباء الذين ارتطموا في واقع الحال بحقيقة مجتمعاتهم، فالمجتمعات العربية لا حرّية للرجل فيها فكيف المرأة، ومن يريد أن يكتب سيرته عليه أن يعيش في مجتمع يراعي الحرية بأبسط تجلياتها». من جانبه أشار الكاتب الكويتي سعود السنعوسي، إلى أنه من المبكر أن أتحدث عن سيرتي الذاتية، لكن كل كاتب يكتب سيرته الذاتية بشكل أو بآخر، ولا يوجد كتاب يخلو من سيرة ذاتية، لافتاً إلى أنه لو أتيح لي أن أكتب عن ذاتي سأتناول أيام الطفولة، وهذا أمر خطر. وقال السنعوسي في مداخلته: «السيرة موزّعة في أعمال الروائي، شاء أم أبى، لكن هناك تفاصيل كثيرة أنت بحاجة لقولها وتقف حدود الرواية في بعض الأوقات عائقاً أمام هذه المحاولات، ولو جانبها شيء من حياتك الشخصية، وإذا جاء يوم وبدأت فيه بكتابة السيرة فهي ستكون بمثابة المحاولات للحفاظ على تفاصيل ذاكرتي، لكن التحدّي هو أن تقدّم نفسك للكاتب بأخطائك لكن إلى أي درجة يمكن لك أن تحقق هذا التحدي؟» وأضاف:«كاتب السيرة يريد أن يتخلّص من ذاته، أن يضعها في كتاب ويتركها عرضة للخلود في كثير من الأوقات كي لا تتسرّب إلى العدم، وعلى جانب آخر هي محاولة للتقرّب من أناس أحببناهم بشكل مباشر وغابوا». ولفت السنعوسي إلى أن قراءة السير الذاتية لاسيما للمؤلفين والأدباء هي بمثابة البحث عن مفاتيح الحكايات التي صاغوها، مدللاً على ذلك بقوله: «قراءة السير الذاتية لأعلام الأدب هي أن تفتح خزانتهم الشخصية وتبحث عن ملابسهم ومقتنياتهم وحكاياتهم، ودلتني الكثير من السير على أصل المعنى الذي أراد إيصاله كاتب ما، لأشعر بأنني أمام حياة تجمّدت في الزمن».

مشاركة :