قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، إنه يأمل في نجاح مبادرة أميركية للسلام في الشرق الأوسط، وأشاد بالرئيس دونالد ترمب، لأنه سلك نهجاً جديداً لإعادة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات، حسبما أعلنت وكالة «رويترز» للأنباء. وعلى مدى 20 عاماً على الأقل كان الهدف من المساعي الدبلوماسية، التي تقودها الولايات المتحدة هو «حل الدولتين» الذي يعني إقامة دولة فلسطينية مستقلة، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في سلام. لكن ترمب لم يعلن هو أو مساعدوه إعادة التزامهم بحل الدولتين، وقالوا بدلاً من ذلك إن الأمر يعود إلى الجانبين لتحقيق ذلك في محادثات سلام. وعندما سئل خلال زيارة للندن لإحياء ذكرى إعلان بريطانيا تأييد إقامة وطن لليهود في عام 1917 إن كان يشعر الآن بأن اللحظة مواتية لتحقيق السلام في المنطقة، بالنظر إلى تدخل ترمب في جهود السلام، أجاب: «آمل ذلك». وقال نتنياهو في مؤسسة «تشاتام هاوس» بلندن أمس: «المطروح للنقاش الآن هو مبادرة أميركية. بالطبع نعلن مصالحنا ومخاوفنا للسيد ترمب. إنه يشارك (في المساعي) بأداء المستعد لمواجهة الصعاب... إنهم يحاولون التفكير خارج الصندوق». وكان نتنياهو قد أبدى في السابق تشككه بشأن مبادرة ترمب، وأبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يوليو (تموز) الماضي بأنه سيكون من الصعب تحقيق تقدم سريع بسبب شعوره بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ربما ليس قادراً على الوفاء بالالتزامات التي قطعها على نفسه. لكنه قال إن مزيداً من الدول في المنطقة بدأت الآن التفاعل بشكل بناء مع إسرائيل. وأضاف أن «السبب في أنني أستمد الأمل من اللحظة الراهنة هو التحول الأكبر في العلاقات العربية - الإسرائيلية مع دول المنطقة». في غضون ذلك أطلق يسرائيل كاتس، وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي، تصريحات جديدة توعد فيها بإزالة إيران من الوجود، على حد تعبيره، ودعا إلى مواصلة العمل من أجل منعها من حيازة سلاح نووي إلى الأبد. وقال كاتس في مؤتمر عقد في القدس الغربية، مساء أول من أمس في ذكرى مرور 100 عام على وعد بلفور، إن «إسرائيل تملك القدرة على إزالة إيران من الوجود في حال استمرت بتهديد الوجود الإسرائيلي». وأوضح الوزير الإسرائيلي الذي كان يتحدث عن دور إيران في سوريا، أنه «عبر التاريخ يظهر إرهابيون في مهمة لتدمير الدولة اليهودية ويفشلون. ومن تقمص هذا الدور حالياً هم الإيرانيون... وأنا أحذر خامنئي وروحاني والسليماني: إذا ما استمررتم في مساعيكم لتقويض وجود دولة إسرائيل، فسوف تختفون بأسرع مما قد تظنون. لدينا ما يكفي من الإمكانات، ومن يهددنا سيدفع الثمن الكامل». كما كرر الوزير الإسرائيلي التصريحات المعلنة بخصوص محاولات إيران امتلاك السلاح النووي، وقال متحدياً: «لن نسمح أبداً لإيران بامتلاك أسلحة نووية. ويجب علينا أن نقطع دابر هذا المحور الإرهابي الشيعي الذي تولد إثر الحرب في سوريا». وفي سياق تطرقه إلى «الاتفاق النووي» مع إيران الذي وقعته الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، دعا كاتس إلى «زيادة الضغوطات على الدول الغربية لجعلها تلتحق بموقف الإدارة الأميركية، وتعلن هي أيضاً رفضها للاتفاق النووي الإيراني، ومنعها من حيازة الأسلحة النووية». يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خفف من لهجته ضد الاتفاق، وقال خلال زيارته إلى بريطانيا، إنه يدعو لتصحيح الاتفاق وليس لإلغائه. من جهة ثانية، انتهى حفل جمع التبرعات السنوي للجيش الإسرائيلي في لوس أنجليس الأميركية، ليلة أول من أمس، بجمع مبلغ 54 مليون دولار، وهو رقم قياسي في هذا الحفل السنوي. وتنظم هذا الحفل في مثل هذا الوقت من كل سنة منظمة أصدقاء إسرائيل في كل من الولايات المتحدة وبنما. وقد حضره 1200 مدعو من أغنياء اليهود وأصدقائهم، ومعهم مجموعة من نجوم هوليوود، بمبادرة من اليهودي الإسرائيلي الأميركي حايم صبان، الذي تبرع بمبلغ 5 ملايين دولار. وكان أكبر المتبرعين لاري اليسون، رئيس شركة «أوركول» (Oracle)، الذي كتب شيكاً بقيمة 16.5 مليون دولار. وقد استمع الحضور إلى 17 جندياً وضابطاً في الجيش الإسرائيلي، حضروا الحفل وروى كل منهم قصة إنسانية، أثرت على المتبرعين، فزادوا من قيمة الدفع.
مشاركة :