في وقت تكاد تغرق سفينة السلطة الداخلية لإدارة الرئيس دونالد ترامب وسط تعثرات كبيرة مع الكونغرس ومشكلات قضائية لمستشاريه، تتحول الأنظار خلال الجولة الآسيوية لترامب التي تشمل 5 دول، هي اليابان وكوريا الجنوبية والصين وفيتنام والفيليبين، إلى أحد التحديات الأهم لسياسته الخارجية والمتمثلة في مواجهة بلاده والحلفاء في شبه الجزيرة الكورية الجنوبية تهديدات البرامج النووية والصاروخية لبيونغيانغ. وتشهد الجولة الآسيوية أيضاً محطة مهمة للرئيس الأميركي في فيتنام، حيث سيلتقي على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وسط تسارع تطورات التحقيق الأميركي في قضية «تواطؤ» الحملة الانتخابية لترامب مع روسيا، مع توجيه اتهامات في القضية إلى ثلاثة من مستشاريه. وفي تغريدات سبقت صعوده إلى متن الطائرة الرئاسية، أطلق ترامب انتقادات إلى وزارة العدل، مطالباً بمحاكمة خصومه السياسيين السابقين. وكتب: «يشعر كثير من الناس بخيبة الأمل من وزارة العدل، وأنا أحدهم». واشتكى من أنهم لا يحققون في شكل كافٍ في شأن منافسته المرشحة الديموقراطية السابقة هيلاري كلينتون. وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا إثر توقيع ترامب «على مضض» على عقوبات جديدة ضد روسيا، في خطوة قالت موسكو إنها «قضت على آمال بتحسين العلاقات بين البلدين». وأمر بوتين لاحقاً واشنطن بتقليل عدد موظفيها الديبلوماسيين في موسكو بأكثر من النصف. وبعد أيام على مواجهة إدارته تحدي مقتل 8 أشخاص دهساً في عملية تبناها تنظيم «داعش»، وعد ترامب بأن يدفع التنظيم «ثمناً غالياً لكل اعتداء ضد الولايات المتحدة»، معلناً أن الجيش الأميركي «سدد ضربات أقوى لداعش في اليومين الأخيرين». وفيما تتصدر اهتمامات جولة ترامب الآسيوية ملفات كوريا الشمالية والمخاوف من صعود الصين وتقوية الحضور الأميركي في المحيط الهادي، صرح مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر بأن الرئيس الأميركي سيبلغ قادة الدول بأن «الوقت ينفد» في شأن وضع حد للأزمة النووية والصاروخية لكوريا الشمالية. ويأمل البيت ألأبيض بأن تثمر الزيارة المطولة «استراتيجية واضحة» تجاه الصين، كما أنها توفر فرصة أمام الإدارة لاتخاذ خطوات مع قوى آسيا الاقتصادية نحو تقليص عجز واشنطن التجاري وتقويض طموح الصين. وعنونت مجلة «تايم» على غلافها هذا الأسبوع أن «الصين فازت» باللغتين الإنكليزية والصينية (ماندارين)، تعبيراً عن اتجاه بكين المستقبلي إلى التفوق اقتصادياً على المستوى العالمي وتخطي الولايات المتحدة. وفى السياق ذاته، قال ماكماستر إن أولوية الرئيس القصوى هى إدارة العلاقات مع الدول المجاورة لكوريا الشمالية والضغط لممارسة مزيد من الضغوط على سعي بيونغيانع وراء الأسلحة النووية. ويعتبر البيت الأبيض أن ترامب حقق «نجاحات» في مساعيه للضغط على الصين، «الورقة الرئيسة في مواجهة كوريا الشمالية، وأقنعها بتأييد عقوبات جديدة ضد نظامها بعد تجربتها النووية السادسة الأقوى في 3 أيلول (سبتمبر)، لكنه سيُطالب رئيسها شي جينبينغ بفعل المزيد، فيما زادت بكين نفسها الضغوط على الرئيس الأميركي عشية الجولة، بقولها إنها «بذلت ما في وسعها لحل القضايا الخاصة بأزمة شبه الجزيرة الكورية». وقال وزير الخارجية الصيني تشنغ تشنغ تسه قوانغ: «نعارض بشدة أي صراع في شبه الجزيرة الكورية، ونعتقد بأن استخدام القوة ليس الطريقة الصحيحة لحل الأزمة»، علماً أن ترامب كان هدد بتدمير كوريا الشمالية بالكامل. كما أمل تشنغ بأن تكون الولايات المتحدة جزءاً من الحل وليست مشكلة في ملف بحر الصين الجنوبي المتنازع على سيادته بين الصين ودول مجاورة، مؤكداً أن سيادة بلاده على جزر ومياه في بحر الصين الجنوبي «لا تقبل الجدل»، وأن مسألة بحر الصين الجنوبي «ليست بين الصين والولايات المتحدة». وكانت واشنطن أبدت قلقها من أن تستخدم الصين هذه الجزر لفرض قيود على حركة الملاحة البحرية. وأعطت أوامر بتنفيذ سفن تابعة للبحرية الأميركية دوريات في المنطقة، ما أغضب الصين. وقال ترامب ليل الخميس إنه غير متأكد من بقاء وزير خارجيته ريكس تيلرسون في منصبه حتى نهاية ولايته الرئاسية مضيفا أنه «غير راض» عن عدم تأييد بعض موظفي الوزارة لبرنامجه السياسي. وهاجم ترامب في حديث مع شبكة «فوكس نيوز» ليل الخميس، الوزارة تحت قيادة تيلرسون وقال إنه (الرئيس) وحده من يحدد السياسة الخارجية الأميركية.
مشاركة :