دراسة تكشف أن الأشخاص الذين يسيرون أثناء النوم هم أقل تأثرا بالحاجة إلى العودة للوراء عند بلوغ هدف ما، وهم أقل ترددا في اتخاذ القرارات.العرب [نُشر في 2017/11/04، العدد: 10802، ص(21)]حركات تكشف خفايا الشخصية زيورخ (سوسرا) - كشفت دراسة سويسرية حديثة أن الأشخاص الذين يسيرون أثناء النوم هم الأكثر عرضة لعملية “التوجيه الآلي” حتى عندما يكونون مستيقظين، وهو ما يجعلهم يتمتعون بمهارات تفوق الأشخاص الطبيعيين. وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج بعد إجراء اختبارات لعدد من الأشخاص الذين يسيرون أثناء النوم، وهو ما يعرف طبيا باسم “السرنمة” أو “الجُوال”، وهو أحد اضطرابات النوم، ويحدث خلالها قيام المريض بأنشطة من ضمنها المشي. وقال الباحثون إن الأشخاص الذين يميلون إلى السير أثناء النوم هم أقل تأثرا بالحاجة إلى العودة للوراء عند بلوغ هدف ما، حيث أنهم أقل ترددا في اتخاذ القرارات، كما أنهم كانوا قادرين على الاستمرار في المشي على النحو الطبيعي. وفي مقابل ذلك كان الأشخاص الذين لا يعانون من اضطرابات النوم أكثر ميلا للتخلص من المهام الموكلة إليهم في وقت مبكر، وهذا ما يشير إلى أن الذين يعانون من “السرنمة” يمتلكون مزايا ومهارات متعددة مقارنة بالأشخاص الطبيعيين. وأشارت نتائج الدراسة إلى أن أن المصابين بهذا النوع من اضطراب النوم، يمكنهم القيام ببعض الأشياء المعقدة بالإضافة إلى المشي، مثل ارتداء الملابس وقيادة سيارة أو العزف على آلة موسيقية، ويؤثر هذا الاضطراب على 2 إلى 4 بالمئة من البالغين، وأكثر من 10 بالمئة من الأطفال على الرغم من أن معظمهم سيتخلص من هذا الاضطراب بمجرد الوصول إلى سن البلوغ. ومن جانبه قال الباحث أوليفر كاناب، وهو محاضر في علم الأعصاب الإدراكي في جامعة سنترال لانكشاير، إنه “لم يعرف سوى القليل عن علامات السير أثناء النوم، وذلك أساسا بسبب صعوبة التحقيق في هذه الحالة تجريبيا”، وأضاف “تقدم أبحاثنا رؤية لهذه الاضطرابات في النوم، وتوفر صلة علمية واضحة بين العمل والوعي والنوم”. وقسم فريق البحث المشاركين إلى مجموعتين الأولى من المرضى والثانية من الأشخاص الطبيعيين، وطلب من كليهما ارتداء سماعات الواقع الافتراضي والسير مع “الرموز الافتراضية” نحو الهدف المرئي، ومن ثم طلب من المشاركين تكرار المهمة بالمشي إلى الوراء في سبع خطوات، وسجل العلماء سرعة المشي ودقة الحركة لدى المرضى أثناء قيامهم بذلك، بينما كانت حركة الأشخاص العاديين أكثر بطئا بشكل ملحوظ عند الرجوع إلى الوراء. وأوضح المؤلف المشارك في الدراسة، الأستاذ أولاف بلانكي، رئيس مختبر علم الأعصاب الإدراكي في مدرسة بوليتكنيك فيدرال لوزان في سويسرا قائلا “وجدنا أن المصابين باضطرابات السرنمة واصلوا السير بالسرعة والدقة ذاتها كما كانوا من قبل، وكانوا أكثر وعيا لتحركاتهم على عكس المشاركين الطبيعيين”. كما قال “البحث يعد الأول من نوعه في توفير المؤشرات الحيوية الهامة للمصابين باضطراب السير أثناء النوم”.
مشاركة :