«وثائق بن لادن» تكشف علاقته بالإخوان وقطر و«ثورات الربيع العربي» لإسقاط دول الخليج العربي

  • 11/4/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت وثائق زعيم القاعدة «أسامة بن لادن» عن تفاصيل مخططات إرهابية تستهدف دول الخليج العربي، باسثناء قطر، وعن دور قناة الجزيرة في التحريض على إشعال الانتفاضات الشعبية في عدد من الدول العربية، وسلطت الضوء على العلاقة السرية بين «القاعدة» وإيران، والعلاقة مع النظام القطري، ومع جماعة الإخوان المسلمين.. واهتمت الدوائر السياسية والأمنية  (العربية والغربية) بوثائق «أبوت آباد» التي كشفتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بعدما أخذتها من منزل زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن خلال عملية قتله قبل 6 سنوات.         وأوقفت الاستخبارات الأمريكية، أمس، نشر الوثائق التي تُعد بمئات الآلاف، معللة ذلك بعطل فني. والوثائق الجديدة هي الدفعة الرابعة من المستندات التي نُقلت من مخبأ بن لادن في أبوت آباد، وقد تضمنت عرض مفكرة شخصية بدا أن بعض صفحاتها مكتوب بخط يد إحدى ابنتي بن لادن وبعضها بخط يده. وكشفت المفكرة كيف يرى زعيم «القاعدة» العالم من حوله واهتمامه بـ«الربيع العربي» عام 2011. وكان بن لادن يتحدث عن ليبيا ومحاولة جعلها نقطة انطلاق الإرهابيين صوب أوروبا، وكيفية الاستفادة من التغيرات السريعة للغاية في العالم العربي.       ونقلت إحدى بنات أسامة بن لادن عن والدها في وثائق دونتها بخط يدها، اهتمامه الكبير بالثورات العربية، التي انطلقت قبل مقتله، واعتبر أسامة بن لادن تلك الثورات، أفضل بيئة لتحقيق أهداف التنظيم ونشر أفكار القاعدة، إلا أنه بحسب ما وثقته إحدى بناته، لم يكن سعيداً بالسرعة التي سارت بها الأمور خلال تلك الثورات، إذ أعرب عن تخوفه من ثورات مضادة بسبب السرعة التي تسير بها، وقال: «أنا محبط بسبب السرعة التي تسير بها الثورات العربية، لقد طلبنا منهم تخفيف سرعتها»!!     وأفصح لعائلته بحسب وثائق أخرى، عن سعي القاعدة لتحويل ليبيا إلى معبر لأعضاء القاعدة نحو أوروبا، وقال في مذكرات من 228 صفحة حملت عنوان «مذكرات خاصة لأبو عبدالله… جلسة مع العائلة»، أن الثورة الليبية فتحت الباب لمن وصفهم بـ«الجهاديين».     وكشفت بعض الوثائق أن التنظيم الإرهابي وضع نصب عينيه إحداث الفوضي الشاملة في السعودية، لكن الأجواء لم تكن متهيئة بعد، بحسب ما ورد في تلك المذكرات الهامة. ‎فقد رأي بن لادن أن ما يسمي بـ«ثورات الربيع العربي» ستكون طريق تنظيم القاعدة لإسقاط المملكة العربية السعودية، وبقية دول الخليج العربي، بحسب الوثائق. ‎وقال إنه إذا نجحت «الثورة» في اليمن فسيكون ذلك «بداية التسخين» في بلاد الحرمين، التي تحتاج أشهرا أو أكثر حسب الوضع في اليمن.   ‎وذكر في الصفحة الـ7 من تلك الوثائق أنه إذا «سقطت اليمن، سيكون سقوط دول الخليج، وعلي رأسهم السعودية، تحصيل حاصل»، ليكون اليمن حجر الدومينو الأول في نشر الفوضي في السعودية ومنطقة الخليج     ‎ واللافت في المذكرات هو الدور الذي يعول فيه زعيم تنظيم القاعدة علي قناة الجزيرة القطرية التي تعمل علي هدم جميع الأنظمة، كما جاء في مذكراته. ‎ويقول في الصفحة 51  إن «ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻲ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﻟﻮاء ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ»، مشيراً تحديداً إلى دورها في تونس. ﻭﻨﺼﺢ ﺑﻦ ﻻﺩﻥ بﺃﻥ ﻳﺤﺮّﺽ ﻣﻨﻈﺮ ﻭﻣﻔﺘﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ «ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ» ﺍﻟﻤﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﺣﺔ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﻘﺮﺿﺎﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺘﻐﻲ ﻣﻨﻬﺎ «ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ» ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ. فقد جاء ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 51 ﺃﻳﻀﺎً ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺿﺎﻭﻱ يمكن أن يساعد إذا تكلم ﻭ«ﻳﺰﻳﺪ ﺛﻘﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ أﻥ (ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ) ﻋﻠﻰ ﺣﻖ»، في إشارة ربما إلى ما كان يجري في ليبيا. ﻭﻫﻨﺎ ﺷﺪﺩ ﺑﻦ ﻻﺩﻥ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺗﻨﻈﻴﻤﻪ ﻣﻊ «ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ» قائلاً إنه «ﻟﻮ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻟﻜﺎﻥ ﻣﻮﻗﻔﻨﺎ ﺻﻌﺒاً»، ﻭﺷﺪﺩ ﺑﻦ ﻻﺩﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﺔ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺃﻗﻮﻯ ﻭﺃﻓﻀﻞ ﺣﻠﻴﻒ ﺇﻋﻼﻣﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﻪ، ﺣﻴﺚ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 180 ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ: «ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺒﻮﺍ ﻟﻬﻢ ﻓﻘﺮﺓ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻭﺍﻓﻴﺔ ﺗﺴﺮﻉ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﻭﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻣﻊ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﺔ المقبلة».       وفيما يتعلق بقطر، كشفت الوثائق الجديدة عن نصائح وجهها بن لادن لنجله حمزة، بمغادرة إيران إلى قطر، لدراسة العلوم الشرعية حتى يتمكن من مقاومة التشكيك في الجهاد وترسيخ قناعته، على حد تعبيره. كما نصح في رسالة كتبها إلى ثلاثة من أبنائه وإحدى زوجاته، بترك ممتلكاتهم في إيران والتوجه إلى قطر..كما اعتمد بن لادن على الجزيرة بشكل أساسي في متابعة الأخبار الخاصة بأفرع التنظيم الأخرى في البؤر المختلفة حول العالم، وكان ينتهج منهج القناة القطرية الإعلامي في الهجوم الشرس على دول الخليج خاصة، والدول العربية بشكل عام.       ويعد اليمن محور التركيز الرئيسي لأغلب مداخلات المفكرة. وفرع تنظيم القاعدة هناك هو من أنشط الأفرع المنبثقة عن التنظيم في العالم، وتشير المفكرة إلى أن التنظيم كان يخطط لتنفيذ عملية اغتيال ضد الرئيس اليمني في تلك الفترة علي عبد الله صالح، قبل خلعه من الحكم. وتصوّر بن لادن، كما جاء في الوثائق، أن نجاح «الثورة» في اليمن خلال الربيع العربي ستكون له تداعيات واسعة في المنطقة كلها.     وعبر الصفحات الأولى من المفكرة، سئل بن لادن عن أفكاره، فأجاب بنفسه بأنه اعتنق ما سمّاه «الأفكار الجهادية» للمرة الأولى خلال المرحلة الثانوية من حياته الدراسية. وقال إن ذلك جاء نتيجة لبيئته المعيشية والدراسية في ذلك الوقت. وحول تطور الفكر المتطرف لأسامة بن لادن، كشف زعيم «القاعدة» في مذكراته الخطية والتي تم الإفراج عنها مع مجموعة المستندات الأخيرة، عن أنه التزم بفكر جماعة «الإخوان المسلمين»، رغم أنه وصف تعاليم الحركة بـ«المناهج المحدودة». وأشار بن لادن إلى أنه بدأ في التفكير جدياً فيما وصفه بـ«الجهاد» خلال مرحلة الدراسة الثانوية. ومنذ سنواته الأولى، بدا بن لادن غير شغوف بـ«الملذات الدنيوية»، متذكراً قصة رفضه الحصول على ساعة فاخرة جديدة من والده الثري.         واتضح أن علاقة بن لادن بقيادات طهران كانت قوية، حتى إنه راسل بنفسه المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي وطلب منه الإفراج عن أحد أفراد عائلته. وجاء تسجيل مصور لحفل زفاف نجل بن لادن حمزة، والذي تمت إقامته في طهران ليؤكد الطبيعة المقربة للعلاقة. ويظهر في شريط الفيديو محمد الإسلامبولي شقيق قاتل الرئيس الراحل السادات، الذي كان مقيماً في طهران. وشرحت الوثيقة أيضاً أنه رغم وجود بعض الخلافات بين إيران و«القاعدة»، فإن بن لادن أعطى تعليمات مباشرة وواضحة لعناصر تنظيمه بعدم تشكيل «تهديد» على إيران ووصفها بأنها «شريان مهم» بالنسبة إلى «القاعدة».   ويتذكر أحد فصول مفكرة بن لادن فترة الصيف التي قضاها في المملكة المتحدة للدراسة، عندما كان يبلغ 14 عاماً من عمره، والتي تضمنت زيارة لمنزل ويليام شكسبير. وكان يشعر بعدم الارتياح للوقت الذي أمضاه في بريطانيا، ومن ثم قرر عدم العودة إلى هناك في الصيف الذي يليه. وقال بن لادن عن ذلك: «رأيت أنه مجتمع يختلف تماماً عن مجتمعنا وأنهم فاسدون أخلاقياً»

مشاركة :