طالب مختصون اجتماعيون ونفسانيون أولياء الأمور بمنع أطفالهم من مشاهدة مقاطع القتل والعنف والانتحار المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل الجوال، مؤكدين أن هذه المشاهد تشكل انعكاسات سلبية ولها أبعاد خطيرة، والأفضل أن تبادر الجهات المختصة بحذف مثل هذه المشاهدة التي تمارسها الجماعات والمنظمات الإرهابية. ورأى استشاري الطب النفسي الدكتور أبوبكر باناعمة أن مشاهدة الأطفال لمقاطع العنف والقتل لها أبعاد خطيرة قد تنعكس سلبا على نفسية الأطفال، خصوصا أنها تتضمن قتل وسفك دماء وجرائم بشعة وهتك أعراض، وكل هذه الأمور تخالف الإنسانية وتجعل الإنسان يرى أبشع أنواع الإجرام في حياته. وأضاف: لا شك أن التقنيات أسهمت بشكل كبير وفعال في نقل المعلومة والصورة، وللأسف الشديد استغل البعض تداول مثل هذه المشاهد المؤلمة والمحزنة، وبذلك أصبحت المقاطع تنتقل بين الأفراد بسرعة البرق، وسط تجاهل الأبعاد النفسية للمشاهدين، خصوصا الأطفال والنساء وكبار السن الذين قد لا يتحملون مثل تلك المقاطع. الدكتور باناعمة دعا إلى ضرورة أن يتم الحظر على مثل هذه المقاطع المتداولة عبر اليوتيوب أو أي وسيلة أخرى من قبل الجهات المختصة، خصوصا مواقع الإرهاب التي يتفنن أصحابها في تحميل مشاهد العنف والقتل وطرح فكر وعقيدة تتنافى مع تعاليم ديننا الإسلامي. أما الأخصائي الاجتماعي طلال الناشري فيقول: أصبحت التقنيات في عصرنا الحالي هي المحرك الرئيسي في حياتنا، وبدون هذه التقنيات لا يمكن للفرد أن يمارس نشاطه اليومي، وبالتالي فإن العالم أصبح وبفضل هذه التقنيات الذكية قرية صغيرة، حيث إن الكلمة والصورة أصبحتا تصلان إلى الجميع بسرعة لا يمكن وصفها، وللأسف الشديد هناك من استغل هذه التقنيات في نشر وترويج المقاطع القاتلة والمفجعة والمؤلمة التي تتضمن مشاهد القتل وسفك الدماء والنحر وكلها مشاهد تترسخ في العقل وتبين فداحة ما ترتكبه منظمات الإرهاب. ودعا أولياء الأمور لمراقبة الأبناء الذين يحملون الجوالات الذكية ويسهمون في نشر المقاطع بين الأصدقاء، متجاهلين الانعكاسات المترتبة على ذلك، فمثل هذه المشاهد تمهد لأبعاد خطيرة لا تخلو من التقليد أو الإصابة بكوابيس الليل عند الإدمان في مشاهدة مقاطع القتل والنحر. وشدد أخصائي الطب النفسي الدكتور محمد براشا على ضرورة أن تبادر الجهات المسؤولة عن التقنيات لحظر المواقع التي تحتضن مشاهد الإرهاب والقتل والنحر لسهولة تحميلها من الموقع ومن ثم تناقلها بين أفراد المجتمع، مبينا أن هناك مخاطر نفسية عديدة تترتب على مشاهد القتل والنحر، خصوصا بين الأطفال والنساء وكبار السن، وتزداد الخطورة أكثر عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب. ولفت الى أن الأطفال وبدافع الفضول وحب الاستطلاع يسعون إلى مشاهدة مثل هذه اللقطات، فكما هو معروف أن كل ممنوع مرغوب، وهم يدركون أن مثل هذه المشاهد مقززة ومؤلمة ولها أبعاد خطيرة، لذا فإن نصحهم ومنعهم من هذه المشاهد يجنبهم كل ما يترتب على ذلك. الدكتور براشا خلص إلى القول إن هناك أهدافا محددة لمثل هذه المشاهد والمقاطع، فالأولى أن ننصح أبناءنا وأيضا أن تبادر الجهة المسؤولة لوقف كل مشاهد النحر والقتل المتداولة في النت.
مشاركة :