لم تكن مؤشرات الأسهم العالمية بحاجة لكل هذه المعطيات الإيجابية حتى تتابع مسيرة صعودها المستمرة منذ تسعة أسابيع، فالمزاج العام إيجابي وشهية المستثمرين في أحسن حالاتها ونتائج الشركات تصب المزيد من الزيت على نار التداولات.فقد كان الأسبوع الماضي استثنائيا سواء لجهة الأرقام القياسية التي سجلتها المؤشرات أو لجهة الزخم الذي استقته الأسهم من مجموعة من العوامل بدءا من نتائج قطاع التقنية الذي منحها مزيدا من القوة في نهاية الأسبوع قبل الماضي، وصولا إلى تقرير الوظائف الأمريكي وتسمية جيرمي باول خليفة لجانيت يلين.جاءت نتائج شركة «آبل» التي كشفت عن مكاسب كبيرة لسهم الشركة خلال الفصل الثالث من العام، والتي رفعت قيمتها السوقية لتلامس 900 مليار دولار، لتعطي المؤشرات فرصة تحقيق رقم قياسي جديد وتنهي على مكاسب أسبوعية لافتة خاصة بعد انطلاق عمليات بيع أجهزتها الجديدة أيفون إكس وأيفون8.وكشف تقرير الوظائف الأمريكي لشهر أكتوبر عن أن ضعف تقرير شهر سبتمبر كان بسبب الأعاصير وأن الاقتصاد الأمريكي يسير بشكل جيد، وإن كان تقرير أكتوبر قد كشف عن ضعف في نمو معدلات الأجور على أساس سنوي وارتفاع عدد المتسربين من قوة العمل ما ألقى بظلاله على سوق العمل الأمريكي.وتصدر مؤشر نيكاي الياباني قائمة المؤشرات العالمية الرئيسية في حصد المكاسب مستفيدا من تعزيز الثقة بالاقتصاد بعد فوز رئيس الوزراء شينزو آبي في الانتخابات اضيف إليه الأرباح القياسية التي حققتها بعض الشركات منها «سوني» التي كشفت عن أرباح هي الأعلى منذ تسع سنوات. وقد أنهى المؤشر على 22539 نقطة بزيادة بنسبة 2،41% للأسبوع الثاني على التوالي. أما مؤشر شنغهاي فكان الخاسر الوحيد في تداولات الأسبوع الماضي حيث أغلق عند 3371،74 نقطة فاقدا 1،32% ليعكس ردة فعل المستثمرين حيال بيانات الاقتصاد الصيني بعد أن كشف تقرير مشتريات المديرين عن نتائج مخيبة للآمال.وحققت الأسهم الأوروبية نتائج جيدة منذ مطلع الأسبوع بدفع من سياسة البنك المركزي بعد اجتماعه الأخير ومن نتائج الشركات خاصة في القطاع الصناعي، والزيادة في أسعار البيوت في بريطانيا وارتفاع مكاسب المؤشرات الأسبانية يوم الاثنين بنسبة 2%. وتصدر المكاسب الأسبوعية مؤشر داكس الألماني الذي أغلق عند 13478،86 نقطة بزيادة بنسبة 1،98%، أما مؤشر فاينانشل تايمز100 فقد أغلق على 7560،35 نقطة مضيفا إلى مكاسبه 0،74%.من جانبها سجلت المؤشرات الرئيسية في نيويورك أرقاما قياسية جديدة وسط بيئة إيجابية بدأت مع تمرير خطة الإصلاح الضريبي في الكونجرس قبل بداية الأسبوع، وإن تعرضت لنكسة يوم الاثنين وسط أخبار عن تنفيذ الخطة تدريجيا. إلا أن نتائج الشركات أعادت للتداولات نشاطها مدفوعة بتقارير اقتصادية مشجعة كان آخرها تقرير الوظائف الذي كشف عن 261 ألف وظيفة لشهر أكتوبر وأعاد الثقة بأداء الاقتصاد. وتصدر ناسداك قائمة المؤشرات بمكاسب بلغت 0،94% مغلقا على 6764،44 نقطة، بينما كسب مؤشر داو جونز 0،45% على مدار الأيام الخمسة.ووسط توقعات المحللين المرتفعة التي تجاوزت 96% بإقدام الاحتياطي الفيدرالي على رفع اسعار الفائدة في ديسمبر المقبل، سجل العائد على سندات الخزانة فئة السنتين ارتفاعا جديدا حيث بلغ 1،63% بزيادة نقطتين.ومنح قرار بنك إنجلترا رفع أسعار الفائدة الجنيه الاسترليني القوة على تحقيق التوازن مقابل الدولار وإضافة 0،1% لقيمته لينهي عند 1،3 دولار بعد أن تراجع يوم الخميس إلى 1،4 دولار.ومنح صمود أسعار النفط فوق الستين دولارا أسواق الأسهم مزيدا من الثقة وسط تزايد تأكيدات تمديد اتفاق خفض الإنتاج في أوبك الذي تزامن مع مؤشرات انتعاش في الطلب العالمي على الخام. وقد أنهى برميل برنت يوم الجمعة قريبا من 62 دولارا وهو أعلى مستوى يبلغه منذ عامين.