قالت صحيفة «إندبندنت» الأيرلندية إنه في أقل من أربعة أشهر، وصل عدد الأبقار في مزرعة «بلدنا» الواقعة شمال العاصمة القطرية الدوحة من صفر إلى 3000 بقرة؛ بهدف كسر الحصار. مشيرة إلى أن الهدف الرئيسي أن يكون هناك 10 آلاف بقرة بالمزرعة مع حلول أبريل المقبل.وقالت الصحيفة في تقرير لها: إنه بسبب اعتماد قطر الشديد على منتجات الألبان من المملكة العربية السعودية، كان الحصار بالنسبة لكثيرين يشير إلى كارثة محتملة؛ ولكن بالنسبة جون دوري (58 عاماً) مدير «بلدنا»، يعد فرصة ذهبية لتوسيع عمليات المزرعة التي تبلغ مساحتها نحو 700,000 متر مربع. ونقلت الصحيفة عن جون قوله: «كان حوالي ثمانية لاعبين مختلفين في سوق الألبان القطري قبل الحصار، منهم أربعة سعوديون، وواحد من الإمارات العربية المتحدة، واثنان أو ثلاثة لاعبين محليين، وجاء ما يقرب من 80 % من طعامنا من الصادرات من هذه البلدان، وجاء 90 % من منتجات الألبان من السعودية؛ لذلك وجدنا فرصة للتوسع واغتنمناها». وتشير الصحيفة إلى أن الخطة بدأت في يوليو، عندما نقلت الخطوط الجوية القطرية 165 بقرة «هولشتاين» من بودابست. وعلى مدى الأشهر التالية، توسع القطيع إلى 3 ألف بقرة حيث تم نقل الأبقار من مواقع بعيدة مثل أستراليا والولايات المتحدة وهولندا وألمانيا. وفي حين أن الكثير من مزارع الألبان في قطر لم تنتقل بعد إلى تقنيات الحلب الحديثة، إلا أن مؤسسة «بلدنا» تقود الطريق في الحلب الحديث وتستخدم منتجات أيرلندية ذات مستوى عالمي للقيام بذلك. ويقول جون: «لم تكن قطر قد طبّقت التكنولوجيا نفسها التي حصلت عليها دول أخرى. ولدينا الآن أكبر وأفضل صالة دوارة في الشرق الأوسط، يمكن أن تحلب 750 بقرة في ساعة». وفي الوقت الحاضر توفر «بلدنا» من 30 : 40 % من سوق الألبان القطري. وبحلول أبريل 2018، يصر جون على قدرتها على الوصول لـ 100 % من خلال توسيع القطيع إلى 10 آلاف بقرة. ويضيف جون: «لا أريد فقط أن أجعل قطر مكتفية ذاتياً، فهذا سوف يحدث لأن السوق ليس كبيراً؛ لكنه مربح وبه الكثير من الفرص لنا. سوف ننتج ما يكفي من الألبان التي يتطلبها السوق». وتقول الصحيفة إن الأمن الغذائي كلمة على شفاه الجميع على قطر، ولحم البقر هو الخطوة المقبلة في جدول أعمال جون. ويتابع مدير «بلدنا»: «الأمن الغذائي هو الموضوع الأهم هنا في قطر. الحصار بأكمله دفع قطر للاستيقاظ، كان معظم طعامنا يأتي من السعودية، والناس مؤيدون لقطر الآن ويرغبون في شراء الحليب القطري». وأضاف: «ما نفعله هنا ينبع من الحاجة إلى الأمن الغذائي ورؤية قطر الوطنية 2030. وسنقوم بتجريب الثيران الخاصة بنا هنا ودخول سوق لحوم البقر وزيادة 40 ألف رأس من الأغنام أيضاً». وتشير الصحيفة إلى أن الأبقار في قطيع «بلدنا» تقف على مراتب مطاطية، بينما تقوم كاشطات آلية بإزالة الروث، موضحة أن النظام يشبه خط إنتاج المصنع بدلاً من مزرعة ألبان عادية، ولكن التحدي الأكبر لرجل أيرلندي هي درجة الحرارة والرطوبة. ويقول جون: «التحدي هو الرطوبة، إنها أصعب في الفجر والغسق، وتنخفض في منتصف اليوم عندما تحتاج إلى إنجاز الأمور». وفي حين أن جون مقره في وسط الصحراء، عائلته لا تزال في أيرلندا. يقول جون: «زوجتي وعائلتي يمكنهم الزيارة في أي وقت، إنهم يحبون المكان هنا. كل شيء يسير على ما يرام». وتقول الصحيفة إن جون مخضرم في الحياة في الشرق الأوسط، فقد انتقل إلى السعودية في عام 1984 بعد تخرجه من الجامعة بشهادة في العلوم الزراعية، وعمل في شركة المراعي للألبان، وتمت ترقيته سريعاً من عامل زراعي عام إلى مدير مزرعة ثم إلى مدير وطني. ويتحدث جون عن حياته قائلاً: «كنت خريجاً حديثاً عندما انتقلت لأول مرة، وكانت أيرلندا في أعماق الركود ولم تكن هناك فرص حقيقية؛ لذلك قررت أن أذهب إلى المملكة العربية السعودية. عدت إلى أيرلندا في منتصف التسعينات وتزوجت وأنجبت أربعة أطفال». وعمل جون مزارع لحوم البقر ومستشاراً زراعياً يعمل لحسابه الخاص حتى عام 2013، قبل أن يعود إلى السعودية للعمل مديراً تنفيذياً على قطيع ألبان من 3000 رأس. وزار جون مشروع ألبان الطخيم في المملكة العربية السعودية في عام 2013، وسرعان ما أصبح مديراً للقطيع هناك. وعلى مدى أربع سنوات قال إنه رأى زيادة في إنتاجية القطيع بنسبة 40 %. وفي أبريل عُين جون الرئيس التنفيذي لمزرعة «بلدنا» في قطر. ويضيف جون: «لقد زرت المزرعة في مارس ورأيت أن مشروع التوسع كان مثيراً للغاية وأردت المشاركة فيه».;
مشاركة :