الدار البيضاء (المغرب) (أ ف ب) - أحرز نادي الوداد البيضاوي المغربي السبت لقب دوري أبطال افريقيا في كرة القدم، للمرة الثانية في تاريخه وبعد انتظار 25 عاما، بفوزه في إياب الدور النهائي على ضيفه الأهلي المصري 1-صفر. وكان الوداد أحرز اللقب للمرة الأولى والأخيرة عام 1992، ودخل مباراة السبت على استاد محمد الخامس في الدار البيضاء، متمتعا بأفضلية نسبية على النادي المصري حامل الرقم القياسي في عدد ألقاب المسابقة القارية (ثمانية ألقاب)، بعد تعادله واياه 1-1 على ملعب الجيش في برج العرب بالاسكندرية الأسبوع الماضي. وسجل وليد الكرتي هدف المباراة الوحيد للوداد في الدقيقة 69، وسط فرحة عامرة من أكثر من 45 ألف متفرج في مدرجات الملعب. وقال لاعب الوداد اسماعيل الحداد "كنا واثقين من اننا سنحافظ على النتيجة (...) طبقنا التعليمات ودخلنا مركزين على المباراة"، مشيرا الى ان الهدف الرئيسي كان "الحفاظ على نظافة الشباك". أضاف "الحمدالله (...) حققنا المطلوب للجمعية الودادية (النادي). لم نخيب واستطعنا الفوز"، ليصبح أول ناد مغربي يحقق اللقب القاري الأغلى على صعيد الأندية منذ الرجاء البيضاوي عام 1999. وبنتيجة هذا الفوز، سينال الوداد جائزة مالية قدرها 2,5 مليوني دولار أميركي، يتوقع ان يضاف اليها مليون دولار مع مشاركته في كأس العالم للأندية التي تستضيفها الامارات في كانون الأول/ديسمبر. - الأهلي يضغط - وعلى عكس تصريحاته قبل المباراة، بدأ مدرب الأهلي حسام البدري الشوط الأول بطريقة هجومية مباغتة، سعيا لتعويض الأفضلية النسبية التي حظي بها الوداد بالتعادل في مباراة الذهاب. وتراجع الوداد الى منطقته في الأجزاء الأولى من المباراة، وسط ضغط عال من الأهلي الذي ركز على الاختراقات على الجناحين والركلات الركنية. وفي الدقيقة 12، أتيحت للأهلي أول فرصة جدية عبر تسديدة لمؤمن زكريا (مسجل هدف النادي المصري في الذهاب)، ارتدت من حارس الوداد زهير العروبي ومنه الى مهاجم الأهلي المغربي وليد أزارو الذي سددها خارج المرمى الخالي. ومع مرور الوقت، بدأ لاعبو المدرب المغربي حسين عموته باستيعاب الضغط والانطلاق لتشكيل خطورة على مرمى شريف إكرامي. وقال الحداد "كنا نعرف ان الاهلي سيضغط لأنه ليس لديه ما يخسره. تحملنا في الربع الساعة الأولى ولم نكن قد دخلنا جو المباراة". وفي الدقيقة 29، أتيحت للوداد أخطر فرص الشوط الأول، مع اختراق لاسماعيل الحداد الذي أعاد الكرة الى عبد العظيم الخضروف، فسدد الأخير الكرة، لتصطدم بالمدافعين وتواصل طريقها نحو المرمى إلا أن عارضة إكرامي تكفلت بالتصدي لها. وزادت وتيرة الفرص في الثلث الأخير من الشوط الأول. وبعد دقائق معدودة من تسديدة الخضروف، انفرد زكريا بعد تمريرة من عمر السولية من منتصف الملعب خلف المدافعين، لينفرد بالعروبي الذي تصدى لتسديدته القوية عبر رد فعل سريع. وفي الشوط الثاني، بدأ الوداد بالضغط بشكل أكبر من أجل تسجيل هدف يضمن به نتيجة المباراة. وشكل أشرف بنشرقي نقطة ارتكاز الخطر من جهة الوداد، لاسيما عبر اختراقته على الجناحين. وصنع بشرقي الهدف الوحيد في المباراة عندما تقدم من الجهة اليسرى لمرمى إكرامي وراوغ السولية ببراعة، قبل ان يرفع الكرة عرضية باتجاه المرمى لتصل الى رأس الكرتي المنسل من بين مدافعين، فحولها الى المرمى وسط فرحة كبيرة من الجماهير الحاضرة في المدرجات. وبعد دقيقتين من الهدف، دفع مدرب الأهلي حسام البدري بالمهاجم المخضرم عماد متعب بدلا من لاعب خط الوسط أحمد فتحي، سعيا لتعزيز الجانب الهجومي للنادي المصري. الا ان الوداد كان قاب قوسين أو أدنى في الدقيقة 79 من حسم نتيجة المباراة، بعد اختراق متجدد لبنشرقي وتحويله الكرة أرضية من داخل منطقة الجزاء في اتجاه المرمى لصالح الحداد المتقدم سريعا من الخلف. ووضع المغربي رجله في مسار الكرة، الا ان إكرامي تمكن من التصدي لها على رغم ضيق المسافة الفاصلة بينه وبين الحداد. وكثف الأهلي هجماته في الدقائق العشر الأخير، وسط تراجع دفاعي من الوداد سعيا لضمان النتيجة. وكاد الضغط ان يثمر، لاسيما وانه انعكس في بعض الأحيان دربكة دفاعية مغربية وتأخرا في تشتيت الكرة، خصوصا في الدقيقة 86 عندما سدد زكريا في الشباك الخارجي لمرمى العروبي. وبعد دقيقتين، كاد بنشرقي يعزز النتيجة، اذ انفرد بعد كسر التسلل واقترب من المرمى، الا انه وبدل التسديد اختار تحويل الكرة عرضية أرضية، فوجدت طريقها الى المدافعين في غياب أي مهاجم. واعتبر الموقع الالكتروني للنادي الأهلي انه خسر في ظل "أخطاء تحكيمية متكررة ومتعمدة"، علما انه كان يبحث عن لقبه التاسع في المسابقة والأول منذ 2013. واعترض لاعبو الأهلي خلال المباراة على الهدف المغربي، معتبرين ان بنشرقي كان متسللا. وشهدت صفوف الفريقين غيابات للاعبين بارزين، يتقدمهم محمد أوناجم لاعب الوداد الذي أصيب في مباراة الذهاب، بينما عاد أمين العطوشي الذي غاب عن المباراة الأولى بسبب الايقاف. ولدى الأهلي، غاب التونسي علي معلول، وحسام عاشور وصالح جمعة للاصابة. © 2017 AFP
مشاركة :